“مشاكسات شعريّة” عدد 16
من كتاب ( معاراضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(76)
(… ووافيتها والتقينا على الشطّ تختال في حُللِ
مشى في الغمام وخضبها شفقٌ يستفيق على كسلِ
كأنه نقاعةُ حنّاءَ بالكفّ سال مع البلَلِ
سبحنا.. ورحنا على الرمل.. مسّدتُها بالمراهِمِ والقُبَلِ!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
عنِ الشطّ غابتْ ,وكُنتَ طلبتَ اللقاءْ مَعها ولمْ تقبَلِ …
وفوْق الرمال مشيْتَ وحيدا ,وحزنكَ بانَ في المُقلِ …
وحينَ سبحْتَ ,ارْتفعَ الموْجُ وكدْتَ تموتُ منَ الوجلِ …
وعوْنُ الحماية أنقذكَ ,وأعادَ لكَ بصيصًا منَ الأملِ …
(77)
(… لقيتكِ لما مررتِ بمقهى المدينة… هل تذكرين؟
برُكنٍ جلستِ وكنتِ بسيجارة تمسكين
نفثتِ دخانا وكنتِ كعصفورة ترعشين
ولما رشفتُ… رأيتُك في قهوتي ترقصين!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
بمقهى المدينة استقبلتها وكأنها تعرفك منْ سنينْ …
وحين دعوتها لفنجان شاي ,اعتذرت بلطف العارفينْ …
وقالت وعينها على الباب :أنتظر صديقا سيأتي بعد حينْ …
ولمّا أتى وعرفتَ منْ يكونْ , دخّنتَ سجائرك كلها بمرارة قهوتينْ ..
(78)
(…تعشقتُها مُنْذُ كنّا صغارا سَقَتْني الصبابة كأسًا ورَيّاً
وساعَةَ جئتُ لأحضرَ عرسَ أخيها عشيّا
وحين مددتُ يدِي أتَحَنَّأُ، ضمّت ضلوعي ولَمْ أَكُ شَيَّا
ولو حَنّأتْ ميّتًا لَاستَفَاقَ من القبر حيّا!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وساعة جئت لتحضر العرس لامك الأهل لوما قويّا …
وقالوا بأنكَ جئتَ بيدٍ فارغة والأخرى لاتحْملُ شيئا …
وكمْ في المناسبات منكَ تُنتظرُأجملُ العطور هديّهْ …
ولكنكَ ما تعشقت أحدا أبدا, و في حبكَ لمْ تكن وفيّا …
(79)
(… تفكرُ بي إذْ تقوم تصلّي.. وتلهج بي الروحُ والبدنُ
وتجري بها سفنٌ لبعيد بما تشتهي العين والأذُنُ
لي الويل.. كيف النجاة من الملكين رقيبٌ ومُرتَهَنُ؟
أيا ربُّ..اغفر لها.. كيف يخشع من بالصبابة يُمتَحَنُ؟…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
إذا لصلاتها قامتْ فلنْ تفكرَ في غير الله ,وهو المُهيمنُ …
ولن تشعر بمن يراقبها ,ولنْ تشغلها الكلماتُ والألسنُ …
فقطْ ستظلّ أنت تلاحقها كما دوما وتنسى أنكَ مرْتهنُ ,
لأمّ الصغار في البيت , فمِنكَ يُنتظرُ (الكوشُ) واللبنُ …
(الكوش): الخفاظات
(80)
(… اذا ما استحمت فبرغوةِ صابونةٍ كم تعاتبني وتدورُ!
أظل أفيض عليها من الماء حتى تفوح عطورُ
أغني لها من أغاني الرعاة نصيبا ولي قبلةٌ وحبورُ
فأحضنها وأقول:(أحبك ما سار نجمٌ وما حلّقت بالبعاد نسورُ)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكيف استحمّتْ وأنتَ قدامها كقرش بحر إشتدّ به الضمورُ ؟…
وتحت الماء تفضل البقاء وتخشى أن يخدشها صوتك المسْعورُ…
وكم كنت تود رؤيتها وهي عارية تماما فيخذلك فستانها المستورُ…
ومن بعيد كنت تحضن السراب وترجو أن يكون لكَ في قلبها حضورُ …







Discussion about this post