أنفاس الشعر ….
===== أَراكِ بِكُلِّ حُبٍّ وَ احْتِرامِ ====
أَرانِي في وَراءٍ .. مِنْ أَمامِ
أَراكِ .. بِكُلِّ حُبٍّ وَ احْتِرامِ
أَيَا نُسُكَ الْحَياةِ .. مُضَيَّعاتٍ
وَ نَبْضُ دَمِي تَسَمَّرَ في عِظامِي
رِأَيْتُكِ قَدْ رَسَمْتِ الطَّيْرَ ذِئْباً
فَيَقْصُرُ ذَيْلُهُ خَوْفَ انْضِرامِي
سَمِعْتُكِ إِذْ قَلَبْتِ الْكُلَّ بَعْضاً
كَأَذْنابِ الْغِوايَةِ .. فِي الزِّحامِ
يُميطُ وَ قَدْ كَواهُ لَهيبُ حَرْفِي
وَ يَسْقُطُ حَرْفُهُ .. خِرّاً أَمَامِي
فَأَنْتِ .. وَ مَنْ ظَنَنْتُ رِفاقَ دَرْبي
خَذَلْتُمْونِي .. وَ هَجْوُكُمْ مَرامِي
كَفاكُمْ … . تارِكينَ لَنا دُيوناً
بَقايا حُلْمِ أَغْرابٍ …. بِشامِ
فَأَنْتُمْ سائِرونَ بِنا .. طَريقاً
مَدى الْعَبَراتِ مِنْ أَثَرِ السَّقامِ
فَغَنِّي ما اسْتَطَعْتَ إِزَاءَ بَحْرِي
قَصيداً .. مِثْلَ قافِلَةِ الْكِرامِ
أَتَسْرِقُ وَصْفَةَ الْإِحْساسِ مِنِّي؟
وَ هَلْ عِنْدَ الْمُخادِعِ مِنْ كَلامِ؟!
وَ تُسْقِطُ دَمْعَةَ التِّمْساحِ قُرْبِي
أَراهَا .. وَ هْيَ ساقِطَةٌ أَمامِي
تَقولُ لَنَا … تُواعِدُنا صَباحاً
وَ يَوْماً قَدْ طَوانا .. بِالصِّيامِ
رَمَتْني السّابِحاتُ .. دَماً بِوجْدٍ
وِ شِعْراً قامَ مِنْ بَيْنِ الْعِظامِ
دَعَتْني الْمَظْلَماتُ .. لِقَوْلِ شِعْرٍ
وَ ما بَيْنَ الْخَوافِقِ مِنْ إِلامِ
وَ ما عُدْتُنَّ .. كَيْ تَسْأَلْنَ عَنِّي
وَ لَكِنْ .. كَيْ تُعاجِلْنَ اغْتِنامِي
وَ قَدْ أَحْجَمْنَ إِذْ أَخَذْنَ مِنِّي
وَ كُلِّي .. باتَ مَدْعاةَ انْقِسامِ
أَقَمْتُ عُروشَهُنَّ .. وَ مَنْزِلاتٍ
سَقَطْنَ عَلَيَّ .. أَسْحارَ الْغَرامِ
تَقولُ : إِلَيَّ .. هاتِكَ مِنْ رَحيقِي
وَ عِطْري .. حَيْثُ فاكِهَةِ الْغَرامِ
سَأَقْبِضُ لَوْعَة ً .. أَرْميكِ فِيها
لِيَزْأَرَ وَجْدُكِ .. تَحْتَ الْحُطامِ
وَ كُلُّ مَعارِكي .. أُعْفيكِ مِنْها
كَعُرْبونِ الْمَحَبَّةِ .. وَ السَّلامِ
وَأَمْشي إِلَيْكِ مَشْياً لَيْسَ يَمْشِي
أَيَا قَدَماً .. أَسيرُ بِها أَمامِي
وَأَسْري إِلَيْكِ .. لَيْلاً خَلْفَ لَيْلٍ
وَ صُبْحُكَ باتَ يَسْتَغْوِي زِمامِي
وَ ما مِنْ دَمْعَةٍ .. هَدَأَتْ بِلَيْلٍ
وَ لا نَوْمٌ سَلَا .. عِنْدَ الْمُدامِ
وَ قَلْبي .. قَدْ تَجَرَّعَكِ اللَّيالِي
كَما الدَّمْعاتُ .. في عَيْنِ الضِّرامِ
أُغَيِّرُ سَيْرَ قافِيَتي .. وَ نَبْضِي
وَ أُطْلِقُ سَيْرَهُ .. وَسْطَ الزِّحامِ
سَأَخْتارُ الْمَنِيَّةَ …. عِنْدَ حُبٍّ
إِلَى الْعَلْياءِ … مُنْدَفِعٍ هُمامِ
أَصيحُ بِإِخْوَتي : مَنْ ذِي تَراءَتْ
لَنا ؟ مَشْياً .. يُضَيِّعُنا الْمَرامِي
فَعُودي عَنْ طَريقِكِ .. مِنْ طَريقٍ
لِوَجْدِكِ مُرْسِلٍ ، وَقْتَ انْسِجامِي
أَنا .. وَجْدُ الَّذينَ قَضَوْا بِحُبٍّ
وَ سِرِّي .. في ثَباتِي وَ اعْتِصامِي
بِهِ سِرُّ الْحَياةِ …. جَرَى إِلَيْها
يَسوقُ وَريدَ مُنْدَمِلِ الطَّوامِي
فَهَلْ أَنْظُرْكِ مُرْتَجِياً وِصالاً ؟!
يَسيرُ …. وَراءَ أَكْفانِ الْهِرامِ
وَ هَلْ أَبْلُغْكِ مِقْداراً بِشَرٍّ ؟!!
وَ كُلُّكِ .. في الْإِذايَةِ وَ الْخِصامِ
فَعودِي عِنْدَ مَوْرِدِنا .. وَ عِبِّي
دُموعاً …… مِثْلَ بارِقَةِ الْغَمامِ
وَ دُقِّي … بابَ رَغْبَتِنا طَويلاً
بِأَحْمالِ الْغِوايَةِ ….. وَ الْغَرامِ
وَ رُدِّي …. سِرَّ دَمْعَتِنا سُروراً
وَ كُونِي حُسْنَ ظَنِّي وَاحْتِرامِي
أَما اسْتَشْعَرْتِ مِئْذَنَةً وَ خَمْساً ؟
وَ أَنَّ الْبَيْتَ .. .. يَعْمُرُ بِالدّواَمِ
عَلامَ تُفَتِّشينَ ؟!.. أَراهُ عِنْدِي
وَ حُبُّ الْخَلْقِ بَعْضَهُمْ .. مَرامِي
فَرُدِّيني زِمامَكِ .. وَ اسْتَريحِي
عَلى الْأَقمارِ .. وَ الشُّهُبِ الدَّوامِي
سَأُلْقينِي .. بِجَمْري وَ اشْتِعالِي
بِبَحرِ الشِّعْرِ .. وَ الزَّبَدِ اللُّغامِ
أَظَلُّ مُراقِباً … سَيْري بِنَبْضِي
أُدَرِّبُهُ عَلى مَشْيِ الْحَمامِ
أَطيرُ .. إِذا هِيَ اسْتَوْفَتْ مَداهَا
بِهَطْلِ السَّارِياتِ مِنَ الْغَمامِ
أَيا قَلْبي .. لَقَدْ كَذَبَتْ عَلَيْنا
بِحُبٍّ .. وَ هْيَ مُضْمِرَةُ الخصامِ
لَقَدْ ظَهَرَ النَّذيرُ …. فَخايَلْتُهُ
يُسابِقُ خَطْوَهُ .. خَوْفَ انْتِقامِ
وَ قَدْ سَقَطَ النَّسيمُ …. تَلَقَّفْتُهُ
أَجْمَعُ عِطْرَهُ بَيْنَ الْحُطامِ
وَ كُلُّ الْمُعْضِلاتِ .. تَبيتُ عِندِي
كَما الْيَقْظانُ .. في نَوُمِ الْأَنامِ
فَقولي : أَيْنَ؟ كَيْفَ بَنَيْتِ قَصْراً ؟
وَ مَنْزِلَةً ….. دَعائِمُها سَقامِي
كَأَنَّ الْعابِراتِ ….. أَقَمْنَ دَهْراً
كَما الْأَسْماءُ في أَثَرِ الْخِيامِ
وَ تِلْكَ السَّاهِراتُ أَضَعْنَ صُبْحاً
وَ إِشْراقاً .. بِهِ يَزْهُو حَمامِي
أَرُدُّ سَلامَهُ الْحافِي .. أَمِيراً
يُسابِقُ رَكْبَهُ … أَمَلُ السَّلامِ
أَصُفُّ حُروفَهُ الثَّكْلى عَقيقاً
يُحَرِّكُ سُبْحَةَ ….. ذَكَرِ الْحَمامِ
وَ ما رَقَصَتْ لَنَا … إِلَّا بِزَهْوٍ
وَ عِشْقٍ .. إِذْ تَراهُ في سَلامِي
رَأَيْتُ النَّاسَ .. بِالْأَهْواءِ تَجْرِي
عَلى أَعْمارٍ .. فارِغَةِ السِّجامِ
بِناصِيَةِ الْعُهودِ …. اسْتَوْثَقَتْنِي
فَلا بَعْدَ الْمَواثِقِ .. مِنْ كَلامِ
شعر : عبد الصمد الصغير







Discussion about this post