قراءة نقدية في قصيدة الشاعر حمد حاجي (رجال الله ..الابابيل).
يندرج القصيد ضمن شعر الحماسة الذي يصف الحرب اوالمعارك ويثير الحماس في نفس المستمع وفي نفوس القادة
هذا النفس الحماسي جعل القصيدة محكومة بمشهدين متقابلين:
_مشهد قائم على هجاء الابابيل.
_مشهد قائم على الفخر برجال الله والمقاومة وقدرمز لهم بالقائد حنبعل.
هذه الحرب التي تدور بين رجال الله(فلسطين المقدًسة) و الابابيل(اسرائيل) ورمز للصهاينةبالابابيل تناصًا مع طير الابابيل المذكورة في سورة الفيل وذلك لكثرتهم وعنفهم وبطشهم (“..فأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ” في سورة الفيل)
واستعمل معجما لغويا يتناصً مع بيت الشعر لامرؤ القيس:
مكر مفر مقبل مدبر كجلمود
صخر حطه السيل من عل
والكر والفرً في القتال يرمز الى الهجوم
والتراجع ليهجم الفارس من جديد بصورة أشدً
لقد استعمل الشاعر الكر والفر في المشهدين ما جعل الفعل وردًة الفعل بنفس الحجم وبنفس القوة
ومعجمه اللغوي طوًعه كي يصف حربا في الجاهلية او في الاسلام(الابابيل/النزال/ مكر مفر/اسر/النار والعار خلفك..)
يقول الشاعر:
“رأينا فلم نرفيما رأينا نزالا شديدا..كأن الذي جدً مثله لم نعتد”
والشاعر يواصل وصف بطش الابابيل برجال الله فيستنجد بالقائد حنبعل الشجاع والمنتصر في معاركه تاريخيا ليرمز به الى المقاومة ليبطش بالابابيل الجبناءالذين لا كرامة لهم(النساء العاهرات) بل يصفهم بالدواب حتى انه يتوعدهم بقوله:
“ومالك من هرب يا ابن صهيون…النار والعار خلفك ” وهذا الوعيد يذكرنا بطارق ابن زياد في خطبته الحماسية حين توجه وقال “أين المفرًالبحر أمامكم والعدو وراءكم”
والشاعر كأنه حاضر بأرض المعركة يتوجه لحنبعل ليثير في نفسه الحماس داعيا اياه:
“اضرب أعنتهم والو أعناقهم ان شرً الدواب صهاينة البلد”
والشاعر يرمز بالقائد حنبعل الى الجنود البواسل بالمقاومة وهم يؤسرون الصهاينة وهو في ذلك يفتخرببسالة جنود المقاومةوهم يؤسرون الصهاينة مطأطئي الرؤوس صاغرين لان الموت عندهم أفضل من الأسر
لقد جمع الشاعر هنا بين غرض الهجاء وغرض المدح و الفخر في شعر الحماسة
ان الشاعر لا يخفي علينا غضبه وألمه وحزنه لما يجدً لرجال الله من بطش الابابيل وهو في نفس الوقت لا يخفي علينا مدى فخره وفرحه واعتزازه بجنود المقاومة وليس أدل على ذلك من تلك الترديدة الحزينة التي تخرج من أعماقه في مطلع القصيدة وهي نفس الترديدة في نهايتها:
“رأينا..فلم نر فيما رأينا …”
والفرق بين الترديدتين ان في مطلع القصيدة جاءت مندًدة بالابابيل وفي نهاية القصيدة وردت مفتخرة بغزة التي كانت في الموعدعلى استعدادا للمواجهة.
وكأني بالشاعر يخوض معركة مع المقاومة فيشحذ العزائم ويثير الهمم .
ان القصيدة تعود بي الى شعر المتنبي في وصف المعارك التي خاضها سيف الدولة الحمداني او شعر ابن هاني في وصف المعارك التي خاضها المعز لدين الله الفاطمي.
أشكر كثيرا شاعرنا حمد حاجي على هذا النفس الحماسي الفخري وعلى غيرته الكبيرة على فلسطين المحتلة 🇵🇸 البلد الشقيق وعلى شعوره اللامتناهي بالانتماء الى الوطن العربي فقد جادت قريحته بهذه القصيدة تخليدا لتأسير المقاومة للصهاينة صاغرين مذلولين وهم يتمنًون الموت على الاسر …عشت شاعرنا مسكونا بالعروبة والاسلام.
بقلم جليلة المازني
قصيد
ا===========
رجال الله.. الأبابيل
ا===========
رأينا فلم نرَ فيما رأينا نزالا شديدا.. كأنّ الّذِي جدَّ مثلَه لم نَعْتَدِ
مكرّ، مفرّ… وجاء بشرذمة من كيان مُقَرَّنَةً بالحديد وبالصَّفَدِ
يُجَرجِرُهُم من حضائِرِهِمْ كالخنازيرِ يا حنّبعلُ تعال إلى القِرَدِ
أسرى يودون لو أنهم قتلوا قبل أسرهم.. أو بقوا بالمخابئ للأبدِ
********
مفرٌّ مكرٌّ.. أيا حنّبعلُ.. تَمَهّلْ فليس يُفيدُهُمُو خاتم السُّمِّ.. أو راقد اللُّحُدِ
يُساقون سوق الدواب إلى مسلخ إنّ القمامة أولى بهم من قبضة ويد
ومالكٓ من هرب ياابن صُهيونٓ… النارُ والعارُ خلفك واللعناتُ إلى الأبَدِ
ألا أيها القائد اضرب أَعِنَّتَهُمْ والْوِ أعناقهم إنّ شر الدواب صهاينةُ البَلَد..
********
مُجنّدةٌ عرّت الناهدين بلا ورع .. يا مجاهد اضرب ولا تُبْقِ من أحد
فيمسكهنّ كالأرانب من فروة الشعر… ٱخْرُجْنَ يا عاهراتٍ من البلٓدِ
ومالكِ من حيلة يا مجنّدة غير طأطأة الرأس للفارس الشهم والأسَدِ
رأينا.. فلم نَرَ فيما رأينا رجالا أبابيلَ يأتون من كلّ فجّ وغزّة في الموعد..
********
ا=========
بروتوكول هانيبال أو حنبعل..
تصفية جنودهم وفق قاعدة
“الجندي القتيل أفضل من الجندي الأسير”.
تبادل الاسرى
ا=====
ومن غرائب الصفقات أن إسرائيل قبل عام 2009 أفرجت عن 20 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو من حماس يثبت أن الجندي جلعاد شاليط لا يزال حيا لديها
ا=======
Discussion about this post