“مشاكسات شعريّة” عدد 36
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(153)
رباعيات
=== كأنّها أوتار كمان ===
تقول تعال
وخذ من يديَّ الكمان
وكأس الشراب
وعالج ضلوعي وأوتارها،
كفّ عني العتاب
وكنتُ
تعشقتُ من شالها لَمحَةً مِن جَنابِ
وكنتُ لها رنَّةَ في كمان ومفتاح عشق وباب
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تقول تعال،
وخذني لثغرك
أخذ الهوى للرباب
ولا تبتئس
فعلى قدر عشقك يأتي العتاب
وكنتُ
تعشقتُ رقصتها
كجناح الفراشة
حين ابتعاد وحين اقتراب
وكنت تبخَّرْتُ فيها
كما رشة العطر بين الثياب
“”””””””””””””””””””””””””””””
خطاها كما رنّة العود ساعة تدنو
على القلب يخفق..يرجف.. يحنو
أراقصها فيئن كمانٌ ويزهر حزنُ
كأن الهوى بأناملها جمرة والحرائق نحن!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تقول تعال
وراقص همومي
وخذني كما يأخذ الغيم
رزم الضباب
فقد تاه بي في دروب الصبابة
ضلعي
وضاقت رحاب
وكنتُ أضعتُ ملامح خطوتها
في سحيق الغياب
وكنتُ لها رقصةَ في ضباب
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وتسندني لكأني كمان على كتفِ
تعالج أوتار قلبيَ بالشهقات وباللهف
أسقسق عطشان بالحضن في كلفِ
كما طائر عند ساقية بعد لم يقِفِ!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تقول تعال
ودُقَّ الكمان وصُبَّ الشراب
وكنتُ تأخرتُ عنها كثيرا
وكنتُ لها عشبةَ في التلال
وكنتُ جبالا سهولا وغاب
أضعتُ بوقت الصباغة
لون أظافرها في هزيم السحاب
وقد كان حبي لها في رنين الكمان
وفي غصة البوح
يحضر في شهقة الروح
واليوم غاب..!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
(رباعيات )
++++ كأنكَ غلطة عمري ++++
وقالتْ لكَ :
يوم سُدّتْ أمامكَ
كلّ النوافذ والأبوابْ …
تريّثْ قليلا
ولا تترك الهمّ
يطفئ نور الصبى والشبابْ …
وكنتَ
تمنيتَ أنْ تسمعَ ردّها
حول ما جاءها في الخِطابْ …
من كلام جميل
عن عشق مثير
لم نقرأ مثله في كتابْ …
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وصاحتْ بعنف
وقد تابعتكَ من شرفة البيت
وأنت باليد اليمنى
تمعن طرق البابْ …
وفي يدك اليسرى
تحمل باقة ورد ,
وبعض هدايا ,
قدْ تفرحُ العيون والألبابْ …
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وقالتْ لك :
بعدما انفجر صوتها بالعتابْ …
خذْ ما أتيتَ به ,
فلنْ تشتري القلب بالورود
وبالحلي والثيابْ …
“”””””””””””””””””””””””””””””””””
وتذكّر يوم ترجتكَ أنْ تقترب منها و تدنو…
وأنْ تمسح دمعها وعليها ترأف و تحنّ …
ولكنْ في غيابك استوطن قلبَها الحزنُ …
وبكلّ حماقاتكَ في الحياة كادتْ تُجنّ …
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وقالت لك :
تذكّر شذوذكَ,
وما فعلتْ بك الخمرة
في عمر الشبابْ …
ولا تنسى أنكَ
كنت كمن لايرى
وفي عينيه غشاوة و حجابْ …
وكمْ تهتَ خلف النساء
وبعثرتَ وقتك بين الحانات وفي الشرابْ …
فلا تطل المكوث أمام البيت
فلا أحد سيفتح لكَ البابْ …
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكيف تسندكَ
وأنتَ سكران أشعرتها بالقرفِ …
وكمْ عاتبتكَ ؟وكمْ عاهدتها بالشرفِ …
على أنْ تكفّ عن الشرب ولمْ تكفِ …
وها أنت بالكاد تمشي
من طرف إلى طرفِ …
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وقالت لكَ:
عدْ لنسائك الفاسقاتِ
وتخمّرْ بما تبقى لكَ من شرابْ …
فقدْ تأخرتُ عن مواعيدكَ
الملفوفة في السرابْ …
وتذكر أنكَ ستنهبُ كلّ شيء لديكَ
وفي آخر العمر ستسفّ الترابْ …
وقالت لك :
لنْ تتوب مهما فعلتَ
وعقلك عنكَ غابْ …
وتذكّر أنك كنت غلطة عمري ,
وأنّ منْ تاب يومًا لا أظنهُ خابْ …
Discussion about this post