في مثل هذا اليوم 5 يناير 1477م..
وقوع معركة نانسي ومقتل شارل الجريء، وبورغونيا تصبح جزء من فرنسا.
معركة نانسي: تعتبر هذه المعركة من آخر المعارك الحاسمة خلال الحروب البرغندية، جرت أحداثها في5 يناير 1477 بين دوق بيرغندي شارل الجريء وبين دوق اللورين الملك رينيه وفيها انتصر الملك رينيه وقتل شارل الجريء.
قام شارل الجريء بمحاصرة مدينة نانسي الفرنسية وعاصمة اللورين وذلك لاجتياحها والاستيلاء عليها حيث كان يعتبرها من المدن الإستراتيجية بالنسبة إليه، وحين علم دوق اللورين رينيه الثاني بنية شارل اجتياح المدينة قام حينها بحشد 12000 جندي من اللورين و 10000 جندي من الاتحاد السويسري وجنود «المرتزقة» (وهؤلاء المرتزقة وظيفتهم الأساسية امتهان الحرب والقتال ويكونون عادة تحت امرة زعيم قوي الشكيمة يتقاضى من الإمبراطور أو الملك مرتبا خاصا ينفقه على نفسه وعلى جنوده، وكان جيش المرتزقة قويا ومدربا ويكلف غاليا، وكان يلجأ اليه في الأوقات الحرجة ويتم التعاقد مع زعيمه على مبلغ من المال لقاء الاعتماد عليه في المعركة) وتقدم بهم إلى مدينة نانسي حيث كانت الثلوج تغطى كل الأراضي ولكنه استطاع الوصول لها في 5 يناير من عام 1477 وجنود شارل الجريء لا تزال تحاصر نيس. تنبه شارل بتقدم الجيش السويسري السريع واخذ وضعية الدفاع لكنه لم يكن يملك الفرق الاستكشافية الجيدة التي بإمكانها الاستطلاع عن أماكن تمركز العدو ويقدر عدد جنود شارل ب 4000 محارب على أكثر تقدير، بعكس جيش الملك رينيه الذي تفوق على شارل بالفرق الاستكشافية الجيدة والتي كان لها الدور الأكبر في ترجيح كفة الفوز حيث قامت هذه الفرق بتطويق شارل وفصلته عن بقية جنوده وأحكمت السيطرة علية وقتلته في ارض المعركة وفر بقية جيشه منهزمين.
شارل الجريء (بالفرنسية: Charles le Téméraire) يلقب أيضاً بشارل المتهور، ولد في 10 نوفمبر 1433 وتوفي في 5 يناير 1477 وكان عمره حينها 44 سنة، وكان دوق بيرغندي من عام 1467 إلى عام 1477. بعد وفاته أصبح من الواضح أن الأراضي الخاضعة بين فرنسا وهابسبورغ مصيرها التقسيم، لكن كلا الطرفين لم يكن راضيا عن نتائج التقسيم مما كان سيؤدي لاحقا إلى تفكك الولايات البرغندية ونشوب حروب عديدة في أوروبا الغربية لمدة قرنين من الزمان.
ي أكتوبر 1470 لجأ شقيق زوجته إدوارد الرابع ملك إنجلترا مع عدد من إتباعه اليوركيين (نسبة اليورك إنجلترا) إليه هربا من هنري الخامس في الوقت الذي كان يتم فيه إعادة تنصيبه على عرش إنجلترا خلفا ل هنري السادس. لكن بعد خمسة شهور من اللجوء السياسي استطاع إدوارد الرابع ملك إنجلترا بمساعدة البرغنديين بقيادة تشارل من استعادة العرش ثانية من هنري الخامس. في عام 1472 استطاع تشارل استعادة السيطرة على دوقية غيلدرز من أرنولد دوق غيلدرز الواقعة في المناطق المنخفضة التابعة للإمبراطورية الرومانية. في نهاية عام 1473 كان نفوذ مملكة بورغونيا قد امتد ليصل من فرنسا إلى حدود هولندا وأصبح حينها تشارل أحد أقوى رجال أوروبا وأكثرهم ثراء .
السقوط
معركة نانسي:
يعتقد إن أحد الأسباب التي كان لها الأثر في انحلال وسقوط مملكة تشارل تعود إلى دخوله في نزاع مع أرشيدوق النمسا سيجسيموند. وذلك حين رفض تشارل إعادة المقاطعات إليه حسب الاتفاقية المبرمة بينهم وهذا ما أدخله في نزاعات كثيرة كان لها الأثر الأكبر في سقوطه.
من الأمور الأخرى التي ساهمت في سقوطه السريع هي خسارته في معركة غراندسون في 2 مارس 1476 أمام الجيش الاتحادي السويسري حيث بادر تشارل إلى محاصرة قلعة غراندسون استعدادا لاقتحامها لكنه واجه مقاومة شرسة جعلته يتراجع ومن ثم يفر مع ما تبقى من رجاله تاركا خلفه غنائم كثيرة من أسلحة وعتاد ومدفعية التي كان ينوي استعمالها لهدم القلعة.
في 22 يونيو 1476 قام تشارل بتجميع قوة قوامها 30,000 رجل وذلك لرد اعتبره للخسارة المخزية التي مني بها في معركة غراندسون حيث قام بمهاجمة مورات وهي مدينة تقع بين لوزان وبيرن السويسريتين كان شارل قد ادعي بأحقيته فيها، لكن وكما حصل في المعركة السابقة انهزم تشارل أمام الجيش السويسري في 22 يونيو 1476 والذي كان يسانده سلاح الفرسان التابع لدوق الورين رينيه الثاني، خلال هذه المعركة فقد تشارل ما يقارب الثلث من عدد رجاله.
بعد أربعة أشهر من خسارته لمعركة مورات في 6 أكتوبر 1476 استطاع دوق اللورين رينيه الثاني من انتزاع أهم المدن التي كان تشارل قد استولى عليها وهي مدينة نانسي.
كمحاولة أخيرة لاستعادة هيبته بعد الخسارة التي مُني ها في معركة مورات عام 1476 قام شارل الجريء بتشكيل جيش مكون من عدة آلاف من رجاله واتجه إلى أبواب مدينة نانسي عاصمة اللورين، وكان الوقت منتصف فصل الشتاء والثلوج تغطي كل شيء مما صعب الأمور على الجيش ولاقى الكثير منهم مصرعه حتى قبل بداية المعركة.
بحلول 5 يناير 1477 وقعت أحداث معركة نانسي بين الجيش البرغندي بقيادة الدوق شارل الجريء وبين جيش اللورين بقيادة الدوق رينيه مع المساعدة من قبل الجيش السويسري التي هرعت لتقديم المساعدة. بسبب رداءة الطقس والإرهاق الذي أصاب الجنود لم يستطع شارل الصمود في مواجهة قوات اللورين وسويسرا فتمت خسارته وقُتل في المعركة وتم العثور على جثته بعد عدة أيام مشوهة بطريقة يصعب تمييزها.!!
Discussion about this post