في مثل هذا اليوم 15أكتوبر1918م..
بلقاسم النكادي ينتصر على الفرنسيين في معركة البطحاء.
بلقاسم النكادي
أبي القاسم البوزكاوي الزروالي الإدريسي وفي رواية أخرى محمد بلقاسم النكادي والمشهور باسم بلقاسم النكادي، مجاهد وثائر مغربي، انخرط في صفوف بوحمارة، وبعد تفكيك واعتقال زعماء تلك الثورة، فر إلى واحات تافيلالت لينخرط في حركة مبارك التوزونيني الجهادية، فأبدى بلاء حسنا وأثخن في الفرنسيين وهزمهم في عدة معارك، فعينه قائدا ووزيرا للحرب، وبعد خلاف مع التوزونيني، انفرد بزعامة الحركة وبويع سلطانا للجهاد في 23 أكتوبر 1919 في قرية أولاد الإمام بين الريصاني وأرفود.
مسيرته
انتصر النكادي على الجيش الفرنسي في معركة البطحاء في 15 أكتوبر 1918 م. وحاصرهم في مركز تيغمرت. فاستولى على تافيلالت أيام عيد الأضحى، واحتل قصبة منسوبة للمولى سليمان. فنظم التوزونيني جيشاً مرابطاً رأس عليه بلقاسم النكادي وعينه وزيراً للحربية
ساندهم في تافيلالت أهل السفالات وأبوعام والريصاني، فشنوا حملة على نفوذ الشرفاء المسيطرين على المنطقة. شبه المهدي الناصري سيرة بلقاسم النكادي قبل دخول التوزونيني تافيلالت بسيرة الحجاج الثقفي حيث أورد أنه: «سلك بأهل تافيلالت مسلك الحجاج بأهل العراق ومسلك أبي مسلم ومن كان مثله من عصاة الأوفاق». وقد وصف شاهد عيان التغيير الاجتماعي الذي وقع في الواحات، وهي رسالة من الفقيه محمد بن سعيد الجراري إلى التهامي الكلاوي:
«”أزالوا أهل العلا من عليائهم وانتزعوا من أصحاب الكبر كبرياءهم، فقربوا إليهم كل من يشرب من نَخْبِهم ويتَزَيَّى بزيهم من الرعاة الحفاة المشقوقي الأقدام من فصيلة البهائم والأنعام”.»
وقد بلغت هذه السياسة ذروتها عندما لم يسلم مولاي عبد الله بن الرشيد من سيف التوزونيني، الذي لم تشفع له صداقته مع بلقاسم النكادي وإبداء تعاطفه مع المقاومة وزعامتها من التصفية، وكانت هذه السياسة القاسية مع الشرفاء هي التي خلقت العداء بين النكادي والتوزونيني.
نهاية حركته
بسبب وضعه الهش، حاول النكادي التنسيق مع أمازيغ زاوية أحنصال، وحاول استعادة مصداقيته كسلطان جهاد عندما نجح في تجنيد أربعمائة من آيت مرغاد سَمْكَاتْ وأَكْدّيمْ وبعض آيت أزدك زاوية سيدي بوكيل، وباء هجومه على ثكنة فرنسية بالفشل، وانسحب إلى قصر ماكَّمَانْ فارا بجلده بعد مواجهة مع أنصاره عندما علموا نيته على إخلاء البلاد. فاتفق مع حراطين آيت يحيى وعثمان، فحرضهم على أسيادهم، فاستجابوا له ومكنوه من رقاب وذخائر أعيان وشيوخ قبائل آيت مرغاد، وذلك في محرم سنة 1340 هـ.
وبذلك قام الحراطين بتصفية حساباتهم الاجتماعية والإثنية مع أسيادهم، ملتحقين في ذلك بإيملوان الرك الذين كانوا عماد حركة النكادي والتوزونيني منذ بدايتها. بعد عمليات اخضاع القبائل التي شنتها فرنسا، فرّ بلقاسم النكادي من تافيلالت مساندا من أيت خباش، وأيت حمو. وتوسع الزحف العسكري الذي شنه الجيش الفرنسي على هذه القبائل باتجاه جبل صاغرو، الذي عرف أعنف المعارك، وقد تم اخضاعه في فبراير ومارس 1933. وبعد لجوء النكادي ورجاله إلى درعة، ألقى النكادي السلاح سنة 1935، وكانت حركته آخر من أوقف اطلاق النار في المغرب ضد الفرنسيين.
بعد وقف إطلاق النار بينه وبين الفرنسيين القي عليه القبض من طرف السلطات الفرنسية واقتادته أسيرا، ثم نفته إلى تندرارة بإقليم بوعرفة، وهي منطقة معروفة بصعوبة طقسها صيفا وشتاء، وبقي في منفاه إلى حين استقلال المغرب سنة 1956 حيث أطلق سراحه – أي بعد عشرين سنة – فعاد إلى عيون سيدي ملوك بالمغرب الشرقي، وعندما نزل من القطار الذي أقله من تندرارة وجد نفسه وحيدا قد نسيه العام والخاص لانشغالهم ببهجة الاستقلال، وبقي منزويا إلى حين وفاته ودفن في مقبرة الشرفاء بدادا علي جنوب العيون الشرقية حيث قبره معروف.[5]
كان يلقب ببلارج ( بلارج هو طائر اللقلق) وذلك انه عندما كان في صغره تلميذا في الكتاب لحفظ القرآن الكريم كان ضعيف البنية رقيق الساقين فلقبه معلمه ببلارج فالتسق به هذا اللقب طيلة حياته.[6]
وفاته
توفي سنة 1962 بالعيون الشرقية ودفن بمقبرة دادا على جنوب العيون المذكورة….
معركة البطحاء:
بعد الاحتلال الفرنسي للمغرب بدأت تدخل إلى المدن واحدة تلو الأخرى فتمكنت من الدخول إلى تغمرت عام 1917 وبدأ السكان في المقاومة
وظهر من بين المقاومين مبارك التوزونيني الذي ابتدأ عمله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم بدأ بالدعوة إلى الجهاد واتبع نهج اغتيال القادة الفرنسيين
فقام باغتيال رئس الحكومة الفرنسية في تافيلالت المدعو لوستري وقال الفرنسيون في تأبينه: «إن قتله يعادل قتل ثلث فرنسا». [3]
المعركة
وبعدها قام باستنفار القبائل المحيطة ومهاجمة المركز الفرنسي في تيغمرت من إقليم تافيلالت ووقوع معركة البطحاء حيث استعد الفرنسيون في مكان يقال له البطحاء وعند قدوم أهالي القرى المحيطة لمواجهة الفرنسيين بدأ الفرنسيون بقصفهم بالمدافع والقنابل فتشتت جمعهم فتبعهم الفرنسيون واستولى على ممتلكاتهم وما إن رجع الفرنسيون إلى البطحاء حتى فاجأهم الأهالي بالهجوم من جديد حتى قتل الجنود الفرنسيون بعضهم خطأً من هول الموقف.[4]
ما بعد المعركة
كان عدد الضباط الفرنسيين الذين قتلوا يومها عشرة ضباط [5] وتم قتل فوج كامل من القوات الفرنسية قدر عددهم بحوالي 1200 جندي واغتنم الأهالي عدد كبير من الذخيرة [6] بعدها أمر الجنرال الفرنسي في المنطقة بالتراجع خارج تافيلالت لأنه لن يتمكن من استقدام التعزيزات اللازمة وبقيت فرنسا حتى عام 1932 لا تستطيع الدخول إلى هذه المنطقة. !!







Discussion about this post