في مثل هذا اليوم 13أكتوبر1837م..
القوات الفرنسية تتمكن من دخول مدينة قسنطينة الجزائرية بعد مرور أكثر من سبع سنوات على بداية الغزو الفرنسي.
قصة “معركة قسنطينة الثانية” ومقتل الحاكم الفرنسي العام للجزائر
13 أكتوبر 2022
مدينة قسنطينة
في مثل هذا اليوم (12 أكتوبر) من سنة 1837، تمكن المقاومون الجزائريون من قتل الحاكم الفرنسي العام للجزائر الماريشال شارل دامريمون، في واحدة من أشرس المعارك هي “معركة قسنطينة الثانية”.
قبل مقتل الماريشال داميرمون بسنة، كانت فرنسا قد منيت بهزيمة ماحقة في قسنطينة سميت “معركة قسنطينة الأولى”، والتي حدثت في شهر سبتمبر 1836.
هزيمة فرنسا والإعداد للانتقام
في هذه المعركة تمكن قرابة عشرة آلاف مقاوم بأسلحتهم الخفيفة وتحت قيادة حاكم المدينة أحمد باي، من دحر حوالي 8800 عسكري فرنسي مجهزين بأحدث الأسلحة وبالمدفعية و14 قطعة حربية بقيادة الماريشال كلوزيل.
عزلت القيادة العسكرية الفرنسية الماريشال كلوزيل بسبب الهزيمة المدوية، واختارت أن يقود “معركة الانتقام من قسنطينة” الحاكم العام للجزائر بنفسه الماريشال شارل دامريمون.
في كتابه “محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث” يشير المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله إلى الاستعدادات الفرنسية للانتقام من المدينة، فيقول “بعد انتصاره عاد أحمد باي إلى المدينة وبدأ في تحصينها، لأنه كان يتوقع أن الفرنسيين سيعيدون الكرة، وقد عرف أن هناك أناسا يريدون التسليم للفرنسيين أثناء قصف المدينة فحكم عليهم بالإعدام”.
ضاعفت فرنسا عدد قواتها في “معركة قسنطينة الثانية” لتصل إلى 13 ألف جندي، يقودهم الجنرال دامريمون ويساعده الدوق دونمور ابن ملك فرنسا حينها، وكانت رغبة فرنسا في إخضاع المدينة جامحة بعد أكثر من سبع سنوات على إخضاع مدينة الجزائر.
مقتل دامريمون وسقوط المدينة
اقتضت الخطة الفرنسية أن يحاصر دامريمون قسنطينة من جهاتها الأربع حتى يحكم عليها الخناق، كان الجنرال الفرنسي والقادة المرافقون له يستهدفون فتح ثغرة في أسوار المدينة الحصينة، التي فشل سلفه كلوزيل في اختراقها في “معركة قسنطينة الأولى”.
من جهته لم يقف حاكم قسنطينة أحمد باي متفرجا، فبادر إلى تشكيل وتجهيز جيش من حوالي 12 ألف جندي نظامي و10 آلاف من المتطوعين من أبناء المدينة، وخصص أحمد باي ثلاثة آلاف من الجنود للدفاع من أسوار المدينة وحدها فيما تكفل البقية بالدفاع عن المدينة، لعلمه بأن الفرنسيين يريدون إحداث ثغرات فيه ليقتحموا المدينة.
في السابع أكتوبر 1837 بدأت القوات الفرنسية بمهاجمة المدينة بالمدافع وكانت المدينة ترد بالمدافع، التي غنمها المقاومون قبل سنة خلال المعركة الأولى، وشدد قائد فرقة المدفعجية علي البومباجي القصف على محيط المدينة فأصاب في 12 أكتوبر 1837 تجمّعا لقادة الجيش الفرنسي قتل إثره الجنرال دامريمون نفسه وعدد من قادته وعمّت الفوضى بين صفوف الفرنسيين نتيجة لهذه الضربة الكبيرة.
وعن حادثة مقتل دامريمون، يقول المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله: “قتل دامريمون اثناء جولة القتال فتولى مكانه الجنرال فالي، كما قتل البجاوي خليفة أحمد باي، وتكبد أحمد باي خسائر كبيرة وأُهلك أحسن جنده”.
بعد ستة أيام عاود الفرنسيون الهجوم وتمكنوا في 13 أكتوبر من دخول المدينة من ناحية “باب السويقة” بعدما ركزا الضرب على السور من تلك الجهة، ودار اقتتال عنيف بين الفريقين في الشوارع والأزقة أسفر في الأخير عن سقوط المدينة في اليوم نفسه.
يقول سعد الله عن سقوط قسنطينة في المصدر السابق “هاجم أحمد باي الفرنسيين مدة ثلاثة أيام متواصلة في معسكرهم الواقع في مجاز عمار (مكان)، لكنه فشل هذه المرة في صد زحفهم على المدينة، فقد تمكنوا من نصب الحصار عليها ثم دخولها بينما كان المرابطون يحاربونهم من دار إلى دار ومن شارع إلى شارع”.!!!!!!!!!!!!!!!!
Discussion about this post