____قراءتي في قصيد(الرجل الأبيض عاريا)
للشاعر الدكتور Hamed Hajji
———————————
الرجل الأبيض عاريًا
ثلاث قصائد قصيرة جدا
——————————————————
—1–
تنديد في زريبة
وتحسب جامعةََ
زخرت بالليوث
وتسمع كنّا وكان ونحن ملوك الديار..
ولكنهم كقطيع الدواب
أمام الزرائب
لا شيء غير نهيقِ وبعبعة وخوارِ..
وتحسبهم أمةََ
ثأرت من سَرُوفُ ذئاب
ولو أن شاةٌ ثغَت لتولّوا وفروا فِرار…
فيا أسفا كيف تشكون للذئب؟..
ويحها أمة..
كيف أصدّق من تشتكي لحمارِ ؟
—2—
كذّابيــن
أصدّق أن النوارس
فرّت من المعمدانيِّ
خائفة من دمارْ..
أصدّق أن
الفراشات من خيفة
قد قطعن براعمَ من جُلَّ نارْ..
وأن العصافير
قد خطفت
في مناقيرها حرف هاء النهارْ…
ولكنّني لا أصدّق
جيش العدوّ
برمشة عين يكون انفجار
—3—
من دفاتر الصمود—
ولو حاصروك
ولو أطبقوا….
من جميع الجهات وكان دمار..
ولو هدّموك
وما تركوا
حجرا على حجرِ بالديار..
فخذ ما تبقى
وخذ ما بقى من دمائك
واضرب يمينا يسار
سينبت زهرٌ..
ويعشب بين الصخور..
سيبزغ نور ويطلع ضوءالنهار
———————————
الرجل الأبيض عاريا
عنوان فيه تشويق ولكن بقدر ما هو غامض هو واضح وجلي
من هو الرجل الابيض اولا
ومما تعرَّى؟
وهل كان الرجل الأبيض كاسيا اساسا ليتعرى ؟
يبدو ان الرجل الابيض
هو الفكر الاناني الذي كان يدعي الحرية ويدعو لحريةالانسان ووضع اسس الحريات كطاقية تخفِّي
وباسم الحرية استعبد المستضعفين في الأرض
وتبعه اراذل القوم
هو فكر بلدان دعاة الحضارة ونصرة الحقوق
وابتدعوا حقوق الانسان وباسمها سلبوا الانسان
حقوقه وأرضه
وصنفوا البشرية الى انسان درجة أولى وانسان
درجة ثانية وشبه انسان مع وقف التنفيذ…
رجل ابيض يتغذى على دماء الابرياء سادي بكل ما تحمل هذه الكلمة من وحشية وشهوة وتلذذ بتعذيب الآخر وتعريضه للألم والمعاناة، وسادية(الرجل الابيض العاري) جمعت الاعتداء الجسدي والعنف والعدوانية المفرطة الى القسوة العاطفية من أجل الشعور بالقوة والسيطرة وحماية النظام -(كما ما عليه الوضع الآن—)
والشاعر خص هذه الازدواجية في المواقف وفي الخطاب بهذه الثلاثية العميقة الدلالات والبليغة الابعاد ..حيث يرسم في المقطع الاول الذي عنونه (تنديد في زريبة)صورة كاريكاتورية [للجائحة العربية]
عفوا للجامعة العربية- هذه المنظمة التي كانت وما زالت صورة باهتة في اطار امريكواسرائيلي معلقة على جدار رياح الغرب الاستعماري
جامعة ما جمعت يوما وما وحدّت بل عملت على التفكيك وجلب العقوبات وتسهيل اجتياح الدول العربية واستباحة المقدسات قصيد ذكرني قصيد مظفر النواب-قمم—
قمم…قمم..قمم
معزى على غنم
جلالة الكبش
على سمو ّ نعجة
على حمار بالقِدم
وتبدأ الجلسة
لا..ولن..ولم
وتنتهي غدا خصاكم سيدي
والدفع كــم…؟!
القصيد الثاني [كذابين]
أصدق أن النوارس
فرّت من المعمدانيِّ
خائفة من دمارْ..
صدّق أن
الفراشات من خيفة
قد قطعن براعمَ من جُلَّ نارْ..
وأن العصافير
قد خطفت
في مناقيرها حرف هاء النهارْ…
ولكنّني لا أصدّق
جيش العدوّ
برمشة عين يكون انفجارْ…
وما اكثر الكذابين من عرب ومن عجم
قد نصدق بما لا يكون أنه كان—ولكن هناك حقائق تجهر العيان – لا يمكن حجبها وعين الشمس لا يغطيها الغربال كما يقال
وتحريف الواقع وسياسة التضليل ما عادت تنفع والحق بين والباطل بيّن — والاعلام المأجور والعميل فقد القدرة على توجيه الرأي العام العربي والعالمي الحر-وموجه الوعي الانساني باتت مزعجة وضيقت الخناق على المرجفين والمضللين
هكذا تناول الشاعر بكل دقة نوايا وسلوكيات اعلام المجاري
وفي القصيد الثالث يفتح لنا الشاعر صفحة
[من دفاتر الصمود]
ولو حاصروك..
ولو أطبقوا….
من جميع الجهات وكان دمار..
ولو هدّموك
وما تركوا
حجرا على حجرِ بالديار..
فخذ ما تبقى
وخذ ما بقى من دمائك
واضرب يمينا يسار
سينبت زهرٌ..
ويعشب بين الصخور..
سيبزغ نور ويطلع ضوء نهار
في هذه الصفحة ينتصب الشاعر واعظا في الظاهر والحقيقة انه استوحى موعظته من مواقف المناضلين في غزة بالذات حيث رفضوا التهجير والتشريد وتمسكوا بتراب الأرض
خيروا الموت تحت الانقاض وتحت زخ القذائف
والدفن في تربة الوطن على المغادرة
وشعارهم من تكتب له الحياة يواصل النضال بثبات وأريحية ومن يلد يأتي الحياة وفي يده بندقية…
نخلص الى ان هذه الثلاثية الشعرية
أرّخت لاعتداء غاشم على مستشفى المعمداني ولموقف الجامعة العربية من قضية القرن وايضا للاعلام المنحاز لــقوى الظلم..
والاروع انها كتبت بدم الشهداء تمجيد روح المقاومة والصمود لشعب رغم كل الضغوطات
تمسك بأرضه واستمات في الدفاع عن فلسطين
الوطن المقدس
والتاريخ يكتب بالدماء
هكذا اضم صوتي لصوت شاعر ثلاثية (الرجل الابيض عاريا) ولصوت الشاعر العراقي مظفر النواب حيث يقول:
[وطﻨﻲ ﻋﻠﻤﻨﻲ ..
ﻋﻠﻤﻨﻲ ﺃﻥ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﺰﻭﺭﺓ
ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺩﻣﺎﺀ]
دمت شاعر ملحمة(طوفان الأقصى)
دكتور حمد
فائزه بنمسعود
Discussion about this post