في مثل هذا اليوم 7 نوفمبر1919م..
القبض على أكثر من 10000 من الشيوعيين والفوضويين في 23 مدينة أميركية.
معاداة الشيوعية هي مناهضة الفكر الشيوعي شكلا وموضوعا، وبدأ هذا التوجه منذ قيام الثورة البلشفية في الإمبراطورية الروسية خلال شهر أكتوبر من عام 1917 وتعاظمت تلك الكراهية على الصعيد العالمي أثناء الحرب الباردة.
تضمّن الفكر المناهض للشيوعية العديد من الجوانب؛ أولها رفض فكرة المادية التاريخية أحد الأفكار الأساسية التي تقوم عليها الشيوعية، كما ينكر مناهضي الشيوعية النظرية الماركسية الداعية لأن تحل الشيوعية والاشتراكية محل الرأسمالية مثلما حلّت الرأسمالية محل الإقطاعية، في حين يتسائل مناهضو الشيوعية مدى صدق النظرية الماركسية الداعية لتواري الدولة الاشتراكية عندما تنعدم الحاجة إليها في مجتمع شيوعي حقيقي.
كما اتّخذ مناهضو الشيوعية القمع الذي شهدته روسيا خلال السنوات الأولى للبلشفية ذريعة للترويج لفكرهم وإن كان ما شهدته روسيا خلال تلك السنوات لا يضاهي ما شهده الاتحاد السوفيتي إبان حُكم جوزيف ستالين ومعاونيه أمثال فيليكس دزيرجنسكي رئيس البوليس السري الذي أصدر أحكاما بالإعدام ضد العديد من الخصوم السياسيين وكذلك قمع حركات التمرد مثل تمرد كرونشتاد وتمرد تامبوف، كما درج وصف مناهضي الشيوعية لكلا من الفكرين الشيوعي والفاشي بالفكر الشمولي لما شهدوه من أفعال مشابهة للحكومات الشيوعية والفاشية، كما زعم المؤرخ روبرت كونكويست مسئولية الشيوعية عن وفاة عشرات الملايين خلال القرن العشرين.
كما كانت الشدة المفرطة التي تعاملت بها الأحزاب الشيوعية التي اعتلت السلطة تجاه الخصوم السياسيين من المآخذ التي اتخذها مناهضو الشيوعية ضد الفكر الشيوعي، كما أكّد هؤلاء الخصوم أن أغلب الدول الشيوعية لم تُظهر أي تقدم من الفكر الاقتصادي الماركسي تجاه الشيوعية المُثلى بل عملت الشيوعية على خلق طبقة حاكمة جديدة والمسماة بالنومنكولتورا (بالروسية: Советская номенклатура) متمتعة بصلاحيات وسلطات أكثر من تلك التي تمتعت بها الطبقات الحاكمة الأخرى في النُظم غير الشيوعية.
ينتقد الأناركيون بمن فيهم أولئك الذين يصفون أنفسهم بالشيوعيين، الأحزاب والدول الشيوعية الاستبدادية. ويجادلون بأن المفاهيم الماركسية مثل ديكتاتورية البروليتاريا وملكية الدولة لوسائل الإنتاج هي لعنة للأناركية. ينتقد بعض الأناركيين الشيوعية من وجهة نظر فردية بينما يدعم آخرون مثل بيتر كروبوتكين والأناركيين الثائرين الشيوعية التحررية الخاصة بهم من وجهة نظر فردية أيضًا.
شارك الأناركيون في بداية ثورة فبراير 1917 وفرحوا بها كمثال على استيلاء العمال على السلطة لأنفسهم. ومع ذلك، أصبح من الواضح بعد ثورة أكتوبر أن البلاشفة والأناركيين يمتلكون أفكارًا مختلفة بالكامل. كانت الأناركية إيما غولدمان التي رُحلت من الولايات المتحدة إلى روسيا في عام 1919، متحمسة في البداية للثورة، لكنها شعرت بخيبة أمل شديدة وبدأت في كتابة كتابها «خيبة أملي في روسيا». كما انتقد الأناركي بيتر كروبوتكين بحدة البيروقراطية البلشفية الناشئة في رسائل إلى فلاديمير لينين، مشيرًا في عام 1920 إلى أن «[دكتاتورية حزبية] تضر بشكل كبير عملية بناء نظام اشتراكي جديد. وأن ما هو مطلوب هو البناء المحلي من قبل القوى المحلية. [ …] لقد أصبحت روسيا بالفعل جمهورية سوفيتية من حيث الاسم فقط». حارب العديد من الأناركيين ضد الشيوعيين الروس والإسبان واليونانيين وقتلوا الكثير منهم، مثل ليف شيرنيي وكاميلو بيرنيري وكونستانتينوس سبيراس.!!
Discussion about this post