العضو الجمهوري (فرانس هيل) .. يتابع دور سلفه (جون ماكين) .
د.علي أحمد جديد
بات الانتهاك الأمريكي لسيادة الأراضي السورية وقداستها أساساً في العقلية الامريكية ، فقد دخل أعضاء من الكونغرس الأمريكي
– بطريقة غير شرعية – عبر معبر (باب السلامة) وصولاً إلى مدينة (إعزاز) يوم الأحد 27 آب2023 ، للإشراف على إدارة الملفات الإرهابية التي يتم استخدامها وسيتم التصعيد بها وتحريك أدواتها من أجل خلق بؤر توتر ومن أجل تأجيج الفوضى في الشمال تنسيقاً مع ما تشهده محافظة السويداء في الجنوب .
قواتٌ أمريكية بتواجد غير شرعي في منطقة الجزيرة السورية ، وأعضاءٌ للكونغرس بدخول غير شرعي في ريف حلب الشمالي ، وبين الشمال والجنوب تحريك “عصابات قسد” كأدواتٍ انفصالية وإرهابية تلعب وتتلاعب بها واشنطن في مشهدية لم تعد عصية على الفهم أبداً .
تفيد المعلومات بأن وفد الكونغرس الأمريكي الذي جاء للتنسيق مع (الجولاني) يضم ثلاثة نواب بينهم العضو عن الحزب الجمهوري “فرانش هيل” من أشد الداعين إلى عدم تمديد القرار المزعوم بتخفيف العقوبات المتعلق بكارثة الزلزال ، حيث تسلل النواب الأمريكيون إلى الأراضي السورية ومكثوا هناك اكثر من ساعة ، بعد عقد على تسلل العضو الجمهوري أيضاً المقبور “جون ماكين” (أيار 2013) والتي جاءت في ذلك الحين بعد أسبوع من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة على تزويد ما تسمى “المعارضة السورية” بالسلاح ودعمها بالأموال القَطرية والكويتية والسعودية وكان “ماكين” من أبرز الداعين إلى تسليح الإرهابيين وإظهارهم كمعارضة (سلمية) ودعمها عسكرياً أمريكياً ومادياً خليجياً ولوجستياً تركياً ، وهو ما يعني أن الظهور الحالي للمدعو “فرانش هيل” في ريف حلب الشمالي هو على غرار ظهور “ماكين” كما أنه مؤشر على تصعيد إرهابي قادم تم ويتم التخطيط له ، ويبدو أن “الجولاني” قد تلقى إشارة البدء بتنفيذه .
وقد حاول الإرهابيون أمس الأحد تقديم هدية تجديد الولاء لسيدهم الأمريكي ، فبثت صفحات تابعة لتنظيمات تكفيرية في إدلب ، مقاطع مصورة لعملية تفجير نفق قرية (الملاجة) ظهر السبت (26 آب 2023) في ريف إدلب ، والتي تقع على بعد بضعة كيلو مترات من (كفر نبل) ، وأعلن من يسمون انفسهم “أنصار التوحيد” الذين يعملون تحت إمرة “جبهة النصرة” الوقوف خلف التفجير ، وعقب التفجير تصدى عناصر الجيش السوري في المنطقة لمحاولات الإرهابيين التقدم في القرية .
والتفجير الذي تبعه هجوم لإرهابيي “أنصار التوحيد” من عدة محاور ، يعدّ أكبر تصعيد ميداني في المنطقة ، والأشد منذ أن استعاد الجيش السوري السيطرة عليها ، بعد معارك مع “تحالف الفصائل” الإرهابية في إدلب الذي يقوده تنظيم “جبهة النصرة” ، كما تزامن ذلك التفجير مع هجوم لإرهابيي “أحرار الشام” على محور (حزارين) جنوب إدلب وفق مصادر محلية أكدت أيضاً بأن المجموعات المهاجمة انسحبت إلى محاور بلدتي (الفطيرة وسفوهن) بعد ضربات مدفعية وجوية نفذها الجيش العربي السوري .
و”أنصار التوحيد” الإرهابي هو أحد التنظيمات المنتشرة في إدلب ، ويُعد مؤخراً من أبرز المعتدين على ريفي (حماة واللاذقية) ، وهو من التنظيمات التي أعلنت رفضها لما سُمّيَت “المنطقة منزوعة السلاح” ، ويشكل غرفة عمليات مع المجموعات ذات التوجه القاعدي المصنفة على لوائح الإرهاب العالمي التي من بينها تنظيم “حراس الدين” ، وجميعها تشكل أجزاء من الكتلة الإرهابية في المنطقة والتي تتزعمها “جبهة النصرة” ، رغم اختلاف التسميات ، والولاءات ، وتبعيات التشغيل ، أومصادر التمويل ، وحتى أنها تشهد أحياناً موجات اقتتال على ممرات التهريب والسيطرة وعلى مناطق النفوذ ، إلا أنها جميعاً تدار من غرفة عمليات الناتو في تركيا بزعامة واشنطن ، خدمة لتنفيذ المصالح الأمريكية الجيوسياسية الاقتصادية .
وبات واضحاً للجميع بأن اليد الأمريكية في شمال شرق سورية تُحرِّك الإنفصاليين الأكراد “قسد” ، واليد الأمريكية الأخرى في شمال غرب سورية تُحرِّكُ إرهابيي “نصرة الجولاني” والدعم المادي والمعنوي تحت ستار وزعم “الملف الإنساني” ، وبين الأداتين نار وقتال ، فالتابعون لواشنطن “قسد” يقتتلون مع التابعين لأنقرة التابعة لواشنطن الذي تمت تسميته باسم “الجيش الوطني” ، والقتال بأوامر من الحلف الوثيق الذي بين الباب العالي المتعثمن وبين البيت الأبيض ، فهل من عاقل يستند إلى حليف عدوه؟ أم إنها عملية ارتزاق خالصة وجميعهم قتلة ومأجورون ، يتم تحريكهم وفق مقتضى المصلحة الأمريكية ؟.
بالتأكيد ، فإن مقتضى المصلحة الأمريكية تدعو لإبقاء نار الإرهاب مستعرة في سورية وفي المنطقة عموماً ، لتغطية عمليات التدمير الممنهجة واللصوصية الدولية ، والاستثمار الأمريكي متعدد الأوجه بكل التنظيمات الإرهابية في العالم .
ولن يتفاجأ السوريون بالتصعيد الإرهابي المتزامن بين انفصاليي السويداء وبين انفصاليي “قسد” في الجزيرة السورية ، وإرهابيي ” النصرة ” في الشمال ، لأن سورية وبثبات قائدها وبطولة الجيش العربي السوري ، وبوفاء الأخوة الأشقاء والحلفاء جاهزة لإجهاض كل الخطط التقسيمية وللقضاء على كل يد آثمة مهما كان التهويل بها وبقوّتها .
Discussion about this post