(- قراءتي في رباعية(تعاتبني فوز
للدكتور الشاعرHamed Hajji
__________________________________
تعاتبني فَوْزُ حين أمسك نرجيلتي وأُكَحْكِحُ من ألَمِ
وقد كنت فقتُ ولم أنسَ بعد حلاوةَ مبسمها في فمي
وتسألني كيف يحلو لك التبغ كيف تُقبلها قبلة المغرم؟
وتنسى بأنّ الدخان الذي اِرْتَقَى… من حرائق ليلٍ بلا أنجُمِ!
——————-
هذا الشاعر العربي العباسي -العباس بن الأحنف
يقول في (فوز)
أَيا فَوزُ لَو أَبصَرتِني ما عَرَفتِني
لِطولِ شُجوني بَعدَكُم وَشُحوبي
وَأَنتِ مِنَ الدُنيا نَصيبي فَإِن أَمُت
فَلَيتَكِ مِن حورِ الجِنانِ نَصيبي
سأحفظ ما قد كان بيني وبينكم
وأرعاكم في مشهدي ومغيبي
اسم ( فور) ليس مستهلكا في الشعر العربي عموما
مثل بعض الاسماء كــ( سعدى وليلى وسعاد وبثينة وعبلة ووو)
وتقريبا الشاعر الوحيد الذي اورده في قصائده هو العباس بن الاحنف وابتدعه تغطية عن الاسم الحقيقي لحبيبته وهو كلمة السر بينهما هو يقصدها بــ(فوز)وهي تدرك ذلك تماما
والشاعر حمد حاجي ثاني من سمّ (فَوز) في رباعيته هذه
ولعله هو ايضا على خطو(العباس )يسير والاسم متفق عليه بينه وبين الحبيبة؟
وارى ان (فوز) هذه قريبة جدا منه فهي تلازمه في كل حالاته وحتى وهو يدخن النرجيلة ويبدو من خلال نسبة النرجيلة لنفسه(نرجيلتي) انه مدمن تدخين وعلامات الادمان واضحة حيث أثرت على الجهاز التنفسي فهو يسعل ويتألم—والشاعر استعمل فعل (أكحكح) لقربها من استعمالنا اليومي لدى العامة والخاصة ولانها أقوى وادق في تقريب المعنى للمتلقي
كما انه حالما يستفيق من النوم يباشر بالتدخين
وكأنها عادة سيئة تمكنت منه….
وفي هذا البيت
وقد كنت فقتُ ولم أنسَ بعد حلاوةَ مبسمها في فمي
نحس تضارب مشاعر الحبيب فهو أفاق من نومه وعلى شفتيه حلاوة قبلة الحبيبة فكيف طوعت له نفسه أن يدخن النرجيلة وفيها مرارة
هل ان حلاوة مبسم الحبيبة ما راقت له؟
وهذا جد مستبعد والدليل انه تباهى بهذه الحلاوة…..
فيكون السبب الوحيد والمبرر المنطقي هو توخّي قاعدة (الضد بالضد يعرف— )يعني لادراك قيمة حلاوة (بوسة) الحبيبة عليه ان يعود ولو قليلا لمرارة (معسل النرجيلة) وقد تضفى حلاوة القبلة حلاوة على مرارة تبغ النرجيلة وبذلك تطول متعة حلاوة المبسم
وهذا يثير حافظة الحبيبة بل غيرتها فتتساءل متعجبة من سلوك الحبيب
وتسألني كيف يحلو لك التبغ كيف تُقبلها قبلة المغرم؟
وليتها تدرك أن قبلتها هي التي حولت المر الى حلو
وليتها تعلم ان حضورها في حياته جعل من الحنضل عسلا مصفّى
وكم قرب المعشوق يضفي على حياة العاشق من بهجة وسعادة
هي تعاتبه خوفا على صحته
والعتاب في عرفها بعض من المحبة وان عاتبته فهي تريد الاحتفاظ به ولا يشاركها فيها حتى النرجيلة التي يعاملها بكل حب وهو يمتصّ (أنفاسها)كالمغرم
وتذكره بكل ذكاء ودهاء بليلة الود والصفاء وكيف بعد ريقها يستطيب التدخين
امراة عاشقة ولا تؤاخذ ان عاتبت معشوقها
الذي ذاكرة الجسد عنده قصيرة جدا حيث
نسي ما كان بينهما ليلا وراح يعانق النرجيلة ويحنو عليها وفي حضرة(فوز)
تعاتبه كيف وأد حرائق ليلة عشق حمراء في دخان النرجيلة؟ وكان عليه ان ينتشي باستعادة شريط اللقاء الدافئ بينهما وضمها هي لا النرجيلة
أخلص الى ان الشاعر حمد حاجي
يعدو بخطى ثابتة في مضمار الجمالية
ويسعى في رباعياته خاصة الى تأسيس ما يمكن ان اطلق عليه-(ثقافة المشهد والصورة) وصناعة المنجز المشهدي وفق ذوقه ورؤاه ومنهجه المنفرد
كل الاجلال لمًا تكتبه دكتور حمد الشاعر
فائزه بنمسعود
Discussion about this post