في مثل هذا اليوم29سبتمبر1918م..
استسلام بلغاريا لقوات التحالف خلال الحرب العالمية الأولى.
شاركت مملكة بلغاريا في الحرب العالمية الأولى في صف دول المركز بداية من 14 أكتوبر عام 1915، عندما أعلنت الحرب على مملكة صربيا، وحتى 30 سبتمبر عام 1918، عندما دخلت هدنة سلانيك حيز التنفيذ.
بعد انقضاء حروب البلقان في عامي 1912 و1913، عُزلت بلغاريا دبلوماسيًا، وصارت محاطة بجيران معادية لها، وحُرمت من تأييد أي دولة من الدول كبرى. إذ تزايدت الآراء المعادية لبلغاريا ولا سيما من جانب فرنسا والإمبراطورية الروسية، حيث ألقى المسؤلون باللوم على بلغاريا بسبب تفكك اتحاد البلقان –وهو تحالف مُكون من دول البلقان للتصدي للإمبراطورية العثمانية. أدت هزيمة بلغاريا في حرب البلقان الثانية عام 1913 إلى ظهور نزعة انتقامية في السياسة البلغارية الخارجية.
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى في شهر يوليو عام 1914، أعلنت دولة بلغاريا، التي كانت لا تزال تتعافى من الأضرار الاقتصادية والديموغرافية التي ألحقتها حروب البلقان، عن حياديتها. تميزت بلغاريا بموقع استراتيجي جيد ومؤسسة عسكرية قوية، ولذلك كانت حليفًا مرغوبًا فيه من كلى جانبي الحرب، ولكن الوفاء بمطامعها الإقليمية آنذاك كان أمرًا عسيرًا، فقد كانت بلغاريا تطالب بالحصول على أربع دول من دول البلقان. ومع تطور أحداث الحرب صارت دول المركز المتمثلة في الإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية الألمانية في وضع أفضل للوفاء بمطالب بلغاريا، وبناء على ذلك دخلت بلغاريا الحرب في صف دول المركز، وغزت مملكة صربيا في سبتمبر 1915.
على الرغم من أن بلغاريا كانت أصغر دولة مركزية في الحرب، إلا أنها قدمت مساهمات حيوية لجهود الحرب المشتركة. فقد حسمت بلغاريا هزيمة صربيا، وعرقلت أهداف رومانيا، وحفزت جهود العثمانيين العسكرية عن طريق تزويدهم بطرق وسكك حديدية من ألمانيا إلى إسطنبول.
شهدت ساحة الحرب البلقانية حملات ناجحة من التقدم السريع للقوى المركزية في عامي 1915 و1916، ولكن الوضع تحول إلى حرب خنادق استنزافية على جبهتي الحرب البلغارية الشمالية والجنوبية بعد أن حققت بلغاريا معظم أهدافها. ألحقت تلك الفترة من الحرب المزيد من الضرر باقتصاد بلغاريا، مما أدى إلى نقص الموارد وتدهور صحة الجنود ومعنوياتهم. على الرغم من نجاح بلغاريا في تحقيق مطامعها، فقد عجزت عن الخروج من تلك الحرب المضنية، مما أضعف عزيمتها على الاستمرار في القتال. اشتدت تلك الإجهادات بمرور الزمن، وفي سبتمبر 1918 تمكنت جيوش الحلفاء المتمركزة في اليونان من اختراق جبهة مقدونيا خلال حملة فاردار. سقط جزء كبير من الجيش البلغاري، وتبع ذلك عصيان علني بعد إعلان القوات البلغارية المتمردة عن قيام جمهورية رادومير. لم تجد بلغاريا مهربًا إلا السعي وراء السلام، ولذلك طلبت عقد هدنة بينها وبين الحلفاء في 24 سبتمبر 1918، ووافق عليها الحلفاء بعد خمسة أيام. وبذلك اضطرت بلغاريا إلى مواجهة كارثة وطنية أخرى في غضون خمس سنوات فقط. تحمل التسار فرديناند الأول مسؤولية الأحداث، ثم تنازل عن عرشه لصالح ابنه بوريس الثالث في الثالث من أكتوبر.
انتهت مشاركة بلغاريا في الحرب بعد عقد معاهدة نويي في عام 1919. وتضمنت شروط المعاهدة إعادة جميع الأراضي المحتلة، والتنازل عن بضعة أراضي إضافية، ودفع تعويضات حرب باهظة.!!!
Discussion about this post