أنفاس الشعر….
====== أَبُنَيَّ !.. ======
أَبُنَيَّ .. في هَذي الْحَياةِ سَتَرْتَمِي
بِالْخَيْرِ مُنْتَفِعاً … إِذا لَمْ تَظْلِمِ
يا عَيْنَ روحِي .. قَدْ أَرَيْتُكَ عِبْرَتِي
مِنِّي الْحَياةُ وَ فيكَ ضاءَتْ أَنْجُمِي
سَتَرى مَسِيراً .. في طَريقٍ لا تُرى
بَيْنَ الصِّحابِ وَ عِنْدَ سارِقِ مَبْسَمِي
وَ تَرى إِماماً .. مُسْتَقيماً قَدْ بَدا
بِالدِّينِ مُتَّكِئاً …. عَلى مُتَمَسْلِمِ
سَتَرى هَذا .. أَثَراً مَشَى .. مِنِّي أَنا
وَبِوَجْدِ عُمْرٍ سَوْفَ تَمْضِي مِنْ دَمِي
وَ لَقَدْ خَفَضْتُ مِنَ الْجَناحِ لِكَيْ أَرَى
وَلَداً ، سَيُكْمِلُ لي طَريقي ، وَ سُلَّمِي
وَجهُ الْحَقيقَةِ إِذْ بَدا .. يَقولُ لِي:
دَعْ حَظَّهُ يَمْضي .. لِضَرْبِ الْأَسْهُمِ
يا عِطْرَ رائِحَتي .. وَ فاكِهَةً بِدَمِي
عَيني تَرى فِيكَ .. الَّذِي لَمْ أَغْنَمِ
يا سَيْرَ أَوْرِدَتي .. وَ مُنْتَظَراً لِغَدِي
ظَهْري ، رَمى فيكَ الْهَوى في مَرْحَمِ
أَبُنَيَّ .. في أَرْضِ الرَّحيلِ سَتَكْتَرِي
وَجْهَ الْقِناعِ .. مِنَ الضَّميرِ الْأَكْثَمِ
أَنْتَ الْبَقِيَّةُ … في بَهاءِ ناظِري
بِاللهِ مُكْتَفِياً ….. وَ كُلِّ مُقَسَّمِ
وَ لَقَدْ زَحَفْتُ عَلَى يَدَيَّ .. لِتَحْتَمي
في خافِقي مِن حَيْرَتي وَ تَشَرْذُمِي
وَ اللهُ ساقَ الْعَالَمينَ .. وَ أَظْهَرَنْ
في لَمْحَةٍ .. وَهَجَ الطَّريقِ الْأَسْلَمِ
هَلَّا .. إِلى ذاكَ الرَّجاءِ حَمَلْتَنِي
لِرَبيعِنا ….. مُتَوَرِّداً مِنْ زَمْزَمِ
هَا أَنْتَ تَكْبُرُ .. في إِرادَةِ ناظِري
أَبُنَيَّ ، أَنْتَ أَنا .. فَكُنْ لي تَوْأَمِي
أَمُطالِعاً …. زَمَناً يَقِلُّ وَفاؤُهُ
بِدَمٍ خَبَا .. وَ أَخٍ لَوى عَنْ مَبْسَمِي
سَأَراكَ .. قُرَّةَ خافِقي مَرْضِيةً
ضاءَتْ عَلَيَّ .. كَما ضِياءُ الْأَنْجُمِ
وَ أَراكَ .. مِشْيَةَ واثِقٍ مُسْتَكْمِلٍ
عَهْدَ الرِّجالِ .. أَراكَ دَأْبَ الْهَيْثَمِ
مُذْ جِئْتَ مُبْتَكياً .. أَنا بِكَ فَرْحَةٌ
قَدْ صِرْتَ .. بَسْمَةَ والِدٍ لَمْ تُكْتَمِ
ها أَنْتَ … عِنْدَ أَمانَةٍ مَتْروكَةٍ
وَ قَصيدَةٍ .. بِضَميرٍ لَمْ يُقْسَمِ
فَلَئِنْ نَظَرْتَ سَماً .. بِدونِ بَصيرَةٍ
دَمْعاً تَفيضُ عَلَيْكَ .. هَطْلَ الْأَيْهَمِ
وَ لَئِنْ بَذَلْتَ يَداً .. بِغَيْرِ أَمانَةٍ
لَتُعاوِنَنَّ مَكائِداً ….. لَمْ تُعْلَمِ
ما هَمَّني تَعَبي .. وَ لا ما هالَني
إِذْ بَرَّني وَلَدي .. وَ صانَ لي مَعْلَمِي
ما فَرَّطَتْ شِيَمي بِحَرْفِ صِفاتِها
ما نَحْنُ مَنْ يَذَرُ الْحَقائِقَ تُكْتَمِ
قَدْ أَوْقَفَتْ قِيَمي عَلَيْكَ صُمودَها
وَتَرَكْتُ عُمْري فيكَ يَجْري مِنْ دَمي
أُمِّي الَّتي تَعِبَتْ بِحَمْلي عِنْدَها
عِبْأً .. يَسيرُ إِلَيْكَ سَيْرَ عَرَمْرَمِ
قَدْ صِرْتَ أَمَلي .. إِذا تَمْشي أَرى
مِنِّي الطَّريقَ ، وَ مَنْ بَقى في سُلَّمِي
وَ لَقَدْ رَأَيْتُكَ في الْحَياةِ .. شَفاعَتي
فَوَضَعْتُ في يَدَيْكَ سِرَّ مُعْجَمِي
أَمَلي .. أَراكَ غَداً تَعي ما فاتَني
مِنْ بَعْضِ أَسْئِلَةٍ .. لَها لَمْ أَفْهَمِ
وَ اللهُ يَعْلَمُ …… أَنَّني حُرِمْتُها
مِنْ هارِبينَ بِها .. مَخافَةَ مَعْلَمِي
أَوْتادُ أَصْلٍ …. قَدْ حَمَلْتُ إِباءَها
إِذْ غاضَ عِنْدَكَ .. ما تَبَدَّى مِنْ فَمِي
كُنْ لي ، وَ قَدْ أَكَلَ الضِّباعْ طَريقَنا
في لُعْبَةٍ ….. تَرْميهِ لِغِرٍّ أَضْيَمِ
وَلَدي الْعَزيزُ .. عَلى الضَّميرِ حَمَلْتُهُ
قَلْبي .. رَجا فيهِ الَّذي لَمْ أَغْنَمِ
شعر : عبد الصمد الصغير.
Discussion about this post