قراءة في رباعية(تناولني قبلتين)
للشاعر الدكتورHamed Hajji
————————————
تناولني قبلتين وأخرى الظهيرةٓ وهي الطبيبةُ بالبلدِ
فضدّان مرشفها قلّ ما اختلفا: من لهيب ومن بٓردِ
إذا بُستُها ارتجف القلب واحترق الشوقُ في كبدِي
كأني مريض تعدّل قُبلتُها جرعة الأنسلين في جسدِي!
——————————————————
أقول
يا بائع القبل
لا تشفق على الشاري
ما دامت القبلة دواء
ومفعوله في الهوى ساري
——————————————
تتقلب بنا رباعياتك بين مكونات الوجه
فمن الجبين الى العينين الى الوجنتين
ولكل مكون سحره وقصيده وشِعره
والحديث هنا والان عن الشفتين
ومن يستحضر الشفتين في موقف شاعري كهذا
لن يفكر لا في الكلام ولا في الصمت
هو لن يفكر أصلا لأن القُبلة هي محور الرباعية
كلها والباقي كله نسيج لغوي
يضع (البوسة) في اطارها حتى لا يُظلم لا الواصف
ولا الموصوف
وحتى تؤدي القبلة دورها كدواء وصفه العشق ليتم البرء والشفاء
فنرى الشاعر طبيبا ينصح العاشق بعدد جرعات القبل
موزعة توزيعا يساهم في اطفاء حريق الوجد
حيث تناول قبلتين صباحا وواحدة مع الظهيرة
حتى تعطي جرعات الحب هذه مفعولها
ويبدو ان هاتين الشفتين بحر مسجور
ونار وبَرَد
فشفة حرارتها ملهمة تحرق وشفة برد وسلام تطفئ حريق الصبو
فضدّان مرشفها قلّ ما اختلفا: من لهيب ومن بٓردِ
إذا بُستُها ارتجف القلب واحترق الشوقُ في كبدِي
واللعب على الضدية في الوصف خدم تبليغ المعنى الذي سعى الشاعر لايصاله للمتلقي
اعرج قليلا على(ضدان مرشفها)
في عملية التقبيل بين العشاق تعدل الشفاه تلقائيا درجة حرارتها
وعليها تصنف القبل
ويحدث حرق للسعرات الحرارية أثناء التقبيل بمعدل قد يصل الى اثنين او ثلاثة سعراً حرارياً في الدقيقة اذن فالقبلة حمية
والمراة ذكية جدا في تحليل وتصنيف القبل
لانها اذا كانت في شك من الحبيب
ترجع لنوعية القبلة التي تفضح كل دفين حيث بها تتأكد من حب الرجل لها والقبلة تجدد الأشواق وتبدد الاوهام وتفض الظنون
والقبلة تعدل المزاج
فلأ غرابة اذا كتب الشاعر ما يلي:
كأني مريض تعدّل قُبلتُها جرعة الأنسلين في جسدِي!
دمت مبدعا دكتور حمد الشاعر
فائزه بنمسعود
Discussion about this post