قراءتي في رباعية(تجيء اشف من الحلم)
للشاعر الدكتور Hamed Hajji
——————————-
تجيءُ أشفّ من الحلم… رَفّ الفراشةِ،في أَبهَجِ الحُلَلِ
كما النبع… أعذب من ريقة الطفلِ أحلى من العسَلِ
وتذرع الدرب أضوأ من بهرة النور في حالك السُّبُلِ
وتنزِعُ دقاتِ قلبي وتفرشُ روحي وتغفو على مَهلِ
—————————————————————-
محمود درويش الذي شخصيا أسميه شاعر الحلم وأثر الفراشة يقول:
عيناك نافذتان على حلم
لا يجيء
وفي كل حلم أرمّم حلما وأحلم
————————-
وعند الشاعر حمد حاجي شاعر المستحيل في الممكن والممكن في المستحيل -الحلم يجيء
(اي الحبيبة) على شكل فراشة او نبع
أو ضوء وبهرة نور….)
بهرة النور(الحبيبة) جمعت الشمس والقمر
القمر في كف روحها والشمس في راحة قلبها
وسبحان من أضاء وأنار في نفس الوقت
وجمع النور والضياء
والروح هي انثى مكانتها عند الحبيب مكانة الروح من الجسد فالحبيب هو الجسد و الحبيبة له الروح
وما قيمة الجسد بلا روح ؟
بعض الاحلام تكبر وتكبر ومع الوقت تصغر وتتلاشى
وبعض الاحلام تفقد قيمتها اذا تحققت على ارض الواقع ونراها مبتذلة ولا ترقى الى مستوى الحلم
والحلم يعطي قيمة لامانينا البسيطة فننشدها بلا هوادة — لـذا يكبر حلم اللقاء على قدر تعالق وانصهار الحبيبين
ومجيء الحبيبة شفيف كالحلم وخفيف في وزن الفراشة الزاهية الالوان
اذن هي زيارة طيف هي زائرة كنسمة امسية صيفية تهبّ فتنعش روح الحبيب
وكم الشاعر في حاجة الى الحلم ولكن لحضور الحبيبة أحوج؟
والفراشة أسرت الشعراء والادباء والرسامين على مر العصور
الشاعر حمد حاجي تجاوز وجود الفراشة بشكلها الواقعي المادي الى شكلها العاطفي الرومانسي الحالم فهي رمز الرقة والبهجة وهي تعبير عن جوهر الوجود فمن شرنقة اقل ما يقال عنه غير جميلة الى كائن ربيعي الألوان في منتهى اكتمال الجمال
والشاعر مع الحبيبة ورد النبع الحالم
الشاعر يرسم لنا بريشة فنان خط مجيء الحبيبة
فهي لا تاتي كالحلم فقط هي متعددة تقمّص أشكال الظهور
هي تأتي كالماء الزلال (النبع)الذي يستساغ شربه يروي ظمأ العطشان ولكن رواء ظمأ القلب مستحيل فكلما تملّى الحبيبة كلما ارتفع الاشتياق وتاججت نار الوجد
والشاعر في محاولة نسيان حلم قد يكون خذله ليجعل هذا الخذلان بداية حلم جديد هو النبع
والنبع هو الصفاء هو ميلاد آخر في زمن آخر في الضوء وبهرة النور
ونرى ان الشاعر في التغني باوصاف الحبيبة
جمع لها (الضوءوالنور) وهذه لعمري بلاغة سلك فيها معنى الاية الكريمة
(وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا -الأحزاب46)
حيث جعل الضوء والنور شيئا واحدا بعيدا عن الاصطلاح العلمي والذي ورد ايضا في عدة آيات
على غرار الاية 61من سورة ( الفرقان-
(وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا )
في قراءتي لهذه الرباعية
انطلقت من مفردات بعينها ألا وهي[ الحلم -الفراشة -النبع-الضوء-بهرة النور]. فهي باستثناءلفظة(الحلم) من أجمل عناصر الطبيعة التي وجد فيها الشعراء خاصة جمالية عالية وشفيفة وطاقة دلالية للتعبير عن رقة الإحساس وكريستالية الروح ونقاء السريرة ومنطق القلب الذي ليس له منطق
واتعجب كيف ينظر العلم البارد الى القلب الدافئ
انه مجرد عضلة تضخ الدم ونبضها هو الحد الفاصل بين الحياة والموت
والقلب حتى كعضلة بالنسبة لي— لا يموت لانه
في عملية زرع الاعضاء أثبت القلب انه قد يعيش في جسد آخر وربما آخر وآخر….
ودليلي ليس علميا هو تفكير قلب شاعرة
شاعر يعود الى النبع الحالم ويختطف لنا لحظة
عناق القلب والنبض في انسجام مع الشعور بالأمان والسكينة (تغفو على مهل)
رباعية خلقت بنا عاليا في سماء الإبداع….
دام رقي ما تكتب من رباعيات بألفاظ مألوفة ولكنها
تكتسي حلة شاعرية جديدة متجددة وبجمالية نابضة دكتور حمد الشاعر
فائزه بنمسعود
Discussion about this post