في مثل هذا اليوم 27اغسطس2020م..
القضاء النيوزيلندي يُصدر حُكمه على برينتون تارانت، مُنفِّذ مجزرتيّ كرايستشيرش سنة 2019، بِالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، لِتكون تلك المرَّة الأولى التي تُفرض فيها هذه العُقُوبة بِتاريخ نيوزيلندا.
هجوما كرايستشيرش 2019. هما هجومان إرهابيان، دافعهما سيادة البيض وكراهية الإسلام، وقعا في يوم الجمعة 15 مارس 2019، حيث أُطلقت النيران داخل مسجدي النور ومركز لينود الإسلامي في مدينة كرايستشرش في نيوزلندا ونتج عنهُما العديد من الإصابات والوفيات.
بدأ إطلاق النار الساعة 13:45 ظهر 15 مارس 2019 بتوقيت نيوزيلندا (00:40 حسب التوقيت العالمي المنسق)، وقُتل 51 شخصاً، وأصيب 50 آخرون. وعثرت الشرطة على سيارتين ملغومتين وأَبطَلت فيهما مفعول المتفجرات. ويعد هذا أول حادث هجوم بإطلاق نار ضد مجموعات في نيوزيلندا منذ مجزرة راوريمو عام 1997، ويعد حادث إطلاق النار الأكثر دموية في تاريخ نيوزيلندا الحديث.
وقد وصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آردرن وعدد من الحكومات في العالم الحادث بأنهُ هجوم إرهابي. وقد اشتُبه بضلوع أربعة مجرمين في الهجوم أحدهم أسترالي الجنسية وصفه الإعلام بأنه من اليمين البديل ومؤمن بسيادة البيض، ويبلغ من العمر 28 عاماً، وكان يستخدم رموزًا وشعارات تعود للنازيين الجدد، وقد ربط بين الهجومين وبين الزيادة العالمية في نشاط متطرفي سيادة البيض واليمين البديل، والذي لوحظ منذ منتصف عقد 2010. وفي 27 أغسطس 2020، صدر الحكم على مُنفذ الهجومين برينتون تارانت بالسجن المؤبد مدى الحياة دون إمكانية الإفراج عنه.
التفاصيل
نفذ المسلح الهجوم على مسجد النور في شارع دينز أفنيو في ريكارتن حوالي الساعة 13:45 بتوقيت نيوزيلندا. وبث هجومه بثًا مباشرًا على موقع فيسبوك وقال فيهِ أنه يدعى برينتون تارانت (28 عاما) مولود في أستراليا، وبأنه من المؤمنين بضرورة سيادة البيض في العالم. وكانت الأسلحة التي استعملها تارانت مكتوبة عليها باللون الأبيض أسماء لأشخاص قد شاركوا في نزاعات تاريخية وحروب ومعارك ضد المسلمين منذ زمن بعيد. وقبل إطلاق النار مباشرة قال تارانت تذكروا أن تشتركوا في قناة بيوديباي لتشاهدوا القصف المباشر. وقد ذكرت تقارير أنه كان يوجد داخل المسجد حوالي 300 شخص يؤدون صلاة الجمعة وقت إطلاق النار. وذكر شاهد عيان يقيم بالقرب من المسجد للمراسلين الصحفيين أنه شاهد المجرم الذي أطلق النار يفر من المسجد وقد ألقى سلاحه الناري في مدخل مرآب السيارات أثناء هروبه.
أما الهجوم الثاني فكان على مركز لينود الإسلامي حين هاجم مسلح آخر المركز الإسلامي في كرايست تشيرش. واستخدم أحد المصليين سلاحه الخاص لإيقاف الهجوم على مركز لينوود بعد لحاقهِ بالمهاجمين، والرد على إطلاق النار. وقد أكدت الشرطة أن الهجوم كان سريعاً، وأسفر عن وفاة 7 أشخاص.
المنفذ
المتهم الرئيسي في الهجوم هو برينتون تارانت، من مواليد العام 1991، وهو أسترالي الجنسية، نشأ في غرافتون وهي بلدة صغيرة شمال نيوساوث ويلز بأستراليا. ويقيم في خليج أندرسون في دنيدن. اعتقل بعد الهجوم على شارع برغام في أعقاب مطاردة الشرطة التي اصطدمت بسيارتهِ. ووُجهت إليهِ فيما بعد تهمة القتل. مثُل أمام محكمة مقاطعة كرايستشيرش في 16 مارس، حيث حبس احتياطياً للمثول أمام محكمة كرايستشيرش العليا في 5 أبريل. وخلال مثولهِ أمام المحكمة ابتسم أمام وسائل الإعلام وصنع علامة OK، وهو رمز تتبناه حركة القومية البيضاء والعنصريون عبر شبكة الإنترنت.
عمل تارانت كمدرب شخصي في جرافتون، في نيو ساوث ويلز، بعد تخرجهِ من المدرسة الثانوية من عام 2009 إلى عام 2011. وبدأ زيارة العديد من البلدان في آسيا وأوروبا خلال عام 2012. وتحقق السلطات في بلغاريا وتركيا في زياراتهِ الأخيرة لهم. وقد أصبح مهووسًا بالهجمات الإرهابية التي وقعت في جميع أنحاء أوروبا في عامي 2016 و2017. وبدأ التخطيط للهجوم قبل حوالي عامين واختار هدفهُ قبل ثلاثة أشهر من إطلاق النار. ويشتبه مسؤولو الأمن بأنه كان على اتصال بمنظمات يمينية متطرفة قبل حوالي عامين من الحادث أثناء زيارتهِ للدول الأوروبية.
بيانه الرسمي
سجل تارانت معتقداته في بيان من 73 صفحة عنوانه «الاستبدال العظيم» في إشارة إلى نظرية مؤامرة الإبادة الجماعية البيضاء ونسختها الفرنسية الاستبدال العظيم. في البيان أيضًا، قال إنه كان يخطط لهجوم قبل عامين وأنه اختار مدينة كرايستشيرش قبل ثلاثة أشهر. أعلن أنه كان «شيوعيًا» و «أناركيًا» و «متحررًا»، لكنه بدأ يتبنى أفكارًا عنصرية وأصبح فاشيًا بيئيًا قلقًا بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري. على الرغم من رفضه ذكر النازية، إلا أن مجلة المحافظ الأمريكية تعلق على أن أيديولوجيته السياسية تتوافق مع الاشتراكية القومية. وتضيف المجلة المحافظة أن تارانت يرفض الرأسمالية، ويعتبر أن المسيحية تعتبر فقط عنصرا موحِّدا لأوروبا، في مواجهة التدهور الأخلاقي الذي يعزوه إلى الغرب. يتضمن البيان إشارة إلى شخصيات بارزة في ميمات الإنترنت واليمين ويشجع مستخدمي الإنترنت الذين يتفقون مع أفعاله على نشر رسالته وإنشاء ميمات جديدة.
عبر المتهم عن العديد من المشاعر المعادية للمهاجرين، بما في ذلك خطاب الكراهية ضد المهاجرين، والخطاب التفوقي الأبيض، والذي يدعو إلى إبعاد المهاجرين غير الأوروبيين مثل الروما، والهنود، والشعب التركي، والساميين، وغيرهم ممن يزعم أنهم «يغزون أرضه». كما حذر من غزو محتمل من الهند أو الصين أو تركيا في المستقبل. يصف تارانت نفسه بأنه قومي إثني. وذكر الدوافع وراء الهجوم في بيان لهُ مثل الانتقام للمدنيين الأوروبيين الذين كانوا ضحايا في الهجمات الإرهابية الإسلامية داخل أوروبا. وعلى وجه الخصوص، يذكر مرارًا الانتقام لمقتل إيبا آوكلند، الضحية في هجوم ستوكهولم 2017. كما ذكر أن الهجمات هي انتقام للموت الناجم عن الغزوات الأجنبية للأراضي الأوروبية. ولإعطاء دوافعه لاستهداف المسلمين، كتب أن أسبابه كانت «تاريخية ومجتمعية وإحصائية… [المسلمون] هم أكثر المجموعات احتقارًا من الغزاة في الغرب، حيث أن مهاجمتهم تحظى بأكبر قدر من الدعم. وهم أيضًا من أقوى المجموعات، ذات الخصوبة العالية، وإعلاء مصلحة المجموعة وإرادة الغزو». كانت البنادق وخزائن الذخيرة المستخدمة مغطاة بكتابات بيضاء تحمل أسماء أشخاص وأشكالًا متعلقة بالنزاعات التاريخية والحروب والمعارك بين المسلمين وغيرهم.كما كان لديه محتوى عن العقيدة الوثنية والعبادة الوثنية في صفحتهِ على مواقع التواصل الاجتماعي.
يعرض البيان رموزًا للنازيين الجدد مثل الشمس السوداء وصليب أودين. ومع ذلك، فإن المؤلف ينكر كونه نازيًا، ويدعي بدلاً من ذلك أنه «فاشي بيئي» و «مُزيل للكباب»، في إشارة إلى ميم تمجيد الإبادة الجماعية للمسلمين البوسنيين من قبل الجيش البوسني الصربي. وقالت وثيقته إنه استهدف المسلمين كشكل من أشكال «الانتقام من الإسلام لمدة 1300 عام من الحرب والدمار الذي جلبه على شعوب الغرب وشعوب العالم الأخرى». في البيان، يذكر تارانت البابا أوربان الثاني فيما يتعلق بحملة صليبية ضد «السباق الآثم للمسلمين»، ويدعو أيضًا إلى الاستعادة المسيحية للقسطنطينية (اسطنبول التركية). تضمن بيانه العديد من الإشارات الصريحة إلى الإمبراطورية العثمانية وتركيا. تضمنت أسباب تارانت لتنفيذ القتل الجماعي نيته «دق إسفين بين دول الناتو الأوروبية والأتراك الذين هم أيضًا عضو في الناتو».
قبل الهجوم بتسع دقائق، أرسل البيان لأكثر من 30 شخصًا، منهم مكتب رئيس الوزراء وعدة مؤسسات إعلامية. شارك كذلك روابط للبيان على تويتر و8تشان قبل هجومه مباشرة.!!!







Discussion about this post