“مشاكسات شعريّة” عدد 19
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(101)
وحاكت على قَدِّ طولي قميصا، وزَرَّرَتِ الكُمَّ بالذهبِ
وسوّت على ياقَتِي رشّة العطر بالزهو والطربِ
وحين عزمت الذهاب، على بابها، أوقفتني بلا سببِ
وقالت: كأنكَ يوسفُ حسنا لَوْ أنّكَ لم تَشِبِ
كأنكِ – قلتُ- زُليخا تقدّ القلوب من الخَلفِ والجنَبِ!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وحُكتَ لها كذبة لمْ نر مثلها في دنى الكذبِ …
تقول بأن الفتى يوسف لم يكن على مستوى من الأدبِ …
وأنّ زليخة حين دنا منها عطشانا أغوته بخمرة العنبِ …
وأنك بتّ على بابها ليلة غشتْ سماءها حلكة السحبِ …
وكانت الريح فيها غاضبة , ولا أثر للزهو والطرب …
(102)
أنا سوف أُشرِع قلبي كعصفورةٍ في سفرْ
وأنتِ اهطُلي زخةً… زخةً… كالمطرْ
وساعَةَ أرعشُ… أرجفُ مثل غصون شجر
خذي ريشةً من ضلوعي وكوني وتر!
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكيفَ ستُشْرعُ قلبكَ لِمنْ تُطلقُ منْ شفتيها الحَجرْ ؟
ومنْ عينيْها يتطاير الغضبُ مثل اللظى و الشررْ …
أتطلب منها أن تنزع ريشة من ضلوعك يا بشرْ…
وأنت تعلم أن لا شيء منها يُرادُ أو يُنتظرْ …
(103)
تجِفّ المحابرُ في وصف فيها ويعجز في مدحها الشعراءُ!
لها مبسمٌ كمُجَاجَةِ نحلٍ.. لها ضحكة وحياءُ
كأني فَرَاشٌ وحطّ على أحمر الشفتين ففاح شذاءُ
كأني أُقبّلُ ذاتَ الوقود ويُطفِئُ شوقِيَ ماءُ!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
كأنّكَ ماذا ,وشِعْركَ في الوصْف يدْعو إلى البُكاءْ…
وهلْ يعجزُ الشعراءُ في مدْح المرْأةِ الحسْناءْ ؟
(كبيرٌ عليكَ الهوى وأكبرُ منكَ التغزل بالنساءْ)
فقبّل النارَ متى شئْتَ و لكنْ لا تقتربْ منَ الماءْ …
(104)
حبيبيْن عشنا كغصنيْن في غابةِ الشجرِ
نميل مع نسمة الفجر أو نختفي بالبراعم والثمرِ
وكنّا كأنجُمِ ليلٍ ويحرسنا ساطع القمرِ
ونحزن لما العواصف تأتي ونفرح بالنور والمطرِ
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
كقطّ يطارد فأرا عشت تلهث خلفها طول العمرِ …
وتحلم أنك التقيت معها تحت زخات المطرِ …
مثل عصفورين يتراقصان فوق أغصان الشجرِ…
وما زلتَ تنتظرُ لقاءها , ومن بعيد تكتفي بالنظرِ …
(105)
التين الشوكي
وجاءت بشَوْلٍ من التّين رَشّتهُ بالماء والبَرَدِ
وغطًتهُ بالشيحِ عن أعيُنِ العابرين من البلدِ
تقشّر لي.. من لذيذ الثمار.. وعيني على الجسَدِ
وأخشى يُصيبُ أناملَها الشوكُ أو حاسدٍ نَكِدِ
عجبتُ.. أنَاوِلُها شَفتِي ثَمرةً، فتُناوِلنِي قُبلةً بيَدِ!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(وداوني بالتي هي الداء)
وجاءتْ بدنٍّ بهِ خمْرٌ مُعتقٌ صبّتهُ على الجسدِ …
فقدْ يعودُ لكَ الوعيُ و تفرّقُ بين رجلكَ واليدِ …
وتبتعدُ عن شرّ لسانها وعن وجع الشوك والنكدِ
فخذ تينك الشوكي ..قشره لغيرها خارج البلدِ …
وإنْ قبّلتكَ يومًا فلا يعني أنّ قُبْلتَها ستبْقى للأبدِ …
Discussion about this post