في مثل هذا اليوم4 يوليو 1776م..
استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن التاج البريطاني وذلك بعد حرب طويلة ساعدتهم فرنسا فيها.
إعلان الاستقلال الأمريكي أو إعلان استقلال الولايات المتحدة (بالإنجليزية: United States Declaration of Independence) هو وثيقة تبناها الكونغرس القاري في 4 يوليو 1776، لتعلن أن المستعمرات الأمريكية الثلاثة عشر المتحاربة مع بريطانيا العظمى قد أصبحت ولايات مستقلة، وبالتالي لم تعد جزءًا من الإمبراطورية البريطانية. مكتوب بشكل رئيسي بواسطة توماس جفرسون، يعتبر الإعلان تفسيرا رسميا لأسباب تصويت الكونغرس في 2 يوليو لصالح إعلان الاستقلال عن بريطانيا العظمى، بعد مرور أكثر من عام على اندلاع حرب الاستقلال الأمريكية. عيد ميلاد الولايات المتحدة -يوم الاستقلال- يحتفل به في 4 يوليو، يوم اعتماد الكونغرس صيغة الإعلان.
بعد إتمام النص في 4 يوليو، أصدر الكونغرس إعلان الاستقلال على أكثر من صورة. فوزع بداية كإعلان مطبوع وزع على نطاق واسع وتليت على مسامع الجمهور. أشهر نسخة من الإعلان، هي النسخة الموقعة التي تعتبر إعلان الاستقلال الرسمي، وهي معروضة في الأرشيف الوطني في واشنطن العاصمة. بالرغم من الموافقة على الإعلان في الرابع من يوليو، إلا أن تاريخ التوقيع عليه هو محل جدل، وقد خلص معظم المؤرخين إلى أن الوثيقة قد وقع عليها تقريبا بعد شهر من تبنيها، في 2 أغسطس 1776، وليس في 4 يوليو كما المعتقد السائد.
كانت نسخ الإعلان وتفسيره موضع الكثير من البحوث العلمية، برر الإعلان الاستقلال عبر سرد العديد من المظالم الاستعمارية ضد الملك جورج الثالث، وعبر التأكيد على بعض الحقوق الطبيعية، ومنها حق الثورة. بعد أن أدت غرضها الأساسي لإعلان الاستقلال، تم مبدئيا تجاهل نص الإعلان بعد الثورة الأمريكية. عظمت مكانتها بمرور الأعوام، خاصة الجملة الثانية، وهي بيان مهم لحقوق الإنسان:
ونحن نرى أن هذه الحقائق بديهية، إن جميع البشر خلقوا متساوين، وأنهم وهبوا من خالقهم حقوق غير قابلة للتصرف، وأن من بين هذه الحقوق حق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة.
أطلق على هذه الجملة «واحدة من أشهر الجمل في اللغة الإنجليزية» و«أكثر عبارة قوة وترتيبا في التاريخ الأمريكي». استخدمت الجملة كثيرا في الدفاع عن حقوق الجماعات المهمشة، وأصبحت تمثل للعديد من الناس المعيار الأخلاقي الذي ينبغي على الولايات المتحدة الدفاع عنه. وقد أثرت وجهة النظر هذه كثيرا في أبراهام لينكون، والذي اتخذ الإعلان كأساس لفلسفته السياسية، وروج لفكرة ان إعلان الاستقلال هو وثيقة للأساسيات التي ينبغي من خلالها تفسير دستور الولايات المتحدة.!!
في الرابع من يوليو/تموز من كل عام تحتفل الولايات المتحدة بيوم استقلالها عن بريطانيا حيث اعتمد الكونغرس إعلان الاستقلال رسميا عن الإمبراطورية البريطانية في ذلك اليوم من عام 1776.
وتقول دائرة المعارف البريطانية إن الكونغرس صوت لصالح الاستقلال عن بريطانيا العظمى في 2 يوليو/تموز من عام 1776، لكنه لم يكمل عملية مراجعة إعلان الاستقلال، الذي صاغه في الأصل توماس جيفرسون بالتشاور مع كل من جون آدامز وبنجامين فرانكلين وروجر شيرمان وويليام ليفينغستون، إلا بعد يومين.
وقد تم تصميم الاحتفال في البداية على غرار الاحتفال بعيد ميلاد الملك، والذي كان يتم الاحتفال به سنويا بقرع الأجراس والألعاب الناريةوالمواكب الاحتفالية والخطب الرنانة بحسب دائرة المعارف البريطانية.
وقد مرت العلاقات الأمريكية البريطانية، قبل وأثناء وبعد ميلاد الأمة الأمريكية، بمنعطفات كثيرة، خيم عليها التوتر أحيانا قليلة، وسادها الود والتحالف في أغلب الأحيان.
دب الخلاف علنا حول فرض الضرائب بعد أن كان يغلي تحت السطح منذ فترة في مستعمرات بريطانيا في أمريكا حينما مرر البرلمان البريطاني قانون الشاي عام 1773.
فقد حابى القانون شركة الهند الشرقية الإنجليزية، شبه المفلسة تقريبا، على حساب التجار المحليين في المستعمرات الأمريكية فما كان إلا أن قاطع سكان المستعمرات الأمريكية الشاي البريطاني.
وحينما رست 3 سفن تابعة لشركة الهند الشرقية في بوسطن، تنكر 50 ناشطا في هيئة هنود الموهوك وصعدوا على متن تلك السفن وأفرغوا ما فيها من الشاي في مياه المرفأ. وعرفت تلك الحادثة بـ”حفلة شاي بوسطن”.
حرب الاستقلال وما بعدها
أدى رد الفعل البريطاني على حفل شاي بوسطن وغيره من القضايا أخيرا إلى تصاعد الأمور إلى الذروة، فأعلن سكان المستعمرات الأمريكية الثورة ثم الحرب ضد التاج البريطاني في عام 1775، وفي عام 1778 دخلت فرنسا الحرب إلى جانب الأمريكيين، وقد انتهت الحرب بهزيمة البريطانيين في يورك تاون في عام 1781.
وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 1782 وقع المفاوضون البريطانيون والأمريكيون في باريس اتفاقية سلام، وفي 3 سبتمبر/أيلول 1783 اعترفت بريطانيا رسميا باستقلال الولايات المتحدة في معاهدة باريس.
غير أن الحرب عادت لتتجدد بين الجانبين المتناحرين مرة أخرى في عام 1812 ولم تهدأ الأمور حينما أضرم البريطانيون النار في البيت الأبيض وكابيتول هيل مقر الكونغرس الأمريكي.
وخلال تلك الحرب كتب فرانسيس سكوت كي قصيدته الشهيرة “راية تزينها النجوم” والتي قدر لها بعد ذلك أن تصبح النشيد الوطني الأمريكي.
الحرب الأهلية الأمريكية بين عامي 1861-1865
أعلنت بريطانيا رسميا الحياد خلال الحرب الأهلية الأمريكية غير أن السفن البريطانية ساعدت الولايات الجنوبية المتمردة بتمرير أسلحة وإمدادات لها عبر الحصار البحري الذي فرضه الاتحاد الأمريكي.
قد أسفر ذلك عن أزمة دبلوماسية حينما أوقفت سفينة تابعة للاتحاد أخرى بريطانية للبريد تدعى ترنت، حيث كانت السفينة البريطانية تحمل على متنها مندوبين عن الولايات الجنوبية، وقامت سلطات الاتحاد الأمريكي باعتقال مندوبي الولايات المارقة من على متن السفينة البريطانية.
وكان في ذلك خرق للقانون البحري وكاد أن يقود إلى حرب بين بريطانيا والاتحاد الأمريكي، غير أن المفاوضات بين الجانبين أدت إلى نزع فتيل الأزمة.
الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914-1918
ظلت الولايات المتحدة خارج نطاق الحرب العالمية الأولى في الفترة الأولى لتلك الحرب، غير أنها دخلتها عام 1917 حينما أصبحت السفن الألمانية شديدة التهديد للأطلنطي وبعد أن أغرقت عدة سفن أمريكية.
وقد مثل وصول القوات الأمريكية إلى أوروبا في عام 1918 دعما معنويا هائلا للحلفاء ومن أبرزهم بريطانيا، غير أن الأمريكيين عانوا من خسائر جمة في الأرواح.
انهيار بورصة وول ستريت في عام 1929
في السنوات التي فصلت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، اتبعت الولايات المتحدة سياسة انعزالية، حيث آثرت أن تنأى بنفسها عن الشؤون الأوروبية.
عرض مسودة خطاب تنحي الملك جورج الثالث للمرة الأولى
غير أن انهيار بورصة وول ستريت عام 1929 خلف أثرا هائلا على الاقتصاديات الأوروبية الهشة. ويعتقد أنه كان مبعث المقولة الشهيرة: “حينما تعطس أمريكا، تصاب أوروبا بالبرد”.
الحرب العالمية الثانية وما بعدها
اندلعت الحرب العالمية الثانية في عام 1939 واستمرت حتى عام 1945، ولم تدخلها الولايات المتحدة إلى جانب الحلفاء حتى عام 1941 بعد قصف اليابانيين ميناء بيرل هاربر.
ومرة أخرى أحدث دخول القوات الأمريكية في الحرب تحولا جذريا في دفتها، غير أن عامة الشعب البريطاني شعروا بالمرارة لعدم دخول الأمريكيين الحرب حتى عام 1941.
وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرتشل أول من صاغ عبارة “العلاقات الخاصة” في خطبته الشهيرة عام 1946، بوحي من تحالف البلدين في قتال ألمانيا النازية ثم مواجهة الاتحاد السوفيتي بعد تلك الحرب.
تصف تلك العبارة الأواصر القوية التي ربطت الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وتشرشل خلال الحرب العالمية الثانية.
ففضلا عن بحث الاستراتيجيات العسكرية والدبلوماسية معا، ربطت صداقة وثيقة بين الزعيمين حيث تبادلا آلاف الرسائل والمكالمات الهاتفية.
حرب فيتنام بين عامي 1965-1973
رغم الخلافات بين رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان والرئيس الأمريكي جون كنيدي، فقد استفاد الرئيس الشاب كنيدي من مشورة السياسي البريطاني المحنك فيما يتعلق بأزمة الصواريخ الكوبية وغيرها من قضايا الحرب الباردة.
حكاية “فلاحة مصرية” بين فرنسا ومصر وأمريكا
القيم الأمريكية المحفورة على قاعدة تمثال الحرية “تخص الأوروبيين”
غير أن الأمور لم تكن دائما وردية بين البلدين في حقبة رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون والرئيس الأمريكي ليندون جونسون، فقد قاوم ويلسون إرسال قوات بريطانية إلى فيتنام ودب الفتور في العلاقات الخاصة طيلة 15 عاما.
وصلت العلاقات الخاصة إلى مستوى رفيع تجسد في تحالف رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، حيث وجد كل واحد في الآخر توأم روحه الأيديولوجي (وكان من عمق تلك التوأمة أن صورتهما حلقات مسلسل سبيتينج إيميج الساخر للعرائس وقد تعانقا دونما انفصال).
وقد مكنتهما العلاقات الحميمة من تجاوز التضارب الحتمي في المصالح، فقد أبدى ريغان إعجابه الشديد بماغي (مارغريت) حيث قال: ” بحق الجحيم، يا لها من امرأة صلبة” حينما قامت بلي ذراعه فيما يتعلق بحرب الفوكلاند.
غير أن بريطانيا أحجمت حينما قامت الولايات المتحدة بغزو جزيرة غرينادا التابعة للكومنولث دون سابق إنذار.
وكانت تاتشر هي أول من اعترفت بميخائيل غورباتشوف على أنه “رجل أستطيع عقد الصفقات معه”، وصاغ الثلاثة بينهم حقبة جديدة من العلاقات الدولية.
حرب الخليج في عام 1991
كانت هذه فترة نجاح في أغلبها للتحالف، وإن تعين على تاتشر أن تقول لجورج بوش الأب “لا تترنح أمامي الآن” في اليوم الذي غزا فيه صدام حسين الكويت.
غير أن العلاقات شابها بعض الفتور مرة أخرى ما إن تولى كل من جون ميجور رئاسة الوزراء البريطانية وبيل كلينتون الرئاسة الأمريكية. فقد كانت هناك شكوك بأن المحافظين، والذي ينتمي ميجور إليهم، ساعدوا في وقوع ما عرف بملفات أوكسفورد في أيدي خصوم كلينتون السياسيين.
بلير وكلينتون
مثل تاتشر وريغان، توطدت صداقة تلقائية بين توني بلير وبيل كلينتون على الصعيد الشخصي والسياسي.
فقد ساعد أفراد من فريق الحملة الانتخابية لكلينتون بلير في الانتخابات البريطانية العامة عام 1997، وتعاون الزعيمان بعد ذلك على أصعدة أيرلندا الشمالية والبلقان وكوسوفو. كما استمر بلير على صداقته بكلينتون خلال أزمة فضيحة مونيكا لوينسكي.
وبعد العلاقات القوية بين كلينتون وبلير، تكهن الكثيرون أن انتخاب جورج دبليو بوش سيؤدي إلى تراجع العلاقات الأنجلو-أمريكية.
غير أن بلير رفض أن يتفوه بأي كلمة سلبية عن بوش، قائلا إن على الناس ألا يقللوا من ذكائه.
هجمات سبتمبر وما بعدها
بعد 11 سبتمبر/أيلول من عام 2001، سارعت بريطانيا بالوقوف جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة وهو الموقف الذي استمر بإلقاء بلير بثقله بالكامل وراء بوش في حرب العراق.
وقال بلير: “ينبغي أن نبقى أقرب الحلفاء للولايات المتحدة .. ليس لأنهم أقوياء، ولكن لأننا نشاطرهم نفس القيم”.
وفي مارس/ آذار من عام 2010، وكان ذلك في عهد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيس الأمريكي باراك أوباما ، قالت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني: “إنه رغم أن الصلات البريطانية الأمريكية وثيقة إلا أن استخدام تعبير (العلاقة الخاصة) بمعناها التاريخي لوصف العلاقة البريطانية الأمريكية بجميع أبعادها قد يكون فيه تضليل، ونحن نوصي بتجنب استخدامه”.
في يومه العالمي: تعرف على دور الشاي في استقلال أمريكا
وأضافت أن المبالغة في استخدام التعبير من قبل بعض السياسيين والعديد من الإعلاميين يؤدي إلى تقليل قيمته وفي الوقت ذاته إلى زيادة التوقعات التي ليس لها سند حول المزايا التي يمكن أن تحققها هذه العلاقة للمملكة المتحدة.
وأضافت اللجنة أن العلاقة مرتبطة أكثر بالدعم الذي قدمته المملكة المتحدة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في حرب العراق.
جونسون بين ترامب وبايدن
بعد تولي بوريس جونسون رئاسة الحكومة في بريطانيا في يوليو/تموز من عام 2019 وكان ذلك في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال السفير الأمريكي السابق لدى المملكة المتحدة وودي جونسون إن العلاقات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستكون “رائعة”.!!
Discussion about this post