نلتقي و قراءة جديد لنص الناقد و الكاتب الفلسطيني احمد محمود دحبور ، بقلمي المتواضع و حرفي البسيط
#النص
سأمشي في فراغ الصمت طويلاً اذا ما تكلمت الجدران وتحركت عقارب الوقت للوراء حينذاك سأذكر خدوش الذاكرة الطاعنة بطفولتها الرعناء وهي تصيّر جروحي طرية. وتفتح فمي للكلام المباح كما تفتح أفواه العجول لمعرفة أعمارها، وسامر من حجب الغيوم وأفر بجلدي وأوقف عجلة البراق فوق الهيكل المزعوم وهو يثغو لهدهد سليمان لمّا قُرِأ له رسالة بأن بلقيس عاقر. !!!
#القراءة
النص دون عنوان
و سأمنحه عنوانا بعد إذن الكاتب
#صمت_الجدران
بعدد سنين البعد تقف الخطوة ، و تأخذ الصمت رفيقا .
هي التفاتة مجردة من كل المعاني و المجاز إلا من الذكريات ، كم طويل هذا الشريط ، لو تحركت ” عقارب الساعة إلى الوراء ” لكانت أمنية في زمن رجوعها ” لو تتوقف ” قليلا لندخل عجلة الزمن الماضي …
” سأمشي في فراغ الصمت ” فقوارب الروح يملؤها الكلام ، لكنها تغرق دائما في بحار الصمت … كالجدران أيا كان لونها ، باهت ، زاهي ، فاتح ، قاني … رمز للصمت ، لكن أ تدري انها تتكلم أحيانا !؟ تكون شاهدا ؟ الجدران مدونة لمن لا يملك قلما ، و الجدران ونيس و خير مستمع لمن لا خل له
الجدار أرخ للتأريخ ، و العالم مليء بهذه الجدران و كل جدار تحت حكاية
جدار نزار قباني : يا رحمة الله .. على جدار ٍ
ولدنا به طفلين ذات يوم
جدار محمود درويش : أَفعى معدنية ضخمة تلتفُّ حولنا. تبتلع
جدراننا الصغيرة الفاصلة بين غرفة النوم
والحمام والمطبخ وغرفة الاستقبال ….
ونرى
أيضاً ما خلف جدار الأفعى: نرى
حُرَّاس الچيتو خائفين مما نفعل خلف
ما تبقى لنا من جداران صغيرة…
جدار كمال خير بيك / سوريا
هذا الجدار.. وخلفه لي قصة
خرساء تكتمها حجار الدار.
هذا الجدار.. يضم بعض هزيمتي
وتشردي.. وتمزقي.. واساري
هذا الجدار.. تنام فيه جحافلي
وغداً تفيق على نداء الثار
” سأذكر خدوش الذاكرة الطاعنة بطفولتها الرعناء وهي تصيّر جروحي طرية” .
يقولون : لا بأس ان تعود للطفولة حين تصيبك رتابة الحياة ، و لا بأس أن توقظ ذلك الطفل فيك أحيانا ، و عذب الحياة و أصفاها في طفولة بريئة ، لكن ان تجعل من الطفولة عذابا للذاكرة الطاعنة ، ام التذكير تخفيف عذاب و امنيات لو تعود بنا الذاكرة لطفولة رعناء و ” تصير جروحي طرية ”
يقول جلال الدين الرومي : الجرح هو الثغرة التي ينفذ منها النور إلى أعماقك و جروح الكاتب عديدة : ابعاد ، و فقد الأهل ، ذكريات في الوطن الأم و طفولة تكاد تغيب ملامحها .
وتفتح فمي للكلام المباح كما تفتح أفواه العجول لمعرفة أعمارها،
و يحتار القاريء في مجاز هذا السطر
حقيقة
عجزت في قراءة هذا السطر
وتفتح فمي للكلام المباح كما تفتح أفواه العجول لمعرفة أعمارها،
هل هو قسرا أن يفتح الفم
ام لا بد من سن معينة لقول كلمة الوجع
أم هي الضحايا المختار لتقود قسرا إلى المسلخ فتقبر الكلمة ، بل تذبح
و للكاتب تأويله و ما يقصد …
وسامر من حجب الغيوم وأفر بجلدي وأوقف عجلة البراق فوق الهيكل المزعوم وهو يثغو لهدهد سليمان لمّا قُرِأ له رسالة بأن بلقيس عاقر. !!!
بين براق ، و هدهد سليمان قرأ رسالة لبلقيس ” عاقر ”
صورة من القصص القرآني استمدها الناقد ليتمم النص
هروب من جلدي : الإنسلاخ عن الذات ، أو تركها هناك عند حائط البراق ،
يثغو : يمكن ربطها بأفواه العجول حين تثغو عند فتح فاهها لمعرفة سنها !!!؟
هدهد سليمان ، جاء بخبر الملكة بلقيس ،
و القصة معروف حول توحيد الله و لا إله غيره جدير بالعبادة .
فبلقيس عاقر : بلقيس خافت أن يدخل الملوك أرضها فيفسدوها ، و كاتبنا دخلوا أرضه فأفسدوها
فهل يرجى من وقفته عند حائط البراق ان تُرفع المظالم عن بلده !؟
و النص أتت به الجدران مكثفة !!!
….
النصوص الوجودية يصعب فعلا تأويل المجاز فيها
قدر الإمكان حاولت قراءة هذا النص بقلمي المتواضع و حرفي البسيط
سعيدة بركاتي ✍️
…………
كان السؤال الأخير الذي طرحه غسان كنفاني في نهاية روايته “رجال في الشمس”: لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ لماذا لم تقرعوا جدران الخزان.. لماذا؟
Discussion about this post