في مثل هذا اليوم7 اكتوبر1985م..
اختطاف السفينة أكيلي لاورو على يد أفراد من منظمة التحرير الفلسطينية.
اختطاف أكيله لاورو، عملية اختطاف قام بها أربعة من أعضاء جبهة التحرير الفلسطينية في 7 أكتوبر 1985، حيث قاموا باختطاف السفينة إم إس أكيله لاورو من أمام سواحل بورسعيد، حيث كانت في طريقها من الإسكندرية إلى ميناء إسدود الإسرائيلي. كان العقل المدبر لعملية الاختطاف أبو العباس، مؤسس جبهة التحرير الفلسطينية. قُتل في الحادث أمريكي-يهودي مسن على كرسي متحرك، ليون كلينج هوفر، وألقيت جثته في البحر. كان للحادث وما تلاه من عملية طائرة مصر للطيران أثر كبير في قرار الولايات المتحدة بعد وساطة مصرية أردنية إيطالية للإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي عن الشعب الفلسطيني، بعد أن كانت تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
هذه الأزمة دارت رحاها خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 1985، وتتعلق بواقعتي خطف. بدأت الأولي عندما اختطف أربعة فلسطينيين تابعين لجبهة التحرير العربية بزعامة محمد أبو العباس الباخرة الإيطالية أكيله لاورو من البحر المتوسط بغرض التوجه بها إلي ميناء أشدود الاسرائيلي لتنفيذ عملية فدائية وذلك في الرابع من شهر أكتوبر، والثانية عندما اختطفت الولايات المتحدة الأمريكية طائرة رسمية مصرية كان علي متنها أبو العباس ومساعده والخاطفون ومصريون يحملون الصفة الدبلوماسية وبعض أفراد الحراسة. وكانت مصر نجحت في إنهاء عملية اختطاف السفينة التي رست في ميناء بورسعيد بعد اكتشاف طاقم السفينة وجود أسلحة مع الخاطفين وحدوث صدامات عليها وقيام أحد الخاطفين بقتل راكب إسرائيلي-أمريكي علي متنها، فأجهضت العملية وسلم الخاطفون أنفسهم إلي السلطات المصرية، التي قررت تسليمهم إلي منظمة التحرير الفلسطينية في تونس وحملتهم الطائرة إلي هناك.
كان على متن السفينة 320 شخص من مختلف أطقمها إلى جانب 80 راكبا، قال قبطان السفينة جيراردو دي روزا أنه تم الاستيلاء على السفينة عندما نزل الركاب في ميناء الإسكندرية ومن ثم التوجه إلى القاهرة لمشاهدة معالمها السياحية وكان من المفترض أن يعودوا إلى السفينة في اليوم التالي أثناء رسوها في بورسعيد وهناك حدث أن كشف الخاطفون عن أنفسهم من خلال إطلاق النار عشوائيا.
وكان مطلب الخاطفين هو إطلاق 50 فلسطينياً من سجون إسرائيلية، وهددوا بنسف السفينة التي كان من بين ركابها الثمانين 11 أميركياً. وقتل على متنها راكب أميركي (يهودي) خلال مشادات ومصادمات طبقا لما قيل بعد ذلك على لسان شهود عيان في ذلك الوقت أدان ياسر عرفات عملية اختطاف السفينة. [1]
اختطاف الطائرة المصرية
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: اختطاف طائرة مصر للطيران رقم 648
وقد كان يتعين هبوط الطائرة في تونس إلا أن السلطات هناك رفضت هبوطها فظلت الطائرة تحلق في الجو بحثا عن مطار قريب للهبوط واتجهت إلي اليونان حيث رفضت السلطات هناك أيضا هبوطها. وفي هذه الاثناء قامت طائرات أمريكية بقطع مسار الطائرة واجبارها علي الهبوط في مطار سيكونيلا التابع لاحدي قواعد حلف الناتو بجزيرة صقليه، بعدما وافقت السلطات الايطالية علي طلبهم إذنا بالهبوط. وفور هبوط الطائرة المصرية حاصرتها قوات أمريكية دلتا بهدف اعتقال أبو العباس ورفاقه فيما عدا المصريين ونقلهم الي طائرة أمريكية موجودة علي أرض المطار لنقلهم إلي الولايات المتحدة.
رفض رئيس الوزراء الإيطالي بتينو كراكسي رفضاً قاطعاً اقتحام الطائرة المصرية أو إعتقال أي شخص علي متنها وأبلغ الأمريكيين موافقته علي هبوط الطائرة لم تقترن أي تعهدات أو التزامات بشان مصير ركاب الطائرة.
قد صدرت الأوامر للقوات الايطالية بالقاعدة بحصار القوات الأمريكية والطائرة التي كانت مستعدة لنقل الخاطفين، وأنذرتها بمغادره المكان وعدم المساس بالطائرة المصرية، فقام الجانب الأمريكي بتدعيم قواته بقوة أكبر حاصرت القوات الايطالية. فصدرت الأوامر باستدعاء الكارابينيري أي قوات الشرطة العسكرية الايطالية، وتم اعلان حاله الطوارئ ورفع درجه الجاهزية للقوات كما لو كانت حالة حرب. عندئذ اضطر القائد العسكري الامريكي لقوة دلتا لاتخاذ قرار الانسحاب من المطار لتجنب مخاطر مواجهة عسكرية ايطالية امريكية وانتقلت الازمة عندئذ إلي أزمة سياسية بين البلدين.
تم تكليف القوات الايطالية بمطار روما والشرطة العسكرية بعمل درع بشري حول الطائرة المصرية، ثم قام شخصا بتمثيل دور أبو العباس وهبط من الطائرة حيث تم نقله الي سياره ضمن موكب ضم 12 سيارة. وكلف الإيطاليون شخص بأن يمثل دور عميل وابلاغ الجانب الأمريكي بان الايطاليين سينقلون أبو العباس الي الأكاديمية المصرية بروما التي كان يرأسها آنذاك فاروق حسني وزير الثقافة السابق، فتتبع الأمريكان الموكب لمحاولة اصطياد أبو العباس بينما أبو العباس كان لايزال علي متن الطائرة. في نفس الوقت كانت هناك طائرة تابعة للخطوط الجوية اليوجوسلافية رابضة في مطار روما تم نقل أبو العباس اليها وتوجهت به الي بلجراد بناء علي اتفاق بين مصر وايطاليا ويوجوسلافيا.
ذهب الأمريكيون أولا إلي الأكاديمية واكتشفوا عدم وجود أبو العباس فيها وأبدوا لكراكسي غضبهم، وحاولوا تدارك الأمر من خلال التأثير علي جهات ايطالية أخري حيث أن السفارة الأمريكية في روما موسسة غير عادية، فكل مسئول فيها يتولي ملفا أو قطاعا وشئون العلاقة مع الموسسات الايطالية، وكان منهم مسئول من الاستخبارات الامريكية تحت غطاء دبلوماسي يتولي ملف العلاقة مع السلطات القضائية ويتصور أن لديه يدا عليا عليها كون الولايات المتحده دعمت ايطاليا والجهاز القضائي بها لكي يقف علي قدميه بعد الحرب العالمية الثانية. وقد ذهب هذا المسئول الي السلطات القضائيه لمحاوله اقناعها بالضغط لتسلم ابو العباس ومساعده بدعوي قتل امريكي كان علي متن السفينه مثلما استلمت الخاطفين الاربعة ظنا منه ان ابوالعباس لايزال في الطائرة وردت السلطة القضائية برفض هذا الطلب لعدم وجود ادله ضد ابو العباس ومساعده الي جانب تمتعهما بحصانة دبلوماسية مصرية وعدم رغبة ايطاليا في اثارة ازمه في العلاقات مع مصر استنادا الي التقرير الذي قدمته. لكن محاولات تحريض السلطة القضائية ضد الحكومة لتسلم الرجلين استمرت بينما كان رجال المخابرات الامريكية ينقبون في كل مكان في روما يعتقدون ان المصريين خباوا ابوالعباس فيه، وعندما فشلوا اتجهت السفارة الي القضاء مره اخري لاقناعه باصدار قرار بالتحفظ علي الطائرة المصرية. وقد كانت الحكومة تتوقع صدور مثل هذا القرار، ولم تكن في استطاعتها مخالفته كما كانت ستنشب ازمة مع القضاء بسبب عدم وجود ابو العباس لمغادرته الي بلجراد لذا وفي هذه الاثناء وبينما الامريكان يسعون وراء اصدار قرار التحفظ كانت الطائرة المصرية قد غادرت باتجاه القاهرة، والطائرة اليوجوسلافية وصلت بلجراد. فعندما وصلت القوة الامريكية الي مطار روما بانتظار صدور قرار التحفظ كان المطار خاويا. عندئذ شعر الامريكيون بالمهانة، وصبوا جام غضبهم علي كراكسي وارسلت السفارة الي واشنطن رسالة فحواها لعب بنا الإيطاليون، وأوصت فيها باتخاذ اجراءات عنيفه ضد كراكسي لرد الاعتبار، وحضر السفير الامريكي الي مكتب وزير الخارجية الإيطالي كراكسي، وأبلغه أن هناك خطر قطع الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع ايطاليا وطلب اعتذارا رسميا. أعلن كراكسي ان ما فعله هو الصواب وانه لن يعتذر.[2]
النتائج
تشكل قضية خطف السفينة الإيطالية اكيلي لاورو من جانب مسلحين فلسطينيين في أكتوبر 1985، وما تبع ذلك من خطف الولايات المتحدة الطائرة المصرية التي كانت تقل الخاطفين إلي تونس لتسليمهم إلي منظمة التحرير الفلسطينية إلي مطار سيكونيلا بالقاعدة الجوية التابعة لحلف الناتو في جزيرة صقلية علامة فارقة في القضية الفلسطينيهة، فقد كان علي قيادة المنظمة بزعامة ياسر عرفات الاختيار بين استمرار رفع راية الكفاح المسلح أو اعلان نبذ العمليات الفدائية وقبول القرار 242 لضمان فتح الولايات المتحده حوارا معها تمهيدا لبدء عمليه تسوية سياسية. ولا يزال يكتنف خلفيات الحادثتين ومجرياتهما الغموض والأسرار، لاسيما الدور الكبير الذي لعبه رئيس وزراء ايطاليا وقتها بتينو كراكسي بالتنسيق مع الرئيس حسني مبارك لإبراز الحادثتين باعتبارهما نتاج استمرار معاناه الشعب الفلسطيني من الذل والمهانة علي يد إسرائيل، ولوضع أمريكا علي طريق الاعتراف بالمنظمة وفتح حوار معها(بدأ في تونس عام 1988) تمهيداً لبدء عملية تسوية. ويكشف المستشار السياسي لرئيس الحكومة الايطالية سفير ايطاليا السابق لدي مصر أنطوني باديني الذي كلفه كراكسي متابعه الأزمة ومنحه الرئيس مبارك أخيراً وسام الجمهورية، لاسيما رفض كراكسي خطف الأمريكان الطائرة المصرية ورفضه اقتحام قوة دلتا لها، إلي حد اعلان حاله الطوارئ وتكليف القوات المسلحة الايطالية التصدي لأي هجوم أمريكي علي الطائرة وسماحه بعودتها سالمة إلي مصر، وكذلك تهديد واشنطن بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايطاليا، وكيف رفع كراكسي ثمن موقفه بالعيش لاجئا سياسيا بقيه حياته في تونس.
لقد بدأت إيطاليا منذ هذه اللحظة الصراع مع الولايات المتحدة ومقاومة طلباتها، فبينما كانت الاتصالات المصرية الايطالية جارية، اتصل الرئيس الامريكي رونالد ريگان بكراكسي وطلب منه أن يسمح بنقل كل الموجودين علي متن الطائرة ماعدا المصريين إلي الولايات المتحدة بدعوي قتلهم مواطناً أمريكياً، ولم تعترف واشنطن بالحمايه الدبلوماسيه وقرروا منذ البدايه التعامل مع الموضوع باعتباره عملية ارهابية فقد عينوا أنفسهم قضاه وحيدين. لكن كراكسي رفض وأبلغ ريجان أنه اتفق مع المصريين علي وضع الخاطفين الأربعة تحت تصرف السلطات القضائية الايطالية وأنه لن يسلم اي شخص للولايات المتحدة، وان السلطات ستقوم بالتحقيق في بعض الأمور واجراء التحريات اللازمة، وكان موقف كراكسي أن القضية بالأساس سياسية تتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني المهدرة، وتمسكت ايطاليا بالقانون الدولي الذي يعطي الحق لها في تولي التحقيق لأن السفينة ايطالية وبضرورة أن يحترم الناتو القانون الدولي.
في هذا التوقيت كان كراكسي ومبارك والعاهل الاردني الملك حسين يسعون مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من أجل نبذ العنف واتخاذ موقف واضح لجهة الاعتراف باسرائيل لبدء مفاوضات سلام. وقد كان عرفات متفهما لذلك لكن كثيرا من القيادات داخل منظمه التحرير الفلسطينية وقتها بما في ذلك حركة فتح لم تكن تقبل بذلك. وقام الاتحاد الاوروبي باتخاذ قرار الاعتراف بالمنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وبحق تقرير المصير لتشجيع عرفات علي اتخاذ هذه الخطوات، بينما الامريكيون كانوا يعتبرون المنظمة منظمة ارهابية تبنيا لمواقف اسرائيل. لذا حاول كراكسي بالتعاون مع مبارك والملك حسين تحريك الموقف الامريكي من القضيه الفلسطينية بعيدا عن الموقف الاسرائيلي ودفع واشنطن للاعتراف بعرفات بدا الحوار في تونس عام 1988 لكن كان يتعين عليه ان ينبذ العنف ويعترف باسرائيل حتي يحظي بحمايه دبلوماسيه من اوروبا والولايات المتحدة، وبدا وقتها في موقف غير واضح وربما متناقض ففي الوقت الذي كان يعلن فيه استعداده لوقف الكفاح المسلح والتفاوض جاءت عمليه اكيلي لاورو لكي تجهض هذا التوجة، فقد كان ابوالعباس حليفا لعرفات في العلن بينما كان ابوالعباس حليفا لجبهة الرفض العربية المضادة لجهود التسوية السياسية وقتها. لذلك ابدي الرئيس ريجان تفهمه لموقف ا!!يطاليا في حادث الطائرة المصرية بعد عشره ايام من هذه الواقعه.!!







Discussion about this post