اذاعة الجريد أف أم برنامج “حديث في التربية والمجتمع”
الحديث عدد
ساعة حول امكانية تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائية
ضيفي في المباشر: أستاذ الفلسفة بمعهد الامتياز بتوزر (حمزة العثماني).
مرحبا بك سيّدي الكريم: أستهلّ حديثي معك بالسؤال التالي:
السؤال (1) لقد كثر الحديث عن تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائيّة وقد خاضت عدّة بلدان هذه التجربة. هل يمكن ذلك لأطفالنا بالمدارس الابتدائيّة بتونس.
الجواب: رغم طرافة الموضوع وأهمّيته فانّي أتساءل:
– هل يمكن أن تكون انعكاسات سلبيّة في تدريس الفلسفة للأطفال وخاصّة امكانيّة “أدلجة” تعليم الفلسفة للطفل؟
– ألا يمكن أن يستهدف تعليم الفلسفة للأطفال ترويضهم لخدمة أهداف سياسيّة؟
دائما ما يتناول السؤال الفلسفي مواضيع من نواحي مختلفة.
انّ تجربة تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائية لم نجد لها اهتماما في تاريخ الفلسفة. لقد بدأت تظهر هذه الفكرة في التسعينات انطلاقا من 1980/1990.
لقد خاضت عدّة دول هذه التجربة مثل الولايات المتحدة الامريكية/ ابريطانيا/ البرازيل/ أستراليا/ الارجنتين…. وهنا أتساءل هل يمكن للطفل أن يرتقي من انغماسه في الحياة اليوميّة وتعلّقه بما حسّي لتصبح له قدرة على التجريد؟
التعقيب: كلّ تساؤلاتك وجيهة وستكون محور حديثنا اليوم ومن هنا اسألك سيّدي الكريم:
السؤال (2) أيّ فلسفة يمكن تدريسها للأطفال؟
الجواب: اذا فكّرنا في تدريس الفلسفة للأطفال يجب أن يتمّ الاختيار على مفاهيم معيّنة قد يستوعبها الطفل ويتفاعل معها كموضوع الفقر/ موضوع المساواة/ موضوع التنمّر….
انّها مواضيع قد يتعرّض اليها في مواد أخرى.
وتدريس الفلسفة من هذه الزاوية قد تكسبه قدرة على تحرير انتاج كتابي بمفاهيم جديدة أو بأسلوب حواري أو بنقاش وقد تكسبه قدرة على طرح السؤال وامكانيّة الرفض وابداء الرأي ليتعلّم تدريجيا كيف يمكن له أن يبدي رأيه وكيف يفكّر.
التعقيب: من الدارسين من قام بدراسة حول هذه المسألة كالدكتور حسني الهاشمي من المجمع الفلسفي العربي حيث قال ” انّ تدريس الفلسفة للأطفال هو:
*تحفيز لهم للتفكير حول التفكير thinking about thinking.
*تزويدهم بأدوات المنطق لممارسة نمط من التفكير.
*تعليمهم المنطق الاستقرائي/ منطق العلاقات.
*تزويدهم بأدوات التفكير الفلسفي.
فلا نعني بتدريس الفلسفة للأطفال تدريس تاريخ الفلسفة أو أسماء كبار الفلاسفة ونظريّاتهم”
وبالطبع كما ذكرت فانّ تدريس الفلسفة يعني اكسابهم القدرة على التفكير. ولعلّنا هنا قد ذكرنا بعض أهداف الفلسفة.
السؤال (3): ماهي اذن الأهداف التي نريد تحقيقها من خلال تدريس الفلسفة للأطفال؟
الجواب: لقد ذكرت بعض الدارسين أو الباحثين الذين فكّروا حول هذا الموضوع ويمكن هنا أن نذكر تجربة مهمّة كان لها تأثير في العديد من الدول وهي تجربة الأستاذ “ماثيوليبمان” (Matthewlipman) وهو أوّل من تحدّث ودعا وكتب حول امكانيّة تدريس الفلسفة للأطفال وقد كان الأكثر شهرة في العالم.
ويمكن تلخيص ما طرحه في كتاباته في ثلاث مسائل لامكانيّة تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائيّة:
1- تطوير ثقافة السؤال بالمدرسة الابتدائية من خلال الانطلاق من أسئلة الأطفال نفسها واستثمارها.
2- حثّ الأطفال على كتابة نصوص سرديّة تتمحور حول انتماء الطفل الى شخصيات أوالي حالات تستحضر البعد الانطروبولوجي الإنساني.
3- تخصيص حيّز من الوقت للطفل للكلام وتبادل الآراء في القسم حول المشاكل العالميّة كمشاكل البيئة وشحّ المياه اليوم/ الفقر / المساواة/ التنمّر…. وتكون المناقشة حرّة شريطة استحضار النقد والدليل والحجّة فنكسبه بذلك القدرة على الانصات والتعبير بحريّة والتفاعل مع زملائه بطريقة حجاجيّة دون ضغط من المعلّم ودون تلقين ودون تقديم آراء جاهزة.
*التعقيب: لقد ذكرت دور المتعلّم فما هو دور المعلّم لتدريس الفلسفة للاطفال ؟
الردّ: بقدر ما نعتبر انّ الطفل هو محور العمليّة التربويّة فانّ دور المعلّم مهمّ جدّا.
بيد أنّ الأشكال يطرح هنا في كيفيّة اعداد المعلّم لتدريس الفلسفة للأطفال لأنّ التجارب التي خاضتها بعض الدول قامت بإعداد عدد كبير من المربين وتوجيههم وتزويدهم بمناهج وبمعارف للتعامل مع تدريس الفلسفة للأطفال.
مثال: في البرازيل: تمّ تكوين أكثر من عشرة آلاف مدرسا (10.000) يتوجّهون الى مائة ألف (100.000) تلميذا….انّ المعلّم بتونس غير مختصّ في تدريس الفلسفة فهو يدرّس عدّة مواد وبالتالي لا بدّ من اعداده بتوفير آليات (ميزانيّة / تمويل) لإنجاح هذا المشروع فالدول التي خاضت هذه التجربة قد وجدت دعما من جمعيات ومؤسّسات ومنظمات للتعليم والدعم .
– أعود الى دور المعلّم الذي لا يكون تلقينا كما في الثانوي والعالي بل ان دوره هو مساعدة التلميذ على ان يفكّر بطريقة حرّة وان ينصت لزملائه وان يتفاعل مع آرائهم ويبدي رأيه بحريّة دون خوف من المعلّم أو من أصدقائه أو من ردود الفعل وعلى الاقلّ قد يبدأ الطفل في خطوة أولى بأن يتشبّع بمفهوم الاختلاف وهو مفهوم مركزي في التفكير الفلسفي يعني أنّ رأيه مختلف على رأي زميله وانّ ما أبداه من رأي ليس نهائيا وانّما هو قابل للنقاش فقد يدعم أو يدحض الى غير ذلك.
وبالتالي فانّ دور المعلّم توجيهي وتأطيري بالأساس.
*التعقيب: بعد الوقوف على دور المعلّم والمتعلّم فما هو دور وزارة التربية؟
السؤال (4): هل يدرج تدريس الفلسفة للأطفال حسب رأيك بالبرامج الرسميّة بطريقة:
1- مباشرة بإدراجها كمادّة مستقلّة بذاتها كبقيّة الموادّ في البرامج الرسميّة؟
2- غير مباشرة بإدماج الأنشطة المتعلّقة بالتفكير الفلسفي في كل أنشطة المواد الدراسيّة؟
الجواب: *انّ ادراج تدريس الفلسفة في البرامج الرسميّة كمادّة فيه صعوبة من ناحية الكلفة الماديّة لوزارة الدولة (تكوين المعلّمين/ المتفقدين/ توفير الإطار التربوي/ إضافة ساعات تدريس تثقل كاهل المعلّم والتلميذ) لذلك أني أرى أنّ:
*ادراج تدريس الفلسفة للأطفال بطريقة غير مباشرة يكون أفضل على مستوى نظري وعلى مستوى عملي. وعلى هذا الأساس يتمّ التدرّج بالتفكير الفلسفي من الابتدائي فالاعدادي فالثانوي. ولعلّنا بتدريس الفلسفة على امتداد مراحل التعليم الثلاث يجعل المنظومة التربويّة تسهم في إمكانية تخليص هذا الجيل والانسان بصفة عامّة من هذا الانغماس المفرط في التقنيات الحديثة والتي أثّرت على مستوى تفكيره وعلى علاقاته بالآخر فأصبح أكثر تشنّجا على امتداد اليوم غير قابل للاختلاف ومنزويا في مكان مع الهاتف الجوّال ممّا يؤدّي الى تفكّك الأسرة وحتّى تفكّك المجتمع.
وبالتالي فانّ تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائيّة يجعلهم واعين بما يفعلون ولهم قدرة على الاهتمام بالآخر وان اختلف عنهم ايمانا منهم بثقافة الاختلاف وقناعة بواقع الاختلاف وتاريخ الاختلاف …
عندما يتشبّع الطفل بفكرة الاختلاف يكتسب الحسّ النقدي فيدرس بوعي ويعي ذاته ويؤمن بالآخر ويتفاعل معه.
*التعقيب: شكرا على كلّ ما ذكرته من جوانب ايجابيّة لتدريس الفلسفة بالابتدائي ترتقي بتفكير الطفل كفرد فترتقي بثقافة المجتمع ككل. بيد أنّ هناك من يتنمّر على الفلسفة في المطلق فما بالك إذا أمكن تدريسها للأطفال في المدارس الابتدائيّة من قبيل “الفلسفة تحلّق في المجرّد ولا علاقة لها بالواقع/ من تفلسف تزندق/ الفلسفة تبحث عن قطّة سوداء في حجرة مظلمة/ الفلسفة كفر والحاد….
انّ كلّ هذه الظواهر المتنمّرة على الفلسفة والمعادية للحركة الفلسفيّة قد تكون عائقا يحول دون تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائية.
الردّ: نعم انّ البعض من المتنمّرين على الفلسفة قديما جعل بعض الحكّام وقتها (الذين يعتبرون أنفسهم خليفة الله في الأرض) يعتبرون كلّ من يخالفهم الرأي يقام عليه الحدّ وقد تعرّض العديد من الفلاسفة كابن رشد الذي أحرقت كتبه والغزالي الذي انتهى به الأمر الى التصوّف.
كذلك سقراط وهو أب الفلاسفة كيف تجرّع السم بتهمة افساد عقول الشباب كما ادّعى السفسطائيّون وقتها وقد حزن عليه تلميذة أفلاطون حزنا كبيرا.
اضافة الى ذلك فحتى أستاذ الفلسفة قد ينعت بنوع من الجنون وأكثر من ذلك فكلّ من يخالف الآخر يقال له “لماذا تتفلسف؟” وهذا تنمّر على الفلسفة.
وجود انعكاسات سلبيّة عند تدريس الفلسفة للأطفال من ذلك امكانيّة “أدلجة” الأطفال سياسيا أو أخلاقيا وترويضهم لخدمة أهداف سياسيّة معيّنة.
*التعقيب: هل نتصوّر أنّ الطفل الذي يستنير عقله بالتفكير الفلسفي الذي يجعله يتقبّل الآخر ويقبل النقد الذاتي وينفتح على الآخر ومقتنعا بفكرة الاختلاف وبالتالي هل نتصوّر أن هذا الطفل سينقاد لهكذا سياسات تربويّة؟
هل من الفلاسفة من كان في تاريخ الفلاسفة في خدمة السياسة؟
*الردّ: عندما نتحدّث عن كبار الفلاسفة لا يمكن أن نتحدّث كما يقال عن فيلسوف البلاط.
بالعكس انّ السياسيين يستثمرون أفكار الفلاسفة والتي قد يستقون منها بعض تصوّراتهم في القيادة وفي الحكم.
مثال: ان نتحدّث عن فلسفة “العقد الاجتماعي” وعلاقتها بمسألة الدولة فانّنا نتحدّث عن فيلسوفيين مختلفين تماما وهما:
Thomas Hobbs و Jean Jaque Rousseau وهما ينتميان الى نفس النظريّة المعروفة بـ”فلسفة العقد الاجتماعي”
Thomas Hobbs يقول بأنّ الانسان عنيف بطبيعته ميّال الى ممارسة العنف لأنّه يهاب الموت ويخافها فيهاجم الآخرين وينتهي الأمر الى الصراع بينهم.
Jean Jaque Rousseau يقول على عكس Hobbs بأنّ الانسان خيّر وعاطفي وميّال الى فعل الخير.
– من السياسيين من يتبنّى نظريّة Hobbs في فلسفة العقد الاجتماعي ويبني الدولة على الاستبداد لأنّ الانسان بطبعه عنيف فيكون للحاكم صفة “التنّين” الذي يحكم بالقوّة.
– من السياسيين من يتبنّى نظريّة Rousseau والذي يتحدّث عن إرادة عامّة لدولة ديمقراطيّة.
وبالتالي فالسياسيون هم الذين يستفيدون من أفكار الفلاسفة وليس الفيلسوف هو الذي يدعم أفكارهم أو ينظّر لهم لأنّ الفلسفة دائما تحرّرنا وتخلّصنا من كلّ أشكال التبعيّة. لأيّ سلطة بما في ذلك السلطة الالاهيّة التي جعلها الفيلسوف محلّ تساؤله ولا لأنّه ملحد أو زنديق كما اتّهم تاريخيّا بل ليجعل الفيلسوف واعيا بما هو ثقافي وديني مبنيّ على وعي مؤسّس وليس مجرّد تقليد أو احتكام للرأي السائد فيكون الانسان قادرا على الدّفاع عن رأيه بطريقة عقليّة حجاجيّة ومنطقيّة فعليّة.
*التعقيب: أنا في حديث سابق باذاعة الجريد اف ام حول “أنماط الشخصيّة” مع المرشد التربوي والاستشاري الاسري الأستاذ عبد السّلام محمود عطوي الذي بيّن أنّ من بين أنماط الشخصيّة الأربعة نجد نمط الشخصيّة التحليلي أو المحلّل الذي من سماته الانزواء والتفكير لتحليل أيّ وضعيّة تعترضه في كلّ أبعادها وقد صنّف نمط الشخصيّة المحلّل الى فئة الفلاسفة
واذا أرسينا مهارة التفكير الفلسفي لدى الطّفل بالمدارس الابتدائيّة ونحتنا فيه هذا الملمح فسنكون مجتمعا محظوظا لأنّنا سننتج مفكّرين يحلّلون بعين الشفافيّة وبفكر الناقد الإيجابي دون تقبّل السائد بصفة مسلّمة مع قبول الاختلاف.
لعلّنا بإرساء التفكير الفلسفي لدى الأطفال بالمدارس الابتدائية ننحت ملامح مجتمع مفكّر ونساهم في جعل أفراده مواطنين صالحين منتجين لا مستهلكين.
وبالتالي أستاذي الكريم أصل الى سؤالي الآخير:
السؤال (5): ماهي آفاق تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائيّة ؟
هل يمكن أن نتفاءل بكلّ ما تحدّثنا حوله وهل يمكن أن نساهم في اصلاح منظومة تربويّة من أهدافها نحت ملامح مواطنين صالحين ومستقلّين؟
الجواب: ليس من السهل توقّع آفاق امكانيّة تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائيّة رغم أهميّة الموضوع اذ لا بدّ من توفّر أطراف لها تأثير في المجال (سلطة الاشراف/ وزارة الاشراف/ المتفقّدون/ الأولياء في علاقتهم بالتلاميذ).
انّ أهميّة الموضوع تجعلنا نطمح كما ذكرت الى اعداد أو بناء جيل يتحرّر ويتخلّص شيئا فشيئا من هذه الوضعيّات الراهنة اليوم حين تصبح له القدرة على التحليل كما ذكرت (نمط الشخصيّة التحليلي).
بيد أنّ نمط الشخصيّة التحليلي ليس صفة كلّ الفلاسفة والعديد منهم لهم هذه الصفة (معاينة الواقع التفكير وابداء الرأي) وهناك آخرون ميدانيّون مثال ذلك:
-Réné Descartes معروف في تاريخ الفلسفة أنّه يختار دائما الانزواء والانطواء وكانت كتاباته عادة وهو ينظر للمجتمع من فوق بنوع من التعالي وبالتالي فهو من نمط الشخصيّة التحليلي من خلال قولته “أنا أفكّر، أنا موجود” يعني أن تكون لكلّ فرد القدرة على التفكير ومن ثمّ القدرة على البناء والإصلاح.
-Jean Paul Sartres / Michel Feaucau وغيرهم قد اختاروا الميدان فشاركوا الطلاّب والشعب والمواطنين حتى في احتياجاتهم واضراباتهم.
*التعقيب: وهل نزولهم الى الميدان ينفي نمط شخصيّتهم التحليليّة؟
*الردّ: لا بدّ أن تكون للفيلسوف القدرة على التحليل والنقد والنقاش وانّما أخذت نمط الشخصيّة التحليليّة الصرفة في انطوائها.
وبالتالي فالفلسفة ليست أفكارا فحسب وانّما هي ممارسة ونزول الى الميدان وايمان بالواقع فتغيّر هذه الأفكار الواقع فعليا يمعاينته ومعايشته.
*التعقيب: كيف أنّ الفلسفة ذات البعد العملي هي تغيير لـ Sartresمثلا.
الردّ: Sartres و Feaucau شاركو في ثورة الطلاّب بفرنسا وقد تمّ ايقاف Sartres وبتدخّل من رئيس الدولة الفرنسيّة ثمّ اطلاقه لانّه سمّاه Voltaire الصغير ولا يمكن التعامل معه هكذا.
التحق Sartres بالثورة التحريريّة الجزائريّة فناصر الشعب الجزائري (رغم أنّه ليس جزائريا) وقد تحمّل السفر ليكون الى جانب الجزائريين في حرب تحريرهم ايمانا منه بأنّ الفلسفة لا بدّ أن تكون عمليّة برقماتيّة وليست مجرّد كلام فهو يتحمّل مسؤوليّته في دعم الشعب الجزائري على التحرّر (وهو صاحب ثنائيّة المسؤوليّة والحريّة). وهكذا يرتقي الفيلسوف الى الانسانيّة.
بالرّجوع الى موضوعنا “امكانيّة تدريس الفلسفة للأطفال بالمدارس الابتدائيّة لمساعدة الطفل على التفكير حول التفكير ولاعداد جيل قادر على ذلك يجب أن نبحث عن أساليب ومناهج تجعل الطفل يتملّك هذه المهارة فيصبح قادرا على اتخاد موقف ضدّ بعض المفاهيم مثل: اللامساواة/ التنمّر/ الفقر…وذلك من خلال النصوص أو القصص أو الصور…
فيعرف مثلا أن ذاك التلميذ الذي انقطع عن الدراسة فانقطاعه بسبب فقره وانّ أصدقاءه قد تدخّلوا لمساعدته.
سيعرف انّ التنمّر هو شكل من أشكال التمييز العنصري.
*التعقيب: ألا ترى انّنا تتوخّى طريقة سقراطيّة لتوليد الأفكار.
*الردّ: نعم وكأنّنا نتدرّج بالطفل لنجعله يكتشف ويتّخذ موقفا مع أو ضدّ ظاهرة ما.
مثال: يتلذّذ الطفل المتنمّر بالسخرية من مجموعة معيّنة لكن بعد نقاش مع الزملاء يكتشف تدريجيا أنّه كان على خطأ ويرفض هذا الموقف لا بمعاقبته ولكن يقتنع أنّ هناك أشياء يرفضها وينادي بالحريّة/ بالعدالة/ بالانصاف/ بقبول الآخر والتعايش السلمي مع الآخر وما في ذلك من قيم انسانيّة.
*التعقيب: أشكرك كثيرا على ما طرحته سواء من تساؤلات أو ما اقدّمته من إجابات أو من توضيحات واضافات وتفاعلات ولعلّ ملمحك هذا هو الملمح الذي نريد أن ننحته في الطفل عند امكانيّة تدريس الفلسفة. ولك كلمة الختام…
*الردّ: شكرا لك على الاستضافة وأتمنّى أن يجد هذا الموضوع الصّدى لدى سلطة الاشراف والمدرّسين والأولياء وقد يكون هذا الحديث بداية التفكير في الموضوع من أجل نحت ملامح مجتمع أفضل.
Discussion about this post