أدُنيس بقلم الشاعرة وعد جرجس

صباحكم ورٌ
وعد جرجس أهنئك شاعرة متمكنة بمستوى كبار الشعراء الذين مروّا نزار قباني محمود درويش إلخ..
لغتك الشعرية العربية قويّة جداً . تمتلكين قوة لغةٍ لايمتلكها كبار شعراء هذا العصر
الشّعر كبصمةِ اليد لاتتشابه مع بصمة يد شخص آخر اكتبي بجسدكِ أنتِ .لماذا تكتبين مثلهم ؟! كان هذا العملاق العظيم المتواضع الحر الباحث عن كل ماهو جديد وغير مألوف ومقولبٍ إله الشّعر المتجسد في قصيدةٍ عن سبقِ إصرارٍ وترصّد الشاعر والمفكر الكبير أدونيس خلال تواصلٍ حصل بيننا في شهر شباط/فبراير من ألفيّتنا الثانية وثلاثة وعشرون.م قريباً تفاصيل هذا التواصل وماتلاهُ مع هذا المفكر الحقيقيِّ المهمومِ كاملةً في مقالةٍ طويلةٍ وربما طويلة جداً على الصفحات الورقية والالكترونية ولكم قصيدتي التي كتبتها إليهِ بصدق الأنفاس وأنا أقرؤه اليومَ بصورةٍ أوضح أهديها للمرة الثانية على العلن شاكرةً متمنّيةً لهُ الصحة والخلودَ المُستحَقَّ وعمراً لامحدودَ من الجمالِ والإبداعِ

أدُنيس

أدُنِيْسُ ياروحَ التُّرابِ
أيا حروفَاً سرمدِيّهْ
ما إنْ شَهَقتُكَ إذ وُلِدتُ
حَلَلْتَ بيْ وَغَدوْتُ حَيَّهْ

ياسيْفَ فكرٍشقَّ صدْرَ
الجَهْلِ مُغتالاً دَوِيَّهْ
تحيَا بجسْمِ الأرضِ لنْ تفنَىْ
لأنَّكَ في حشَاهَا جُلْتَ
تخشَاْكَ المنيَّهْ
جسدٌ تلاهُ الشِّعرُ آياتٍ
فقدَّسْنَا رويَّهْ

مظلوْمُ حرفٍ أنتَ كيفَ
لهَمْ تجاهُلُ معجزاتِكَ
لسْتَ للمعنَىْ نبيَّا
شهِدَتْ ألوهتَكَ القصيدَةُ
في عيونِ المجدليَّهْ

جسدٌ طغَىْ عشقَاً سرَىْ
لاموْتَ يدرِكُهُ فَفِيْهِ الكونُ
يجتاحُ الملامِحَ والخليَّهْ

يا مَنْ لمحتُهُ جالسَاً
وسَطَ التفاصيْلِ الخفيَّهْ
كالنَّارِ كالنَّورِ المقدَّسِ فِكرةً
فغدَتْ جَليَّهْ

ولمحتُ طفلاً مفعَمَاً بالحبِّ يحكِيْ
عَنْ أبيهِ بشهوةِ الشَّوقِ الفتيِّهْ
ويضمُّ طيفَهُ في ثقوْبِ عباءةٍ شتويَّةٍ
ويعانِقُ السُّحْبَ النَّديَّهْ
ويقدِّسُ الطّينَ الذيْ
في جبهَةِ الرّجلِ الأبيَّهْ
وأراهُ فيهِ بدَا هُدَىً
ويراهُ نجمَاً في ثُريَّا

دَعنِي أيا كلَّ الجمَالِ أُزَجُّ فيْكَ بِلاْ قضيّهْ
فأنا سليلَةُ دمعِكَ المهدوْرِ
والفِكرِ المخضَّبِ بالهويَّهْ
والشِّعرُ مَاؤُهُ مُهلكٌ وبخبزِهِ جوعٌ
أبَى إشباعَ آهاتي الشقيَّهْ
والشِّعْرُ نفسِيَ صرخَتِيْ
وصدىً يزلزِلُنِي ويرمينِي بقيَّهْ
بَلْ قاتِليْ يأتي إليَّ ممزِّقاً
والحَرْفُ في كفَّيْهِ ذبّاحٌ ودِيَّهْ

دعنِي أعانقُ فكرَكَ المجنونَ عانِقْ
فكرتِي الحرَّة الغنيَّهْ
فبكَ الجذورُ لما يعيشُ بداخليْ
وبيَ الكمالُ لمَا سيولَدُ لاحقَاً
وأنا وأنتَ وشِعرُنَا طفْلانِ
من ذاتَ الضحيَّهْ

أدُنيسُ يا سِرَّ الحكايَةِ
كلِّهَا والأبجديَّهْ..
#وعد_جرجس #أدونيس