فى مثل هذا اليوم12يوليو2006م..
حزب الله يأسر جنديين إسرائيليين ويقتل ثمانية، مما أدى إلى قيام إسرائيل بشن حرب على لبنان استمرت لثلاثة وثلاثين يومًا.
حرب تموز (حسب التسمية الشائعة في لبنان) أو حرب لبنان الثانية (حسب التسمية الإسرائيلية) والذي يسمى في بعض وسائل الإعلام العربية «الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006» أو «العدوان الإسرائيلي على لبنان» وفي وسائل الإعلام الأجنبية «مواجهة إسرائيل-حزب الله 2006» هي العمليات القتالية التي بدأت في 12 تموز (يوليو) 2006 بين قوات من حزب الله اللبناني وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي والتي استمرت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية وفي العاصمة بيروت، وفي شمالي إسرائيل، في مناطق الجليل، الكرمل ومرج ابن عامر. وكانت الحرب تؤثر على منطقة هضبة الجولان أيضا.
في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، وإصرار إسرائيل على إبقاء مختطفين لديها، وإصرار حزب الله لبنان على تبني تحريرهم، وبعد مرور حوالي 30 عاما على سجن بعض اللبنانيين (سمير القنطار) وبعد يأس المفاوضات غير المباشرة لإطلاق سراحه، قرر حزب الله أسر جنود إسرائيليين لتحرير بقية اللبنانيين وغيرهم من المعتقلات الإسرائيلية، وفي 12 يوليو 2006 شن حزب الله عملية الوعد الصادق، أدت إلى أسر جنود إسرائيليين، فبادرت مباشرة القوات الإسرائيلية وأقتحمت الجدار الحدودي ودخلت إلي الأراضي اللبنانية فكان حزب الله مترصدا لللإسرائيليين وقصف الدبابتين، فقتل 8 جنود إسرائيليين، من بينهم إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف الذين أسرا إلى لبنان دون الإبلاغ عن مصرعهما، وجرح أحدا.
وفي اليوم التالي شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على جنوب لبنان مستهدفا محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق مما أدى إلى مقتل العشرات، كما انضمت قوات بحرية إسرائيلية للهجوم، واستدعى الجيش الإسرائيلي فرقة احتياط مؤلفة من ستة آلاف جندي لنشرها سريعا شمال إسرائيل. تحت تعليق إعادة الأسيرين إلى إسرائيل
وفي نفس اليوم قام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعقد مؤتمر صحفي أعلن فيه أن الجنديين الإسرائيليين تم ترحيلهما إلى مكان بعيد وأن العملية عملية فردية يتحمل مسؤوليتها الحزب وحده ولا علاقة للحكومة اللبنانية بها؛ وفي نفس المؤتمر دعا حسن نصر الله الحكومة الإسرائيلية للتفاوض الغير مباشر لإتمام تبادل الأسرى وهددها بأن قوات حزب الله جاهزة للتصعيد إذا بادرت هي بالتصعيد؛ وبعدها فرضت إسرائيل حصارا بحريا وجويا على لبنان.
سميت العملية العسكرية لأسر الجنديين بعملية «الوعد الصادق» حسب إعلام حزب الله بينما سميت العملية العسكرية الإسرائيلية لتحرير الجنديين عملية «الثواب العادل» من قبل الحكومة الإسرائيلية. وتتابعت الأسماء حسب المعطيات فأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى هذه الأحداث باسم «حرب لبنان الثانية» أو حرب إسرائيل الإولى مع العرب لضراوتها، ثم أصبح هذا الاسم«حرب إسرائيل الثانية» رسميا في إسرائيل.
واختلفت أهداف إسرائيل من العملية منها إعادة الاسيرين ومنها ضرب بنى حزب الله ومنها تحطيم حزب الله ومنها الوصول إلى الليطاني لمنع صواريخ حزب الله وفي كل يوم من الحرب كان هدف جديد، وبالرغم من تعدد الاهداف إلا أن الحرب انتهت دون تحقيق هدف واحد
واعتبرت بعض وسائل الإعلام العربي والإسلامي و هيئة تطوير العلاقات العربية البريطانية العملية العسكرية عدوانا، في حين اعتبرت مجلس أوروبا Council of Europe و وبعض الدول الأعضاء في مجموعة الثمانية G8 تطورات الأحداث مقلقة جدا ومهددة لاستقرار الوضع في منطقة الشرق الأوسط رغم اعترافهم بحق إسرائيل بالدفاع عن مواطنيها. كان رد فعل الحكومة الإسرائيلية مبالغا فيه حسب قناعة التيارات اليسارية الإسرائيلية وكوفي عنان الذي صرح بأن الإسرائيليين إذا قاموا «بإنشاء ما وصفوه في الماضي بمنطقة أمنية أو إتفاق أمني فإنها ستكون منطقة أمنية لهم ولكن للآخرين ستكون احتلال وهذا سيكثف المقاومة».
انقسام الموقف العربي بين الرفض الرسمي والتأييد الشعبي لحزب الله
لم يكن الموقف الغربي وحده منقسما على شرعية الاعتداء الإسرائيلي فقد شهد الصف العربي انقساما واضحا وخاصة في موقف كل من مصر والسعودية الرسمي التي وصف وزير خارجيتها عملية خطف الجنديين (عندما كان قتلهم في الهجوم غير معلوم) «بالمغامرات غير المسؤولة» وكانت السعودية ومصر قد أصدرت بيانا هاجمت فيه ما سمته «عناصر لبنانية» بسبب ما اعتبرته «مغامرة غير محسوبة دون الرجوع إلى السلطة الشرعية» ودون التنسيق مع الدول العربية ولكن بالرغم من ذلك خرجت مظاهرات مؤيدة لحزب الله في مصر رفعت بها أعلام لبنان وحزب الله وصور حسن نصر الله زعيم حزب الله وطالبت بدعم حزب الله عسكريا ضد إسرائيل، وأعلن مرشد جماعة الاخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف أن «جماعة الإخوان المسلمين مُستعدة لإرسال عدة آلاف من أعضائها للقتال إلى جوار حزب الله في لبنان في حربه مع إسرائيل»
نزوح اللبنانين
مسجد صيدا وسط الأنقاض بعد قصف جوي خلال النزاع الإسرائيلي اللبناني عام 2006.
حدث أثناء الحرب نزوح أعداد كبيرة من اللبنانيين قدر عددهم بنصف مليون نازح لبناني من مناطق القتال فقد استقبلت مدينة صيدا أكثر من مئة ألف نازح لبنانى وتوجه قسم كبير إلى سوريا وبلاد أخرى وتم إجلاء نحو 2000 من الرعايا الأجانب إلى سوريا وقبرص وقتل أثناء النزوح 18 مدنيا لبنانيا في قصف إسرائيلي على موكبهم شهد الهجوم الإسرائيلي دعما كاملا من قبل الحكومة الأمريكية وحلفائها فقد ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن واشنطن تكثف جهودها لإرسال قنابل موجهة بالغة الدقة إلى إسرائيل التي طلبت تسريع الصفقة بعدما بدأت هجومها على لبنان ورفضت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار في لبنان مما دفع إلى القول إن عملية إسرائيل كانت مدروسة ومبيتة وتنتظر الولادة، وسارعت كونديليزا رايس إلى القول أن القتل في الشرق الأوسط هو مخاض الشرق الأوسط الجديد
قصف حزب الله للمدن الإسرائيلية
كان مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت من المواقع التي استهدفها سلاح الجو الإسرائيلي منذ بداية القتال. فهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بقصف مدينة حيفا إذا استمر قصف الضاحية الجنوبية فقامت منظمة حزب الله بإطلاق صواريخ على مدينة حيفا، بعدما كانت المنظمة قد أطلقت الصواريخ على بلدات وقرى أخرى شمالي إسرائيل. وأعلن في بيان له بعد القصف الصاروخي أنها «حربا مفتوحة على إسرائيل كما أختارت هي»، مهددا بقصف مدن في العمق الإسرائيلي تتجاوز مدينة حيفا، وكان هذا في بيان أذاعته قناة المنار وقناة الجزيرة…
نهاية الحرب
وقعت الغارة الأخيرة في الساعة 7,45 صباحا في 14 اغسطس 2006 واستهدفت بساتين الأطراف الشرقية لمدينة صور وبعد 15 دقيقة من هذا القصف دخل تطبيق قرار «وقف الأعمال العدائية» الذي نص عليه القرار 1701 لمجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ [6]. ونص القرار 1701 على إنهاء العمليات القتالية من كلي الجانبين وإضافة 15000 جندي لقوة “يونيفيل” لحفظ السلام مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأزرق وانسحاب قوة حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني. وبعد وقف إطلاق النار أشاد الرئيس السوري بشار الاسد بما أسماه أنتصارا لحزب الله في «معركة مجيدة» ضد إسرائيل في لبنان، بينما قال نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد إن حزب الله افشل خطط الولايات المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط.
بعد وقف إطلاق النار شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل قيادي حزب الله عودة النازحين والمهجرين الذين تهجروا خلال 34 يوما من القتال الضاري كما شهدت الطرقات والشوارع المؤدية إلى المدن والبلدات جنوبي نهر الليطاني، ورغم ما لحق بها من تدمير، أزمة كبيرة جراء توجه النازحين، الذين كانوا قد فروا من الهجمات الإسرائيلية، إلى بيوتهم، التي ربما تكون قد سويت بالأرض ومن جهته، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إن «مقاتلي الحزب سطروا نصراً تاريخياً ليس للبنان فقط بل لكل الأمة» وقد سموا النصر بـ النصر الإلهي لأنهم أنتصروا على أقوى جيش في الشرق الأوسط وأقوى سلاح طيران وقال إنه لن يدخل في جدل نزع سلاح الحزب وقال إن طرح هذا النقاش في هذه المرحلة وهذا الوقت «يخدم العدو ولا يخدم لبنان ولا الوحدة الوطنية». ومن ناحية أخرى قال نصر الله للتلفزيون اللبناني ولصحيفة «الحياة» اللندنية في سبتمبر 2006: «لو علمنا إن عملية الأسر ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً.» [7] [8].
بعد وقف إطلاق النار ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت كلمة في الكنيست يستعرض ما اعتبره إنجازات الجيش الإسرائيلي في لبنان وما حققته إسرائيل من هذه المعارك ولكنه قوطع بأصوات معارضة في البرلمان الإسرائيلي وبخاصة من جانب النائب العربي، أحمد الطيبي، الأمر الذي أدى إلى طرده من الجلسة حيث قال الطيبي مقاطعا «هل هذا بيان انتصار؟ هل انتصرتم؟ لقد هزمتم يا سيد أولمرت!» وقال له: «هل تهدد بالاغتيالات؟ ماذا عن وقف إطلاق النار؟ هل تهدد بحرب ثانية؟» عندها صرخ الوزير زئيف بويم على النائب الطيبي قائلاً: «أنت مندوب لحزب الله.. أنت عميل لنصر الله!» ورد الطيبي صارخاً: «اخرس! أنت وزير وقح، وهكذا حكومة تضم وزراء سوقيين!».!!!!!!!!!!
Discussion about this post