“مشاكسات شعريّة” عدد 17
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(91)
(… وقلتُ: عشقتُك.. فاحمرّ صحن الخدود وساحَ
وداعبتُها ويْ كأنّ على وجنتيها جراحا!
ومالت على رِقبَتي ميل غصن وقدّت وشاحا
وحين رجَفنا.. ودُخْتُ، تنسّمتُها بلدةً وبطاحا!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وقالتْ : كرهتكَ .. فاحمرت العين , والشرّ في وجهكَ لاحَ …
وأطلقتَ ,كما ليث بانت نيوبه , شراراتِ اللظى والصياحَ …
ومِلْتَ على الجسد الطري تنهش لحمه وتجاهلتَ بُكاءها والنواحَ …
وحينَ عدْتَ لوعيكَ اعتذرتَ , ولكن هل باعتذاركَ تضمّدُ الجراحَ …
(92)
(… وتفتح عينا وتغمض أخرى كأنْ جفنُها بالأنوثة يقطرْ
وذائبة في رضاب شفاهي تقول: “صباحك سُكّرْ
أحبك ما فاح مسك وما ضاع بالكون عنبرْ!
وما اهتزّ من طَرَبٍ في مديحك منبرْ!”…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكمْ في طريقها تتمنى أن لا ترى طيفك يعْبرْ …
(أحبّكِ) هذه تخيفها وتزيد في الحقد عليكَ أكثرْ …
لأنها ما صدقتكَ يوما وفي وجودكَ مخاوفها تكثرْ …
وفي رضاب شفاهها لنْ ترى العسل وهو يقطرْ ..
(93)
(… لها مقلةٌ لو إلى البدر قد حدّقت لتشقّق واحترقا
لها قبلة لو ولو لو هِي لثمت حجرأ أسودا لهَوَى صعقا
أشارت بطرفٍ؛ أضاء بغرفتها كل ركن، ولاعبتُها الورقا
وقد كان شرطي على ثغرها قبلتان وواحدة سَبَقا!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
لها مقلة كاللظى وكلّ منْ مرّ بقربها احترقَ …
ومنْ شفتيها يقطرُ العسلُ ويطبع في القبل عبقَا …
وحينَ اقتربْتَ منْ بيتها كفّها على خدّكَ لصقَ …
وصرْتَ أمامها كمعْتوهٍ في بحْر النسا عقلهُ غرقَ …
(94)
(… وكم بي تطير.. كما الغصن تأخذه الريح للأفُقِ
وكم بي تَعَلَّقَ من عطرها ما أضاءت له طرقي
فيا ليتها تخطف الحزن مني وشيئا من الأرقِ
وتشعل شمع أصابعها وتقول:أحبكَ وحدكَ لاتقلقِ!…)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكمْ عنكَ تنأى .. وتبقى توهانا تجري في الطرقِ …
تطارد عطرها كمنْ يطاردُ غيمة تقذها الريح في الأفقِ …
فيا ليتكَ تفهم أنّ منْ يهواها لنْ ينجوَ منَ الغرقِ …
وأنّها ما أحبتكَ يومًا ,و لنْ تنالَ منها غيرَ الحزن والأرقِ …
(95)
(…وتغنُجُ لمّا تُحدّثني ثَمَّ يَعذُبُ منها الكلام
تُدير السّواكَ بريقتِها لكأنّه قَطْرٌ تَحَدّرَ بعد غمامِ
وحين أقبّلها وتذوق لذيذ الهوى والغرام
أغطي وجيعتنا ورجيف هوانا بريش النعام!…)
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وتحمرّ عيناها لما تفاجئها وتبوح لها بالهيامْ …
وتنفجرشفتاها لتسْمعكَ ما يليق بكَ منْ كلامْ …
فتغرس رأسك في التراب كما عادة يتخفّى النعامْ …
وتنتظر فقد تهدآ الثورة بعد حين ويعمّ السلامْ …
Discussion about this post