معارضة في شكل مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي (وبعد الرقص أحمل سعدى)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
“وبعد الرقص أحمل سعدى”
وأشتاقُ أحملها
كما باقة من زهور..
فحضني ربٌى
والغرام الهطول عيونُ
وأزرعها
في المآقي
وقد شَرِقَتْ بالدّمُوعِ الجفونُ
وتبقى
تلاعبها ريح حبي
كما ورق حملته الغصونُ
.
إذا أنا أسرعتُ..
بالساق جال خلخالها
ولخلخالها رَنَّةٌ وَأَنينُ
إذا ما وقفت
تجيبه بالأكف الأساورُ
يا للجمال
لَها بالحشى رجفة
وَبقلبي حَنينُ
.
وفي إصبعيها الخواتم
ضاءت ذوائبها
مثلما يسقط الزهر
من برعم اللوز
وهو هتونُ
وأحملها
عاثرا
والخفيف رصينُ رزينُ
إلى مخدعي أبتغيها
وكل الخطوب تهونُ
.
وأسلمتها للسرير
وبحتُ لها بالغرام
وكان جنونُ
كأنا بحفلة رقص
ومن تحتنا التخت سار
على الصدر ماجت
وكنت لها البحرَ
وهي السفينُ
أتسألُ يا قارئي،
كيف تَجفو
لَذيذ الرقاد الجُفونُ
ا=أ. حمد حاجي
“ومن سعدى وغيرها أنت مجنون”
سمعتك تهذي وحيدا
وسط السكون …
وفي غرفة مظلمة
لا يبين بها
غير ضوء العيون ,
تخاطب نفسك وتقول
كم أشتاق أحضنك
بعد كل السنين …
.
ولما اقتربت
رأيت زهورا
وبعض غلال في سلة
برتقال وخوخ وتين …
وفي الركن بانت
قوارير خمر
لا شيء فيها دفين …
وفوق البلاط
رأيت كؤوسا مكسرة
وأعقاب سجائر
يصاعد منها دخان مبين …
.
وكنت وحيدا
تحضن صخر الجدار
وتلثم صورة في إطار حزين …
كأني بك تمسك
جسد امرأة لا يرى خلاخيلها سواك
ووحدك تستمع للرنين …
وفي كل حين
كنت تقبلها
ثم تحملها
كما تُحملُ قطعة من أثاث ثمينْ …
وتعرضها فوق زربية أضيق من هواك
وهي كل الفراش
وبالكاد تتسع لإثنين …
.
وفوق السرير
ظللت لوقت طويل
تسائل نفسك ,
وفي صوتك غصة وأنينْ …
تحاول أن تنام
ولكن سهادا عنيدا
استباح الجفونْ …
وبت تعدّ جميع النساء
نساء خذلنك على مر السنينْ ,
سعاد وهند وكلثوم أم البنينْ …
وها أنت في آخر العمر
تردد أسماءهنّ
كمن أصابه مسّ من الجنونْ …
Discussion about this post