في مثل هذا اليوم 26 اغسطس 1976م..
رئيس الوزراء الفرنسي جاك شيراك يستقيل من منصبة بسبب خلافات سياسية بينه وبين الرئيس فاليري جيسكار ديستان.
جاك رينيه شيراك (بالفرنسية: Jacques Chirac) (29 نوفمبر 1932 – 26 سبتمبر 2019)، سياسي فرنسي ينتمي لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية. انتخب لمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية في 1995 وجدد له في 2002، انتهت رئاسته بتاريخ 17 مايو 2007. وكان قبل ذلك عمدة باريس لمدة 18 عاماً من 1977 إلى 1995. كما تولى رئاسة وزارة فرنسا مرتين في الفترة ما بين 27 مايو 1974 إلى 26 أغسطس 1976، ومن 20 مارس 1986 إلى 10 مايو 1988.
بعد التحاق شيراك بالمدرسة الوطنية للإدارة، بدأ حياته المهنية كموظف حكومي رفيع المستوى، ودخل عالم السياسة بعد ذلك بوقت قصير. شغل شيراك مناصب كبيرة مختلفة، من ضمنها وزير الزراعة ووزير الداخلية. شملت سياسات شيراك الداخلية في البداية خفض معدلات الضرائب، وإلغاء التحكم بالأسعار، والعقوبة الشديدة على الجريمة والإرهاب، وخصخصة الأعمال. بعد اتباع هذه السياسات خلال ولايته الثانية كرئيس للوزراء، غيّر وجهات نظره. دافع عن السياسات الاقتصادية الأكثر مسؤولية اجتماعيًا وانتُخب رئيسًا في الانتخابات الرئاسية لعام 1995 بنسبة 52.6% من الأصوات في الجولة الثانية، متغلبًا على الاشتراكي ليونيل جوسبان، بعد شن حملة لبرنامج رأب «الصدع الاجتماعي». بعد ذلك، تعارضت سياسات شيراك الاقتصادية القائمة على التوجيهية التي تسمح بالاستثمار الموجه من الدولة مع سياسات عدم التدخل التي اتبعتها المملكة المتحدة في ظل وزارة مارغريت ثاتشر وجون ميجر، والتي وصفها شيراك بأنها «الليبرالية المتطرفة الأنجلو ساكسونية».
عُرف شيراك أيضًا بموقفه ضد حرب الولايات المتحدة على العراق، واعترافه بدور الحكومة الفرنسية المتعاونة في ترحيل اليهود، وتقليص فترة الرئاسة من 7 سنوات إلى 5 سنوات من خلال استفتاء في عام 2000. في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2002، حصل شيراك على 82.2% من الأصوات في الجولة الثانية ضد مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبان. لكن في فترة ولايته الثانية، حظي بنسبة قبول منخفضة للغاية واعتُبر أحد أقل الرؤساء شعبية في تاريخ فرنسا السياسي الحديث.
في عام 2011، أعلنت محكمة باريس أن شيراك متهم بتحويل المال العام واستغلال الثقة العامة، وحكمت عليه بالسجن مدة عامين مع وقف التنفيذ.
عندما أصبح فاليري جيسكار ديستان رئيسًا، رشّح شيراك لرئاسة الوزراء في 27 مايو 1974 للتوفيق بين الفصيلين «الجيسكاردي» و «غير الجيسكاردي» من الأغلبية البرلمانية. في عمر الواحد والأربعين، برز شيراك كنموذج للذئاب الشباب في السياسة الفرنسية، لكنه واجه عداء «بارونات الديغولية» الذين اعتبروه خائنًا بسبب الدور الذي أدّاه في الحملة الرئاسية السابقة. في ديسمبر 1974، تولّى قيادة اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية ضد إرادة الشخصيات الأعلى منصبًا فيه.
على الفور شرع شيراك -بصفته رئيسًا للوزراء- في إقناع الديغوليين أنه على الرغم من الإصلاحات الاجتماعية التي اقترحها الرئيس جيسكار، سيتم الاحتفاظ بالمبادئ الأساسية للديغولية كالاستقلال الوطني والأوروبي. قدّم بيير جولييه وماري فرانس غارو -مستشاران سابقان لبومبيدو- النصح لشيراك. نظّم هؤلاء الاثنان الحملة ضد شابان دلماس في عام 1974، ودعَوا إلى الصدام مع جيسكار ديستان، إذ اعتقدا أن سياسته شتّتت الناخبين المحافظين. استقال شيراك من منصب رئيس الوزراء في عام 1976 متذرعًا بعدم رغبة جيسكار في منحه السلطة. وشرع في بناء قاعدته السياسية بين الأحزاب المحافظة العديدة في فرنسا بهدف إعادة تشكيل اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية الديغولي في مجموعة ديغولية جديدة هو التجمّع من أجل الجمهورية. اتسمت ولاية شيراك الأولى في رئاسة الوزراء بالتقدمية، في حين جرى تحسين كل من الحد الأدنى للأجور ونظام الرعاية الاجتماعية خلال فترة رئاسته للوزراء.!!
رينيه فاليري ماري جورج جيسكار ديستان (بالفرنسية: Valéry Giscard d’Estaing) (2 فبراير 1926 – 2 ديسمبر 2020) رئيس الجمهورية الفرنسية من سنة 1974 حتى سنة 1981.
اتسمت فترة رئاسته بتوجهات أكثر ليبرالية في بعض القضايا الاجتماعية، كالطلاق ومنع الحمل والإجهاض، كما جرت محاولات لتحديث البلاد، فأُطلقت مشاريع لتحديث وتطوير البنية التحتية لا سيما تلك بعيدة المدى مثل القطارات فائقة السرعة، والاتجاه نحو الاعتماد على الطاقة النووية كمصدر للطاقة الرئيسي في فرنسا. مع ذلك، عانت شعبيته بسبب الانكماش الاقتصادي الذي أعقب أزمة الطاقة عام 1973، بسبب نهاية ما عُرف بـ«السنوات الثلاثين المجيدة» بعد الحرب العالمية الثانية. وعلاوة على ذلك، واجه جيسكار معارضة سياسية من كلا الجانبين من الطيف السياسي: من اليسار الموحد حديثا بقيادة فرانسوا ميتران، وكذلك من جاك شيراك على خط المعارضة اليمينية. تسبب كل هذا، في فشل إعادة انتخابه سنة 1981.!!
Discussion about this post