وجهاً لوجهٍ بالمرافيء ،،،،
نص من الشعر الاعتباري
، ==============
سألتْهُ ساعةَ غَيَّرَ بوصلةَ التَّرَصِّدِ و الاشتياقِ ، بالمفاجيءْ
سألتْهُ وجهاً لوجهٍ بالمرافيءْ
ماذا جرى عليكَ ،،،؟
ما الذي دهاكَ ،،،؟
قالتْها لهُ
كالمغشيِّ عليها مذهولةً تلفّعَها الليلُ والضياءُ معاً
مُفَوَّفةً مفتونةً ، كالدوائر تركضُ تركضُ
أَمْسكْ عليكَ يدَكَ ، اقلبْ صفحةَ الهواءِ
الغزالةُ لم تَعُدْ تلكَها التي تشربُ النسيمَ
يكادُ يستبدلونَها بالشَّكِ ،،،!
حاضرٌ لقاؤُكَ المستحيلُ
غائبٌ مثل سُحُبِ الصيفِ
حافاتُ البحرِ على موعدٍ يشبهُ التَّهَجّيَ البليدَ
ألا تعرفُ أنَّ المشاويرَ هجرت الظِّلَّ وغادرتْ قبل الوميضِ
كنتَ الوحيدَ الذي فارقَ اكسيرَه التراجعُ
كنتَ الوحيدَ الذي ماعادَ تخطفُهُ المواجعُ
باردٌ مشتعلٌ ياأنتَ ، حيٌّ أو جامدٌ كالحجرْ
تلبّسَتْكَ الجهاتُ ، وقد تكونُ مَلِكاً باهرَ التّاجِ والصّورْ
عاشقاً للنَّهرِ والنَّخلِ والحجارةْ
للطير والجِنِّ والمغارةْ
وقد تكونُ الملازمَ للهزيعِ والبردِ والوساوسْ
صعلوكاً تراودُ المدنَ البعيدةَ على نفسِها والدَّسائسْ
أو تفُضُّ بكارةَ الخرابِ تزحمُهُ امانيكَ كالقمحِ
كالجوري النقيِّ
الى متى وانتَ عنها الغريبُ ،،،؟
ومن حواليكَ تجري الدواليبُ
اوقفْ كلَّ شيءٍ تعوّدْتَهُ ، أو يعودُ اليكَ
وكنْ انتَ لاغيرُكَ الموموِّلَ للشمس للمعاني الثِّقالِ وارْضَ مادمتَ ولو بالضعيفِ
ولاتترك الرِّشا على الغارب ، فتموتُ بناتُ الرَّصيفِ
ولعلَّ القمرَ تبلعُهُ الحوتُ
وما من مسبِّحٍ ليظهرَ علينا ك يونسَ
فكلُّ راعٍ عارفٌ لغةَ السَّيلِ ، لايقاربُهْ
وكلُّ حجرٍ تحتَهُ عقاربُهْ
خذْ حِذْرَكَ مرّةً أُخرى ، ها هيَ تمرُّ امامَكَ
سُكرانةً – لاتبقي ولاتذر –
كالجرادِ تُسملُ عيونَ الورد والعشبِ والمَدَرْ
محنّطةٌ كلُّ السواقي شاغرةٌ شراينُها الحمْرُ والزرْقُ
ولولا ان تفيض في الغفلة الاخيرةِ
فتستجيبُ الدفاترُ ومَنْ كان على الخطِّ
ينطرُ الهوى والغوى والمرارةَ
هم عصبةٌ ورابطٌ من وحي الفوانيسِ
تُؤنسُ المكانَ والشارعَ والاعمدةْ
تؤمِّنُ للطفلِ والطَّيرِ والطِّينِ
تُؤمِّنُ للهويةِ رونقَها الاصيلْ
تختزلُ المستعارَ منه ، وتردفُ بالجميلْ
لابدَّ للدربِ من استقاماتِه العتيدةْ
وللحياةِ ، اوراقُها الملوّنةُ السعيدةْ
الشاعر
حميد العنبر الخويلدي
العراق







Discussion about this post