في مثل هذا اليوم 26 يوليو1309م..
هنري السابع يُعترف به ملك الرومان من البابا كليمنت الخامس.
هنري السابع (بالألمانية: Heinrich) (تقريبًا 1275 – 24 أغسطس 1313) كان ملك ألمانيا من 1308 والإمبراطور الروماني المقدس من 1312. وكان أول إمبراطور من بيت لوكسمبورغ. خلال مسيرته الوجيزة تجددت القضية الاستعمارية في إيطاليا، والتي دمرتها النزاعات الفصائلية بين الغويلفيين والغيبلينيين.
انتخابه ملكًا على الروم
ولد في عام 1273 تقريبًا في فالنسيان ابنًا لهنري السادس كونت لوكسمبورغ وبياتريس من عائلة أفيسنيس. نشأ في البلاط الفرنسي، وكان سيدًا على أجزاء هامشية وصغيرة نسبيًا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة، أجزاء يتحدث سكانها الفرنسية بشكل أساسي. بصفته كونت لوكسمبورغ، وافق على أن يصبح تابعًا فرنسيًا، طالبًا حماية الملك فيليب الوسيم، وهذا كان دليلًا على ضعف الإمبراطورية آنذاك. كان حاكمًا جيدًا للوكسمبورغ، لا سيما في حفظ السلام أثناء النزاعات الإقطاعية المحلية.
انخرط هنري في المكائد السياسية الداخلية للإمبراطورية الرومانية المقدسة، كمشاركته في اغتيال الملك ألبرت الأول في 1 مايو 1308. بعد وفاته، سعى الملك فيليب -ملك فرنسا- لتأمين دعم لأخيه، شارل كونت فالوا، ليصبح ملك الرومان القادم. اعتقد فيليب أنه حصل على دعم البابا الفرنسي كليمنت الخامس (بابوية أفينيون)، وأن احتمال جذب الإمبراطورية للبيت الملكي الفرنسي كانت جيدة. حاول فيليب رشوة الناخبين الألمان بالأموال الفرنسية بسخاء. كان شارل كونت فالوا يحظى بدعم هنري، رئيس أساقفة كولونيا، ولكن امتداد السيطرة الفرنسية لم يكن مضمونًا بالنسبة للكثيرين، ومنهم كليمنت الخامس مثلًا. بدا أن المنافس الرئيسي لشارل هو رودولف، كونت بالاتين.
حافظ هنري على بعض الروابط الوطنية إلى جانب دعمه لملك فرنسا، وهذا مثل أحد الجوانب الداعمة له كمرشح وسطي بين الناخبين -أو أقطاب الإقليم العظماء الذين عاشوا دون إمبراطور لعقود من الزمن، ولم يكونوا سعداء بحكم شارل ورودولف. نجح شقيق هنري (بالدوين رئيس أساقفة ترير) في إقناع عدد من الناخبين باختيار هنري، بمن فيهم رئيس أساقفة كولونيا، مقابل بعض التنازلات الهامة. وهكذا، شق هنري طريقه إلى الحكم، بعد حصوله على ستة أصوات في فرانكفورت في 27 نوفمبر 1308، والناخب الوحيد الذي يخترها هو هنري ملك بوهيميا. توج هنري لاحقًا في آخن في 6 يناير 1309.
في يوليو 1309، أكد البابا كليمنت الخامس انتخاب هنري، ووافق على تتويج هنري شخصيًا كإمبراطور في عيد كاندلماس عام 1312، بعد أن ظل العنوان شاغرًا منذ وفاة فريدريك الثاني. في المقابل، أقسم هنري على حماية البابا، ووافق على الدفاع عن حقوق المدن البابوية وعدم التعدي على امتيازاتها. وافق أيضًا على المشاركة في الحملات الصليبية بمجرد تتويجه إمبراطورًا. ومع ذلك، وجب على الملك المتوج حديثًا التعامل مع القضايا المحلية قبل سعيه للحصول على التاج الإمبراطوري. تواصل جزء من نبلاء بوهيميا وبعض رجال الدين المهمين والمؤثرين مع هنري ليتدخل في شؤون بلادهم. لم يكونوا راضين عن حكم هنري دوق كارينثيا، وقلقين من آل هابسبورغ الذين امتلكوا حق الحصول على التاج. وبناءً على تلك الأسباب، أقنعوا هنري بتزويج ابنه، جون الأول كونت لوكسمبورغ، إلى إليزابيث، ابنة فاكلاف الثاني ملك بوهيميا؛ ليمتلك بذلك حق المطالبة بالتاج البوهيمي. في يوليو 1310، خطط لتنحية هنري دوق كارينثيا. في 15 أغسطس 1309، أعلن هنري السابع عن نيته السفر إلى روما، بعد أن أرسل سفراءه إلى إيطاليا تحضيرًا لوصوله. افترض هنري أن تكون قواته جاهزة للسفر بحلول 1 أكتوبر 1310. قبل مغادرة ألمانيا، سعى لتهدئة العلاقات مع آل هابسبورغ، الذين أُجبروا رغمًا عنهم على قبول انضمام ابن هنري إلى عائلة بوهيميا الحاكمة؛ بعد تهديدهم بضم دوقية النمسا للتاج البوهيمي. في أكتوبر 1309، اعترف هنري بإقطاعياتهم الإمبراطورية، وفي المقابل، وافق ليوبولد هابسبورغ على مرافقته في رحلته الإيطالية مع تقديم مجموعة من القوات أيضًا.
شعر هنري بضرورة حصوله على تتويج بابوي، بسبب أصوله المتواضعة، وبسبب التنازلات التي أجبر على تقديمها للحصول على التاج الألماني في المقام الأول. اعتبر هذا التتويج، إلى جانب تيجان إيطاليا وآرل، بمثابة ثقل معادل لأهداف الملك الفرنسي. لضمان نجاح رحلته الإيطالية، تفاوض هنري مع روبرت، ملك نابولي في منتصف عام 1310، بقصد تزويج ابنته بياتريس إلى ابن روبرت، كارلو دوق كالابريا. خطط لهذا الزواج على أمل تخفيف حدة التوتر بين الغويلفيون المناهضين للإمبراطورية والمؤيدين لحكم ملك نابولي، والغيبيلينيون الموالين للإمبراطورية. لم تتم المفاوضات بسبب ارتفاع مطالب روبرت المالية وتدخل فيليب، الذي لم يرغب في نجاح هذا التحالف.
دانتي: ألتو ايجو
يُعتبر هنري ألتو أريغو الشهير في كتاب باراديسو لدانتي، إذ يظهر الشاعر كضيف شرف بانتظار هنري في السماء. هنري في باراديسو إكس إكس إكس هو «الذي جاء لإصلاح إيطاليا قبل أن تكون مستعدة لذلك». يُشير دانتي إليه عدة مرات في يورغاتوريو باعتباره المنقذ الذي سوف يعيد الحكم الإمبراطوري إلى إيطاليا، ويوقف السيطرة الزمنية غير اللائقة على الكنيسة. لكن لم يكن نجاح هنري السابع في إيطاليا لم يكن دائمًا، وبعد وفاته استعادت القوات المناهضة للإمبراطورية سيطرتها الكاملة.
الإرث
في وفاة هنري، وعلى مدى العقود التالية، ظلَّ روبرت من نابولي الشخصية المركزية في السياسة الإيطالية. أما في الإمبراطورية، فقد تمَّ انتخاب ابن هنري، الذي يُدعى يانغ الأعمى، كملك بوهيميا في عام 1310. بعد وفاة هنري السابع، قام اثنان من المتنافسين، وهما فيتلسباخ من بافاريا ولويس الرابع من هابسبورغ، بالمطالبة بالتاج. ثم بلغ النزاع ذروته في معركة مولدورف في الثامن والعشرين من سبتمبر من عام 1322، والتي خسرها فريدريك. كانت بعثة لويس الإيطالية بين عامي (1327-29)، والتي تمت بروح تصحيح الأخطاء التي ارتكبت بحق هنري، قد لاقت الفشل أيضًا. كان إرث هنري واضحًا في حياته المهنية الناجحة لاثنين من الطغاة المحليين الذان تقلدّا منصب نائب الإمبراطورية في المدن الشمالية، كانغراندي الأول ديلا سكالا في فيرونا وماثيو فيسكونتي من ميلانو.
عائلته وأولاده
تزوج هنري في مقاطعة ترفرن 9 يوليو من عام 1292 من مارغريت من برابانت، ابنة جون الأول، دوق برابانت، ورُزِقَ الاثنان بثلاثة أطفال هم:
يانغ الأعمى (10 أغسطس عام 1296 – حتى 26 أغسطس عام 1346)
ماري دي لوكسمبورغ، ملكة فرنسا (1304 – 26 مارس 1324 في إيسودون) والتي تزوجت في 21 سبتمبر عام 1322 من الملك شارل الرابع في باريس.
بياتريس من لوكسمبورغ (1305-11 نوفمبر 1319)، والتي تزوجت من كارولي الأول ملك المجر عام 1318.!!
Discussion about this post