قراءة في رباعية واعجب منها ومني للدكتور حمد حاجي بقلم الشاعرة فائزة بنمسعود تونس

قراءة في رباعية(وأعجب منها ومني)

للدكتور الشاعر Hamed Hajji

————-______————

وأعجب منها ومني، ومنه الهوى… ما لجمرته من خمودِ!؟

وكنت فارقتُها سنينٓ .. والتقينا كأنا على موعد ونشيدِ

وقبّلتُها قُبلتيْن كأنّهُما النارُ مشبوبةٌ بحصيدِ

أريدهُما في الشفاهِ… وترجو بقاءهما في الخدودِ…!!!

——————————-

يقول إيليا أبو ماضي:

صَبراً عَلى هَجرِها إِن كانَ يُرضيها

غَيرُ المَليحَةِ مَملولٌ تَجَنّيها

فَالوَصلُ أَجمَلُهُ ما كانَ بَعدَ نَوىً

وَالشَمسُ بَعدَ الدُجى أَشهى لِرائيها

—————————————

مما لا شك فيه أن الحب جميل ، جميل جدا ولكن ماذا عن تلك القلوب التي احترقت بنار الحب ماذا عن تلك القلوب التي احترقت من لهيب الحب وعذابه

وماذا عن قلب  أحب  ولم يستمتع بحبه ولم يظفر بحبيبه لأن  الظروف  لم تكن في مصلحته  ولا في صالح المحبوبة فافترقا واتخذ كلا منهما طريق يسلكه حيث يصرح الشاعر

وكنت فارقتُها سنينٓ .. والتقينا كأنا على موعد ونشيدِ

وفي غفلة من الزمن ودون موعد متفق عليها ومن باب الصدفة

تتعطف الحياة وتضعهما وجها لوجه

وكأن  عقارب الزمن توقفت لحظة الفراق

وكان الارض كفت عن  اللف والدوران

ويجتمع وجع الفراق وجمال اللقاء

وكمّ الحب  على ما هو عليه بل زاد وربا

مما يثير  عجب الحبيب وتساؤله

وأعجب منها ومني، ومنه الهوى… ما لجمرته من خمودِ!؟

ليدرك ان الحب الصادق لا ياتي عليه الفراق ابدا

بل يؤججه ويذكي جذوته

وكاذب من ادعى ان البعيد عن العين بعيد عن القلب

ولعل من اسباب  بقاء الحب الصادق على قيد الاتقاد والاشتعال هو البعاد

ومن لم يفارق  ويصبر على فراق الحبيب  ما أحبّ

وكاني بالشاعر  طبيب نفسي  خبير يسبر خبايا القلب

ليقول لنا أن علاقة الحب بإمكانها إحداث عديد التغييرات الإيجابية في حياة  الانسان الذي يحبُ فالحب يحول العصبية الى طاقة ايجابية تغير معالم حياته

وهذا ما أحدثه لقاء الشاعر بحبيبته بعد فراق طويل

وفرحة اللقاء لا تتم إلّا بالقبل

وقبّلتُها قُبلتيْن كأنّهُما النارُ مشبوبةٌ بحصيدِ

أريدهُما في الشفاهِ… وترجو بقاءهما في الخدودِ…!!!

وقبّل حبيبته من الخدين استعذبت هذا

ولكن الحبيب بكل جرأة  وعفوية اراد تقبيل الشفتين لاخماد نار الفراق الذي امتد في الزمن

فما دلالة قبلة الخد

قبلة الخد هي عادة اجتماعية تُشير إلى عدة أشياء منها العطف والمحبة

كما تُشير إلى الصداقة وأداء التحية  ولإظهار الاحترام وزّف التهاني والتبريكات والمواساة  مثلا

أما  قبلة الشفتين والتي تمناها الشاعر

فهي تشير  الى علاقة ثقة  والحب

وتعبر عن مشاعر الحب والعاطفة والرومانسية والانجذاب والمودة

والقبلة  هي أحد الطقوس الرسمية   بين العشاق حيث تشير إلى الإخلاص في الحب والبقاء على العهد وهذا ما اراد الشاعر التعبير عنه وايصاله الى الحبيبة

رباعية وثقت بمشهدية فائقة لقاء حبيبين بعد فراق

صدفة والصدفة خير من الف ميعاد وللزمن تصاريف من الأفضل عدم  الخوض فيها

دمت مبدعا دكتور حمد الشاعر

فائزه بنمسعود