قراءة في قصيدة(غير قولي لي يابنت العنابي—أحبّك—-
للشاعر الدكتورHamed Hajji
——-
غير قولي لي .. يا بنت العنابيّ..
===احبك ===
أيا صاحبي غير قل لي ..
متى هي مرّت على البئر تسقي.. ؟!
متى سال ماء بقربتها
وتعطر بالكعب خد البطاح ..؟!
ألا.. غير قل لي ..
لم اختار قلبي الهوى
والصبا
ونسيم الصباح
أيا طائرا..
بالفضا
يا حماما على سطح داري
تعلّى وناح
أيا صاحبي
غير قل لي ..
لماذا أتيت!؟
لِم اخْترتَ بيتي لهذا النواح
أيا نحل
بين بساتينها
غير قل لي..
لِمَ الزهرُ حين ذكرتُ الحبيبة فاح
وكنا التقينا ..
سقى الله بستان سعدى..
وكنت فهمتُ
يحط .. يطير.. الحمام
فموعدنا
عند برج الوطاويط
ساعة ينآى رعاةٌ ويرقد نحلُ
ويأتي الظلام
وجاءت…
سعادُ..
فيا سعد من حملت
له من جوعه جفنة العنبِ!
ورَشْرَشَتِ الماء
من بئرها ..
يا للبرودة !
يوشك يثلج.. يثلج في القِربِ
وشدّت عليها
من ورق التين
ألقت عليها
حجاب الصبابة والطربِ
إلى مطلع النّٓجٓمات
أناولها قبلة فتناولني حبّة
ما ألذّ الأنامل…
ممزوجة بالصبابة والتين والعنبِ!!!.
===========================
يقول الشاعر التركيّ فاضل حسني داغلرجه “إنَّ الشعر هو ما يبقى بعد أن تختفي الكلمات
وهذا ما يؤسس له الشاعر حمد حاجي في اعتقادي
خلود الشعر وازليته
وعلى ذكر العنب يقول الشاعر
محمد بن عبد الله بن علي الخليفي
هل عندكم عنب ما مثله عنب
ما مسه من تباريح الجوى نصب
ما عانق الشوق في ليل ولا اكتحلت
عيناه وجداً ولا هامت به الشهب
ولا استفاق على لفح يقبّله
بحرّ انفاس فيه والهوى لهب
————————
العنوان
غير قولي لي .. يا بنت العنابيّ.. أحبك..
العنوانَ رسالةٌ لغويةٌ تُقدم لمضمون القصيدة وتجذبُ القارئ إليها، وتُغريه بقراءتها، وهو الظَّاهرُ الَّذي يدلُّ على باطن وهو نص آخر يعلو النص
غير قولي لي .. يا بنت العنابيّ.. أحبك..
والعنوان خاطب امراة معينة وخصها بالنداء(يا)
تنبيها لها
بان كل لوحات القصيدة الآتية لاحقا بالتدرج تعنيها هي لا غير وموقوفة عليها دون غيرها
—اللوحة الاولى
أيا صاحبي غير قل لي ..
متى هي مرّت على البئر تسقي.. ؟!
متى سال ماء بقربتها
وتعطر بالكعب خد البطاح
يظهر الشاعر قرب بئر وقد جرّد من نفسه صاحبا يسأله
عن فتاة احلامه ان كانت مرت وهو متأكد انها
مرت لان اثر مرورها باقٍ وان كانت هي اختفت
—اللوحة الثانية
ألا.. غير قل لي ..
لم اختار قلبي الهوى
والصبا
ونسيم الصباح
أيا طائرا..
بالفضا
يا حماما على سطح داري
تعلّى وناح
أيا صاحبي
غير قل لي ..
لماذا أتيت!؟
لِم اخْترتَ بيتي لهذا النواح
ويتواصل الحاحه على نفسه بالاجابة
عن سؤاله المحيّر الا وهو -لم أحبّ؟ ولماذا ناح الحمام على سطح داره وهديل الحمام علامة وحشة وفقد
ويقفز الى الذهن(ابو فراس الحمداني)
في
أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أيا جارة لو تشعرين بحالي
—اللوحة الثالثة
أيا نحل
بين بساتينها
غير قل لي..
لِمَ الزهرُ حين ذكرتُ الحبيبة فاح
كما يعجب من ان ذكر حبيبته يعطّر الزهر
والكل يعلم ان الزهر بطبعه فواح ولكن هو يرى ان الحبيبة مصدر الأريج كله
—-اللوحة الرابعة
وكنا التقينا ..
سقى الله بستان سعدى..
وكنت فهمتُ
يحط .. يطير.. الحمام
فموعدنا
عند برج الوطاويط
ساعة ينآى رعاةٌ ويرقد نحلُ
ويأتي الظلام
ويسوق الشاعر زمان ومكان الموعد
فالمكان هو برج الوطاويط والتوقيت ساعة مغادرة الرعاة لهذا المكان ويهجع النحل في هذا البرج حيث يعم الظلام والهدوء وتنام العيون المترصدة بالحبيبين ويكون اللقاء شاعريا وجذابا وكتوما لسر هذا الحب
—-اللوحة الخامسة
وجاءت…
سعادُ..
فيا سعد من حملت
له من جوعه جفنة العنبِ!
ورَشْرَشَتِ الماء
من بئرها ..
يا للبرودة !
يوشك يثلج.. يثلج في القِربِ
وشدّت عليها
من ورق التين
ألقت عليها
حجاب الصبابة والطربِ
إلى مطلع النّٓجٓمات
أناولها قبلة فتناولني حبّة
ما ألذّ الأنامل…
ممزوجة بالصبابة والتين والعنبِ!!!.
وكانت الحبيبة في الموعد وكان ما كان بينهما من تساقي كأس الهوى والصبابة وخمرة الحب وان عذابها كان غراما وسلاما هي حتى مطلع الفحر
في حضرة التين والعنب
اما لغةفالقصيدة
قامت على الثراء الفني من خلال توظيف المجاز والتجديد في بعض الصور الشعرية
مع توظيف الطابع القصصي
اضافة الى التكثيف الدلالي الذي يعكس تمكن الشاعر من تقنيات التعامل الراقي مع اللغة
وهز يقينياتها لانها ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر وهذا ما يميز كتابات دكتور حمد الشاعر
دمت مبدعادكتور حمد الشاعر
فائزه بنمسعود
Discussion about this post