قراءة نقدية قدمتها الأستاذة سونيا عبد اللطيف.. Hames El Mawj ..
صديقتي الانيقة شكرا وارفا
ا====== القراءة: تسريد الشعر وتشكيله =======
من الرسمات اقتبست القصيدة.. أو الشعر حلق الى الرسمات!؟
في كل الحالات هنالك خيط رفيع رابط بين الطب والفن… الطب النفسي يعالج المريض بتلك الجلسات مع مريضه.. يحاول استنطاقه.. ليبوح بما يكدر ويعرف علته او سبب تازمع نفسيا.. يجعله يسترجع الذكريات… إذ بحثه على تذكر كل شيء جميل.. حتى ينشط له ذاكرته… وتزيد الممرضة في ترغيبه بسؤالها الغير المباشر.. كي يبوح المريض بما في قلبه من وجع…
هذا دور الطب النفسي في علاج مرضاه…
والعلاج النفسي إذا لم ينجح نسبيا في شفاء المريض… الطبيب غالبا ما يدعو مريضه لممارسة اي فن من فنون الحياة.. المحبذة إلى قلبه وروحه وقلبه فيدعوه لممارسة هوايته موسيقى.. كتابة.. رسم.. مسرح.. تعبير جسماتي.. كل هذه الفنون تصب في بعضها البعض.. وكلها شفاء وراحة للعقل وللبدن… فالإنسان يفرغ ما المّ به من كدر.. من ألم في تلك الهوايات إما كتابة.. شعرا او سردا.. أو رسما وألوانا.. أو رقصا وتماهيا مع الروح على إيقاع القلب ولحن وتر هزه.. فراح يرقص.. طيرا.. يسافر دون قدم…
الا يشترك الطب النفسي والفن كفن الكتابة او الرسم في علاج المريض وشفائه… ؟ الا يستعمل الطب النفسي كل الاساليب ليحعل مريضه ينطق او يرسم ليفهم علته؟
الفارس واحد.. وهو الشاعر… وهو المريض…
وهنا يصف لنا الشاعر الجلسات التي مر بها.. تحت العلاج النفسي.. فجاءت الجلسات مرتبة. متتالية في الزمن… يسردها في مقاطع متدرجة… بحسب حصص العلاج… وحين يصل بالمريض شدة الهذيان إلى حد التأزم بسبب التذكر يقع تخديره ليرتاح قليلا… حتى لا تتوتر اعصابه…
والرابط بين القصيدة واللوحات الثلاث هي تلك القصة من الحب… من اولها كيف نشأت إلى آخرها كيف تطورت..
بذات بعطشان يسأل ماء…
ثم حبيب يفاتح حبيبته بهواه يعبر لها عن حبه وعشقه ويهديها َردة لبداية حكاية غرامية نقية نبيلة.. وليس هنالك ما هو أنقى من الورد للتعبير عن الحب.. جمالا وسحرا ولونا وشذى…
ونهاية القصة الرومنسية تظهر في اللوحة الثالثة.. حين يترافق الحبيبان وهما يركبان الخيل لبداية قصة حب جديدة…
الشاعر سارد… جيد.. متمكن من كل الفنون والاجناس الأدبية.. هو يسرد قصته وحصص العلاج مع الطبيب الذي يستعين الممرضة… ثم يصير المريض داخل الشعر والسرد ساردا آخر يروي قصة حب يسترجع عشقه مع سعدى وامل.. وكيف عشق ارملة.. والعشق لا يميز بين صبية وعذزاء وارملة كما الريح حين تلقح الشجر.. هل يوجد بعد هذا التفسير للعشق من هذه الحكم والمثل… ومن العشق ما اطلب الحجر… وما سعدى الا سعادة ليس مثلها شبيه ولا نظر.. وامل هي ذاك الشعور بالتفاؤل الذي يرافق الإنسان دوما ليستمر الحب ويتجدد الأمل والا أصيب المرء بالهبل…
واما المخدر.. فهو تلك الخمرة من النشوة التي تعتري الشاعر لحظة الإلهام والعشق والهيام…. إلى موعد قادم مع حقنة مخدرة… تحلق به في حلم لا ينقطع..
ا======
النص: أ. حمد حاجي..
ا=============
قصيد: فارس وثلاثة فرسان
ا===============
يقول طبيبي الفرنسي
هيا تذكر جميع الأغاني وأمراً جلَلْ
وحلمَك والذكريات كفاك كسلْ
وتأتي ممرضتي: هل حَلُمتَ؟
وأزعم حلّقْتُ بالحلم.. أضنى فؤادي المللْ
تقول اشرَحِ الانَ ما قد حصلْ:
زَعَمتُ بأنِّيَ عطشانُ للحب
قد هدّنـي ظمــأ
وفؤادِيٓ تاق إلى السَفَرِ..
وجئت إلى الدار
أطلب ماءً على قدرٍ
مثلما جاء موسى على قدر..
وأقبل صبيانها بأباريق
حتى رويتُ
وعيني بها لَم تُمَتَّعْ مِنَ النَّظَرِ..
تعشقتُ واحدة بالوجود
ولا عَيْبَ
لو أنها ثالِث الشَّمسِ وَالقَمَرِ..
يعيرني الحاقدون بحبِّيَ أرملة
أتميزُ الرياح اللواقح بين
البراعم والنسغ في الشجَرِ!؟
زعمتُ أعلمها صهوة الخيل..
والحر
لا يخلف العهد إن وعدا..
وناديتها: اركبيه..
وقد كنت أدنيتُه
مَا أحَيلاَهُ مهرا لمّا بدا..
وعنّت إلى السرج
تمسكُ عرف الحصان
ومدت إليّ يدا..
كأن الحرارة من كفها
أجّجت في اللجام الهروب..
فأمسكتُ ريح الشكيمة كي تصعدا
وكنتُ إذا ما رأيتُ العيون تراقبها
أتمنى
يصيب العمى أعيننا حُسّدا.
وأوشك أعمى..
إذا سلّم العابرون
تَمنيتُ لو لَم أَكُن بالوجود هنا أَبَدا..
وأزعمُ تركض… تركض.. حتى وصلنا الربوع
لَوَ أنّك حَدّقْتَ من شرفات البيوت لرأسِ الجبلْ
تَجِدْنَا نثرنا الربيع على كل سهل وتلّْ
ولو أنْ تَتَبَّعْتَ أجْبِحَةَ النحل أو ذُقتٓ شهد العسلْ
لأدركتٓ
كيف زرعنا الحبور وكيف غرسنا على شفتينا القبلْ
يقول طبيبي الفرنسي
قد كدتَ تموتُ
خشينا يجيء الأجلْ
وتدنو ممرٌِضتي
بالمخدٌِر تحقنني :
كنْت تهذي هنا يا رجلْ
وكنت تصرخ: يا حب،
خذني
لأيام سعدى وحضن أمَلْ!
ا======== اللوحات =======

ا======اللوحة الأولى: الفارس العاطش ==========
للرسام الهولندي كاريل دوجاردان (1626 – 1678).
The Thirsty Knight.
Karel Dujardin (1626 – 1678, Dutch)

ا=====اللوحة الثانية : الفارس الشاب يعبر عن حبه ====
إيسيدور كوفمان (رسام نمساوي مجري) 1853 – 1921 .
The young knight expresses his love.
Isidor Kaufmann (Austrian/Hungarian, 1853–1921).

ا=====اللوحة االثالثة
لسيدة ورجل نبيل على ظهور الخيل ====
رسمت سنة 1950.
للرسام الهولندي إيلبرت كويب ( 1620-1691) .
A lady and gentleman on horseback.
Painted in 1950.
Aelbert Cuyp (Dutch artist, 1620-1691)







Discussion about this post