فى مثل هذا اليوم10 اغسطس1792م..
الثوار الفرنسيون يهاجمون «قصر إلتوي لري» مقر الملك لويس السادس عشر والذي تحول فيما بعد إلى متحف اللوفر، فيما لجأ الملك إلى «مقر الجمعية الوطنية» التي أوقفته وقررت انتخاب مؤتمر وطني لوضع دستور جديد للبلاد.
لويس السادس عشر (لويس أغسطس، وُلد في 23 أغسطس 1754 – توفي في 21 يناير 1793) آخر ملوك فرنسا قبل سقوط الملكية إبان الثورة الفرنسية. أُطلق عليه اسم المواطن لويس كابيه في الشهور الأربع التي سبقت إعدامه بالمقصلة. كان لويس السادس عشر ابن لويس دوفان فرنسا، وهو ابن الملك لويس الخامس عشر ووريث عرشه. أصبح لويس السادس عشر دوفان فرنسا بعد وفاة جده في العاشر من مايو عام 1774، وتقلّد لقب ملك فرنسا ونافارا، وملك فرنسا حتى 4 سبتمبر 1791، واستمرّ ملكًا حتى إلغاء الملكية في 21 سبتمبر عام 1792.
تميّزت فترة حكمه الأولى بمحاولات إصلاح الحكومة الفرنسية طبقًا لأفكار الحكم المطلق المستنير. شملت إصلاحاته إبطال العبودية وإلغاء الضريبة على الأرض وضريبة العمل (السخرة)، وتعزيز التسامح مع غير المسيحيين الكاثوليك، وإلغاء عقوبة إعدام الجنود الفارين من الخدمة العسكرية. أدت هذه الإصلاحات إلى نشوب عداوة بين الملك والنبلاء الفرنسيين، ونجح هؤلاء في منع تطبيق الإصلاحات. نجح لويس في إقرار رفع القيود عن سوق الحبوب الغذائية، مدعومًا بمساعي الوزير تورجو ذي التوجهات الليبرالية الاقتصادية، لكن رفع القيود أدى إلى زيادة أسعار الخبز. أدت السياسية السابقة إلى شحٍّ في الطعام إبان مواسم المحصول السيئة، خصوصًا موسم عام 1775 الذي دفع الناس إلى التمرد. منذ عام 1776، دعم لويس السادس عشر مساعي المستوطنين الأمريكيين الشماليين للاستقلال عن بريطانيا العظمى، وحصل ذلك في معاهدة باريس عام 1783. مع ذلك، ساهم الدين الناتج والأزمة المالية في تضاؤل شعبية النظام القديم. أدى ما سبق إلى اجتماع طبقات المجتمع عام 1789، فساهم استياء الطبقتين الوسطى والدنيا من المجتمع الفرنسي في تقوية المعارضة المناهضة للأرستقراطية والحكم الملكي المطلق، وهو الحكم الذي تجسّد في لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري أنطوانيت. تميّز العنف والتوترات المتزايدين بأحداث مثل اقتحام سجن الباستيل، حيث اضطر الملك لويس تحت تأثير أعمال الشغب في الشارع إلى الاعتراف قطعيًا بالسلطة التشريعية للجمعية الوطنية.
دفع تعصّب وتردد لويس بعض أطياف الشارع الفرنسي إلى وصفه برمز طغيان النظام القديم، فتدهورت شعبيته تدريجيًا. قبل 4 أشهر من إعلان الملكية الدستورية، بدا هروب لويس الفاشل إلى فارين بمثابة مبررٍ للشائعات التي تقول أن الملك ربط آمال خلاصِه السياسي باحتمالات حصول تدخلٍ خارجي. قُوّضت مصداقية الملك بشدة، وأصبح إبطال الملكيّة وتأسيس الجمهورية احتمالًا تزايدت فرصة حصوله. أدى نمو العداء لرجال الدين في أوساط الثوريين إلى إبطال ضريبة الزكاة وإقرار سياسات حكومية أخرى تهدف إلى اجتثاث المسيحية من فرنسا.
في إطار الحرب الأهلية والدولية، أُوقف لويس السادس عشر واعتُقل إبان تمرّد 10 أغسطس عام 1792. أُبطلت الملكيّة بعد شهر، وأُعلن عن قيام الجمهورية الفرنسية الأولى في 21 سبتمبر عام 1792. تعرّض لويس بعدها للمحاكمة على يد المؤتمر الوطني الفرنسي (الذي نصّب نفسه محكمةً لهذه المناسبة)، وحُكم عليه بالخيانة العظمى، وأُعدم بالمقصلة في 21 يناير عام 1793 تحت اسم المواطن لويس كابيه، بعد تدنيس منصبه وجعله مواطنًا فرنسيًا عاديًا، وكابيه هو لقب أوغو كابيه مؤسس السلالة الكابيتية، وقد اختار الثوريون لقبه ليكون لقب لويس أيضًا. كان لويس السادس عشر الملك الفرنسي الوحيد الذي يحاكم بالإعدام، وجلب موته نهاية نحو ألف سنة من الحكم الملكي المستمر لفرنسا. توفي ابناه في مرحلة الطفولة، وكانت ماريا تيريزا الطفلة الوحيدة التي بلغت سن الرشد قبل استعادة آل بوربون عرش فرنسا، لكن ماريا تيريزا مُنحت للنمساويين مقابل الإفراج عن سجناء حربٍ فرنسيين، وتوفيت الاخيرة بلا أطفالٍ في عام 1851.
هاجم الثوار الفرنسيون “قصر إلتوي لري” مقر الملك لويس السادس عشر أثناء احداث الثورة الفرنسية الدامية في 10 أغسطس 1792، ولجأ الملك إلى “مقر الجمعية الوطنية” التي أوقفته وقررت انتخاب مؤتمر وطني لوضع دستور جديد للبلاد، لينتهي النظام الملكي فعلياً في البلاد، وبعد عام كامل وفي نفس يوم اقتحام القصر أُفتتح متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس وتحول اسم “قصر إلتوى لري” الذي كان مقرًا لإقامة ملوك فرنسا لأكثر من قرنين من الزمان كقصر ملكي قبل الثورة الفرنسية، إلى متحف “اللوفر الكبير” المتحف الوطنى والمعرض الفني الفرنسي.!!
Discussion about this post