فى مثل هذا اليوم22يوليو2003م..
معركة مخبأ عدي وقصي في الموصل بين 200 جندي أمريكي وعدي وقصي ومصطفى أبناء الرئيس السابق صدام حسين.
الغارة على مخبأ عدي وقصي عام 2003 هي عملية عسكرية أمريكية نُفذت في 22 يوليو / تموز 2003 شمال شرق مدينة الموصل العراقية، أدت إلى مقتل عدي وقصي الابنين الوحيدين للرئيس صدام حسين الذي كان حينئذٍ متخفياً في أحد بساتين منطقة الدور. تحولت الغارة التي كانت غايتها إلقاء القبض على الأخوين المتخفيين عدي وقصي، إلى معركة بالأسلحة النارية عند مخبأ محصن بين قوة أميركية من 200 جندي مدعومة بالأسلحة الثقيلة وطائرات الهليكوبتر الهجومية مقابل أربعة أشخاص، عدي، وقصي، ومصطفى ابن قصي ذي الأربعة عشر عاماً، والعقيد عبد الصمد الحدّوشي حارس عدي، انتهت المعركة بمقتلهم بعد مقاومة استمرت أربع ساعات.
السياق
في آذار ثم نيسان سنة 2003، غزا العراقَ تحالفٌ عسكري بقيادة الولايات المتحدة وأزال حكمَ حزب البعث الذي كان رئيسه صدام حسين. وبُعيد 9 نيسان 2003 تخفّى صدام وأولاده، واختبؤا في عدة أماكن، ثم تفرقوا واتجه عدي وقصي إلى سورية ثم عادوا سريعاً، وأخيراً لجؤوا إلى بيت نواف الزيدان في حي البريد شمال شرق الموصل.
كان عدي وقصي من العراقيين المطلوبين لدى الولايات المتحدة. ونشرت سلطة الاحتلال الأمريكي مكافأة مجمعة قدرها ثلاثون مليون دولار أميركي مقابل الإرشاد إلى مكان الأخوين.
كان بيت نواف الزيدان قصراً مهيباً ذا رواق وثلاثة طوابق في منطقة راقية، على رأسِ شارعٍ في حي البريد المسمى أيضاً حي الفلاح في الزقاق رقم 6 قرب سوق مزدحم، وكانت المنازل التي خلفه في حي البريد في الموصل متواضعة، ذات فناء أمامي صغير، لم يكن البيت يلفت الانتباه طوال فترة لجوء عدي وقصي، قال زياد الكاتب جارُ نواف الزيدان «لم نلاحظ شيئا مطلقا. الزيدان له دائما ضيوف كثيرون»، ذكر بعض جيران البيت أنه بعد انقضاء الغارة أحيط البيت بأسلاك شائكة يحرسه خمسون جندياً، وفي النهار التالي يوم الأربعاء 23 تموز، احتشد 200 رجل قرب المخبأ، هاتفين «بالروح بالدم نفديك يا صدام»، وتصاعد التوتر بينهم وبين حُرّاس البيت، وسُمع هنالك مترجمٌ لجنود الاحتلال يصيح بالعربية «يا أهلَ الموصل. اتركوا هذه المنطقة وإلا فسنعتقلكم. نحن قتلنا عدي وقصي يوم أمس. وسنقوم بتنظيف المنطقة الآن. وكل من يبقى هنا سيعتبر مؤيدا لعدي وقصي..»، تضرر البيت جداً واحترقت غُرفُه، وهدمَ الجيش الأمريكي بيتَ نواف الزيدان بعد الغارة بأربعة أيام. وكُتبَ بعدئذٍ بالقرب من البيت عبارة «بيوت وأرض للبيع».
عدي صدام حسين: الابن البكر للرئيس صدام، ورئيس اللجنة الأولمبية العراقية، والمشرف على فدائيي صدام، هجمت عليه جماعة مسلحة تريد اغتياله في منطقة المنصور سنة 1996، فأصيبَ إصابة شديدة وإعاقة، لم يستعد صحته الكاملة بعدها.
قصي صدام حسين: الابن الثاني للرئيس صدام، والمشرف على الحرس الجمهوري العراقي، وعضو القيادة القطرية لحزب البعث، تزوّج من لُمى بنت ماهر عبد الرشيد، وكان أحد إخوة لُمى مع عدي وقصي وبات معهم ليلَتهم الأولى في بيت نواف الزيدان.
مصطفى قصي صدام حسين: ابن قصي صدام، وُلدَ سنة 1989، والدته لمى بنت ماهر عبد الرشيد، قالت حرير حسين كامل إن قصي صدام سُئل عن لمى بنت ماهر، ما الذي يميّزها لتختارها زوجة؟ فقال إنها بنت رجل شجاع، وأريد أن يكون أبنائي شجعاناً، ذكرت جريدة روسيا اليوم الروسية أن مصطفى وصفته جريدة نيويورك تايمز بأنه أشجع طفل في القرن العشرين، ولم يثبت هذا الوصف من مصدر أولي.
عبد الصمد الحدّوشي، عقيد عسكري، كان حارساً لصدام حسين، ثم أُمرَ بحراسة عدي، وكان معهم في بيت نواف بالموصل، ينستب عبد الصمد إلى فَندة الهزيم من فخذ ألبو كاطع من عشيرة البيكات من ألبو ناصر.
نواف الزيدان: صاحب البيت الذي آوى أبناء صدام، في فترة الغارة سنة 2003 كان عمره 46 أو 47 عاماً، نواف رجل أعمال مقاول، أصله من أهل سنجار، عُهدَ إليه ببناء جامع صدام الكبير. وُصف نواف الزيدان بأنه شيخ عشيرة البو عيسى، قال بعض جيرانه إنه كان يتباهى بالعقود التي يُعهد بها إليه، ثم كثر تفاخره بأنه من عشيرة صدام، وحينئذٍ، حُكمَ على أخيه صلاح الزيدان بالسجن سبع سنين، قضى منها شهراً واحداً ثم أُفرج عنه، كان نواف يعتاد إخراج كراسي من بيته للجلوس صيفاً عند فناء واجهة بيته كلّ مساء، غيرَ أنه لم يفعل ذلك أثناء اختباء عدي وقصي عنده، قال صديقُ نواف، مخلص ثائر الجبوري إنه توجّه حينئذٍ إلى باب بيت نواف وسألَه، هل الأحوال جيدة؟، هل أدخل؟ فقال له نواف إن أقارب زوجته قد حلّوا زائرين في بيته فكانوا مشغولين، وقال مخلص إن نوافاً كان قد بدت عليه علامات القلق في الأسابيع التي سبقت الغارة وأخبرَ نواف أصحابه بأنه لا يستطيع النوم إلا ساعةً أو ساعتين، وانقطعت يوماً الكهرباء فتوجه نواف مهرعاً إلى من يمدّه بخط مولد كهربائي. ذُكرت روايتان في وجوده قبيل الغارة، قيل إن الجنود الأمريكيين طرقوا الباب فخرج لهم نواف، وكانت زوجته مع ابنَيهما وبناتهما الثلاث قد خرجت من البيت قبل ذلك،، فاعتقل الجنود نوافاً وطلبوا من الباقين أن يسلموا أنفسهم فلم يستجيبوا وقاوموا، وذُكرت رواية أخرى رواها جارُ الزيدان، اسمه شاهر الخزرجي قال إن نواف الزيدان غادر البيت هو وأهله في الساعة السابعة صباحاً قبيل الغارة، وقالت عائلة زياد محمد الكاتب المجاورين لبيت نواف إن الزيدان خرج في السادسة من صباح الثلاثاء ومعه زوجته وابنه الصغير وبناته، وقال يحي ابن زياد محمد الكاتب، وعمره 15 سنة، “إنه عندما عاد زيدان وابنه، دون أن تعود معهما النساء، كانت القوات الأميركية قد وصلت إلى هناك وكانت تستعد لتفتيش المنزل. وبعد أن انتهت المعركة كان نواف في سيارة همفي عند بيت جاره المواطن الكردي أحمد طاهر، قريباً من بيت جاره وصديقه مخلص، توجّه مخلص إلى السيارة ومعه ماء فأذن له الجنود بالاقتراب من نواف ليسقيه ماء، فرأى مخلص نوافاً وابنه شعلان ذا ال19 عاماً، كان نواف مطمئناً، صحيحَ الجسم، غير مكتوف اليدين، وسأله مخلص ماذا فعلتَ؟ وماذا حدث؟ لقد أُخرجتْ 4 جثث من بيتك، فقال نواف، حقاً؟ هل ماتوا؟ كان عدي وقصي في بيتي. وفقاً لجريدة ذا كارديان، كان نواف يشاهد المعركة هادئاً وهو جالس في سيارة همفي عسكرية، وقد استلم مكافأته سريعاً وقدرها 30 مليون دولار.
الهجوم!!!!!!
Discussion about this post