“مشاكسات شعريّة” عدد 40
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(157)
=== على شاطى البحر ===
وراودتُها..
وسلكنا إلى البحر
دربا خفيّا من الطُرقِ
وناولتُها الشكلاطة..
يا كم…
مَسحتُ السكاكر بالورقِ!
ولما وصلنا
نضوتُ لها ثوبها
وشرقتُ من الشبقِ
ويا كم…
نثرتُ على نحرها قبلا…
مثلما العقد في العنقِ
تعانقني…
وتفرّ وتضرب كفي
كأنْ فيه لم تطِقِ
وتدلف…
في الماء سابحة
مثلما في السما أنجمُ الغسقِ
وتصعد…
برّاقة مثل قطعة تبر
على طبقِ
تلوّح لي كلما صعدت
موجتين
من الخوف والفرقِ
وتغطس…
كالخمر ظاهره حببٌ…
وبه السُّكرُ والخدْرُ في العُمُقِ
سقتني محبتها…
لو حَسَتهَا ملائكةُ اللهِ
والله لم تُفِقِ
وتخرج راعشة…
فأطوّقُها باللحاف
وتهدأ من قلقِ
وأقمّطُها ناعمَ الثوب…
أمسح عن كعبها
طينةَ الزّلَقِ
تظل…
تراقب عَينَيَّ أنى سَرَحْتُ…
ووحدِيَ أسكنتُها حَدَقِي
كأنّ نساء الشطوط…
يُراوِدنَني..
أو تغار من العين والغرقِ
وأعجبُ…
أنظر بعيدا بعيدا…
أغار عليها من الضوء بالأفُقِ..
فهَبْ أنّ ربك قد رفعني كالمسيح
لسوف تغار من الله
ينظر لي في سمائه.. ولن تَثِقِ..!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
” على فراش المرض”
تمامًا كما اللصوص ,
والخارجين عن القانون
وكلّ قطاع الطرُقِ ,
خطفتها …
واختصرتَ بها تحت جنح الدجي
مسلكًا إلى باب المغارة
في آخر النفقِ …
وظلتْ لفترةٍ
مصْدومة ممّا جرى ,
وهي الآن في مأزقِ …
فمنْ ترى تجرّأ ,
واقتحمَ غرفتها مقنّعًا ,
سلاحهُ في يده ,
في ساعة بينَ الضحى والغسقِ …
وهلْ تُرى يسمعها الجيرانُ في العمارة ,
وهي التي لاتعرف منْ يسكنُ بالشققِ …
وفي لحظة من لحظات هذا الزمن الأزرقِ
كانتْ أمامكَ مقيدة اليدين,
مكمّمة الفم ,
ومعصوبة الحدقِ …
ولن يسمع الجيران صياحها
كيف تصيح ؟
وسِكّينكَ مغروسة في العنقِ …
وحين وصلتَ منتصرا ,
كانت تئنّ وهي خائفة
ولا أمل لها في الأفقِ …
ركلتها على أرض المغارة
وأنت تصرخ مثل أحْمقٍ نَزقِ …
فككت قيودها ,
وانتشلت عصابة عينيها ,
وهي منهارة من الرعب و الأرقِ …
وكنت توهم نفسك بالقسوة
فيفضحك وجهٌ
امتزج الخوف فيه بالقلقِ …
وحين رأتك واكتشفت
من قام بخطفها ,
استيقظتَ مذعورا ,
وقلتَ : أعوذُ بربّ الفلقِ …
Discussion about this post