“مشاكسات شعريّة” عدد 41
من كتاب ( معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي .)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
(158)
إذا متُّ يوما وثال الصّحابُ الترابَ ولستُ معَكْ
أقيمي بقلبي مناحَةَ حبّ وفي أضلعي مضجعَك
وإن فرّقتنا ثنايا وأتربةٌ وتمنّيتِ أن أسمعَك
ضعي فوق صدرك كفي كمانا وأوتاره أدمعك
فلا بدّ أن يصفُوَ الدهر يوما وبي ساعةً يجمعك
حبيبي خذي نور قلبي عسى في الثنية أن ينفعكْ
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
وكيف تموت وأنت مدان لمنْ في الحشا أسْكنكْ …
تحبّك فعلا ,وليس لك, منْ تجففُ ,غيرها ,أدْمعكْ …
تضمد جرحك تواسيك في المحن وفي الليل تؤانسكْ …
وإنْ كنتَ قررتَ الرحيلَ ,لا تتركْ همومكَ, خذها معكْ …
ولا بد أن تطلب العذر لها وللأهل ولكلّ منْ قدْ عرفكْ …
(159)
تناولني قبلتين وأخرى الظهيرةٓ وهي الطبيبةُ بالبلدِ
فضدّان مرشفها قلّ ما اختلفا: من لهيب ومن بٓردِ
إذا بُستُها ارتجف القلب واحترق الشوقُ في كبدِي
كأني مريض تعدّل قُبلتُها جرعة الأنسلين في جسدِي!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
طبيبة النفس قالتْ : تخلّصْ من غروركَ واحترمْ ابنة البلدِ …
فإنْ قبّلتكَ مجاملة ذات حلم , فلا يعني أنها أحبتكَ للأبدِ …
وإنْ قبّلتكَ في الصبح سعدى, فقُبلة هندٍ لكَ في الموعدِ …
وقُبلة ليلى عند الظهيرة قدْ لا تكفي, والله يستركَ من الحسدِ …
(160)
وتمسِكُ أطراف إبريقها بالأنامل في حذرِ
وتَنقُطُ، من فم رٓكْوتِها، فائحٓ البُنِّ بالزّٓهَرِ
وأرشفُ من يدها قهوةً توشك تٓنْطِقُ في ثٓغٓرِي
تقول: أحبك يا رنّة العود يا رشّة اللحن بالسّحٓرِ!
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
تناولكَ القهوة مُرّة ,وتحتفظُ كما دائمًا بالسكرِ …
وتغمزُ بعينها اليسرى دون أنْ تنطقَ بالثغرِ …
على مضض ترشفُ ما في فنجانها منْ (مُرّ الصحرِ)
وتُخفي عنها تقززك بابتسامة مبطنة بالشررِ …
” مُرّ الصحر” = الحنظل
(161)
بجاهة قومي أتيتُ… عليكم سلام علينا السلام
ودارت كؤوس فبيض بطعم اللجين وحمر ضرام
وفاتح أهلي هوى أهلها… يا كراما عوالي المقام
تبسّم عمي بوجهي ومن يومها حلّ بالقلب بدر التمام
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
أخيرا دخلت من الباب يرافقك الأهل طمعا في بدر التمام …
وتعرفُ أنّ كلّ فتاة يخطبها ألف,فقط مع وواحد يطيب المقامْ …
وبعد النقاش مع الحاضرين , أطلتْ كأنها قمر أشرق في الظلامْ …
وقالت بحسرة : عذرا تأخرتَ جدا , اتخذتُ قراري ولا عودة في الكلامْ …
Discussion about this post