“قاع المزود”3
بقلم نصر العماري
“عصفور السّطح” عون أمن، كل من يراه لا يعتقد أنه ينتمي الى سلك الأمن. ويستغرب شديد الاستغراب. فكيف يكون صاحب هذا الشكل الضئيل ينتمي الى سلك يختار اعوانه- عادة- من أصاحب الاجسام المحترمة أساسا؟
لكن قِصَر قامة” عصفور السطح” وامتقاع بشرته كانا من أهمّ العوامل التي ساعدت على انتدابه في اعتقاد بعض العارفين…
فهو أسمر اللّون، سُمرة غير حُلوة. قصير القامة. به عوج على مستوى الرّكبتين من الداخل الى الخارج. وقد يكون ذلك بسبب درّاجته النارية التي كان يمتطيها جيئةو ذهابا بين أحياء المدينة . لا يكاد يفارقها . إلا ليلاحق بعض الفارّين منه… كان ثقيل الظل على المدينة وأهلها. يُراقب ويتجسّس، ويتدخّل، ويدخل اي مكان هو عنده مشبوه؛ ليرفع التّقارير او يجرّ من يستطيع جرّه الى مركز الامن …
لكن،
لم يكن بوسع “عصفور السطح ” الدخول هذه الليلة الى “قاع المزود”، بالرغم من أنه متسوّغ
لدار مع بعض زملائه بأحد انهج الحي …
كان شبّان الحيّ يعرفونه ويعرفون الدار جيدا. ويترصّدون الدّاخل اليها والخارج منها. فقد بلغ الى مسامعهم أن هذه الدّار يدخلها اثاث واناث …
كان سكان الحيّ ينظرون شزرا لأحد اجوارهم. يلومون عليه سوء تصرّفه، ولهفته على جمع المال. وكثيرا ما يغتابونه ويضحكون من حول بعينه اليمنى؛ ويدّعون ان ذلك من عدل الله فيه. فكيف تسوّل له نفسه فعل ذلك. فهو لم يكتف بكراء داره لأعزاب فحسب ، بل سوّغها لأعوان البوليس ايضا؟…
Discussion about this post