الادب التفاعلي ورقمنة الوسيط
ا=============
أولا: على محك جمالية الأدب التفاعلي:
ا=====
قد مرَّ النشاط الأدبي بعدَّة مراحل، نجملُها في ثلاث:
المرحلة الشفهية
المرحلة الكتابية
المرحلة الإلكترونية
تُعدُّ المرحلة الإلكترونية التي افضت الى تزمين “المجتمع الشبكي”وتوطين التجوُّل اللامكاني انتقالًا حضاريا وقفزة نوعية محدثة انتشار ما سمي بمنطق التشبيك في حقل الآداب الإنسانية..
ا=============
أولا: على محك جمالية الأدب التفاعلي:
ا=================
ولعل جمالية الأدب التفاعلي هذه تذكرنا اليوم بالتجربة الروائية للكاتب Michael Joyce صاحب أول رواية رقمية ( قصة الظهيرة).. والتي أظهرت مفهوم النص المترابط Hypertexte وهو ذلك الانتقال من خطيَّة الكتابة إلى نسيج نصي غير خطي أو مُتعدِّد الخطيات..
وقد عرف المجتمع الشبكي بأنه” عبارة عن تجمُّعات اجتماعية افتراضية؛ يتواصل عبرها الفاعلون في سياق ثقافي مفتوح لفترة زمنية وغاية مُحدَّدة، من أجل إشباع اهتمامات معينة، تفترض بناء علاقات اجتماعية افتراضية؛ يُحدِّدها التَّمازج بين العالمين الشبكي والواقعي.”).
ا==========
ثانيا: الأدب التفاعلي بالشعر والريادة
ا===========
لو نظرنا الى تجارب الشعر الرقمي فقد فقد نذكر (د. مشتاق عباس في قصيدته الرقمية الأولى عراقيًّا، وعربيًّا تحت عنوان “تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق”وهو عبارة عن نص شعري مزج الشاعر بين الفن الشعري وتقنيات التفاعل الرقمي سنة 2007 م.. لكن لو نضيف هنا القول ان الحال نفسه الآن وهنا:
وهو حال نصنا هذا للاستاذ حمد حاجي.. والذي نجد به ونلاحظ :
– بالنص وتحته بروز فاعل أو متفاعل أثناء عمليات التَّواصل عبر الشبكة، من خلال المشاركة والتعليق والتعقيب..عبر الشبكة
– تستلزم الردود والاستجابات الفورية على الشبكة التي تغير منطق التواصل.
– تدفق الرسائل التفاعلية بين القائمين بالاتصال عبر الزمان والمكان..
– الوعي النقدي المُعاضد للنص الاصل، يُؤكِّدُ أنَّ الممارسة التحليلية للنص تتطور من قارئ لآخر فلا نجد تكرارا لنفس الاستنتاجات..
ا=============
ثالثا: في جمالية التفاعل ورقمنة الوسيط
ا=============
تبدو شُرُوطُ الأدبَ التفاعلي عند الشاعر واعية..
نقول بان للكتابة الابداعية صفة التفاعلية بنص الاستاذ الشاعر من خلال العناصر الثلاثة الرئيسية المكونة للعملية الإبداعية (المبدع/ النص /المتلقي):
– اذا ما تجاوز الشاعر الآلية التقليدية في تقديم النص الأدبي..
– تخلص من الصورة النمطية التقليدية لعلاقة عناصر العملية الإبداعية الثلاثة بعضها ببعض.
– الوعي الدقيق بدور المتلقي في بناء النص والإسهام فيه كل بقدرته وذائقته.
– تمكين للمتلقين من فرصة للحوار الحي والمباشر فيما بينهم..
– اذا وفرت مساحة ومنحت القارئ او المتلقي، مساحة تعادل، أوتزيد عن مساحة المبدع الأصلي للنص، وهذا ما وجدناه بنص الاستاذ حمد كتب اربعة اسطر ممَّا أعطى لقارئه القدرة على التفاعل مع النص أكثر.. فتعددت التأويلات والتدخلات وتباينت الرؤى النقدية والقراءات..
– إذا كانت تيمة النص نفسها من داخل التفاعل..
الحديث عن التفاعلية بما هي علاقة الافراد بالشبكة العنكبوتية أدى في هذا النص الى حالة حركة وتجدد وانماء دائمة تفاعلية اذ أن (الاستاذ حمد تطرق الى التخفي واظهار مهارات بأنظمة التواصل الاجتماعي الماسنجر / الفايس / التفاعلية وعرى عيوبها)
– المشهدية التي تستفيد من الانفتاح على الغرافيك، وتأخذ من التصوير السينمائي، وتلتجئ الى التصويت الموسيقي، والغناء..
كأن تعمل على التواصل مع تقنيات السينما من مثل (التقطيع/المونتاج/الميكساج/والفلاش باك) أو أي تقنيات جديدة اخرى كالميتاميديا
ا====== يتبع
ا=================
رابعا: في جماليات التأويل التفاعلي
ا=================
تحليل المعاني نموذجا :
ان الشاعر يسلط الضوء على بعض المشاكل العائلية التي سببتها بعض وسائل الاتصال الحديثة (الفايس بوك والمسنجر…)والتي قوًضت بعض الروابط العائلية ولعل العديد من المرتادين المستهلكين لهذه الوسائل الحديثة قد عانى هذه المعاناة
حتى ان الواحد منهم قد محا جميع الرسائل عن”رفيقة عمره”من المسنجر خوفا منها بل وقد بالغ في خوفه(أسرفت….)حتى لا يقع في الفخ فيفتضح أمره عندها بل ويشبه نفسه بالطائر الحذر
والطائر له دلالته الحقيقية في انه يتجنب الوقوع في الفخ
وله دلالته المجازية في ان المشبه به قادر ان ينجو بجناحيه الى الاعلى عند حلول مشكل فيتخلص بذلك من اي وضعية مشكل(من ذلك محو جميع الرسائل)..
ويتقدم الشاعر معنا لتبرير الخوف المفرط واتخاذ الحذر
باعتبار ان”سعداه” رفيقة عمره تملك مفتاح السر.. ورمز الدخول إلى بروفيل والمسنجر وأكثر من ذلك فهي تتدخل في علاقاته وصداقاته للنساء..
فتصف هذه بالافعى المتلونة المنافقة
والأخرى بالثعلب الذي يتظاهر بالنقاوة ويستتر وراءها..
بل وتسهر الليل كله تراقب كل تحركاته .
ويواصل الشاعرفي إفراط المدمن على استهلاك هذه الوسائل في اتخاذ الحذر..
خشية ان تفيق(وأخشى ان تفيق)..
انه يستبدل أسماء الصديقات بأسماء ذكور حتى لا يخامرها شك في نوعية علاقات رفيق عمرها (فأبدلت سعدى بعمر و…)
ان هكذا ممارسات يلقي عليها الشاعر الضوء هي ممارسات في طريق تفكيك العائلة
وهي في طريق نشر الخيانة الزوجية
وهي في طريق إلغاء والاستغناء عن مؤسسة الأسرة..
وبالتالي في طريق انهيار القيم والأخلاق على حساب المجتمع..
ان هكذا ممارسات قد تؤكد ان مشكلة الإنسان العربي هي مشكلة الجنس.. (عندما اقول الإنسان أعني الرجل والمرأة التي هي تماما تفعل مايفعله الرجل)..
وقد آثار “فرويد”هذه المشكلة حين زعم ان العرب لن ينهضوا لأن مشكلتهم تنحصر في الجنس .
ان الشاعر حمد حاجي وهو يسرد على مسامعنا هكذا ممارسات موجعة..
فهو ينقل لنا مشهدا واقعيا مرا..
ولعله في ذلك يطمح الى ما بعد الواقع حيث يسود الوفاء بين الزوجين والصدق والحب الصادق..
ا======
خاتمة
ا=======
ان الشاعر حمد حاجي بقصيده الرائع لا يمكن أن يخفي نزعته السريالية و كأني به يرفض الموجود ويتوق الى المنشود في العلاقات الزوجية…







Discussion about this post