في مثل هذا اليوم6 يناير1784م..
الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية توقعان اتفاقية سلام عرفت باسم «اتفاقية القسطنطينية»، وهي الاتفاقية التي أنهت الحرب الروسية العثمانية.
في 7 يناير من عام 1784 وقعت الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية «اتفاقية القسطنطينية»، التي أنهت الحرب الروسية العثمانية.
أنهت هذه المعاهدة الحرب بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية إلى حين، حيث سرعان ما تجددت المواجهات بين الجانبين. فقد تميزت العلاقات بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية بالحروب والمواجهات في ظل محاولة كل طرف مد منطقة نفوذه في آسيا الصغرى وجنوب شرق أوروبا. وقد بدأت هذه الحروب في عام 1696 عندما نجح القيصر الروسي بطرس الأول في هزيمة الترك والاستيلاء على غابات أزوف.
ومع بدء عام 1700 اشتعلت الحرب مرة أخرى عندما أعلن السلطان العثماني أحمد الثالث الحرب رسمياً ضد روسيا ونجح في استرداد غابات أزوف بموجب معاهدة سلام عام 1711م. عرفت هذه الحرب باسم حرب الشمال.
وقد وجدت الإمبراطورية العثمانية دعماً قوياً من جانب فرنسا في ذلك الوقت حيث كانت فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية تخشى من وصول روسيا إلى المياه الدافئة في جنوب أوروبا.
وفي عام 1736 اشتعلت الحرب بين الروس والأتراك مرة أخرى حيث تحالفت روسيا مع النمسا التي كانت في حالة عداء تقليدي مع تركيا التي وصلت إلى أبواب فيينا.
وبالفعل حققت روسيا انتصارات كبيرة واستولت على مناطق عديدة من الممتلكات التركية في أوروبا الشرقية والوسطى. وشعرت النمسا بالقلق تجاه الطموحات الروسية. وضغطت النمسا على روسيا من أجل توقيع معاهدة بلجراد عام 1939 وبموجبها وافقت روسيا على إخلاء منطقة أزوف من الأسلحة والتعهد بعدم بناء أسطول في البحر الأسود. وكانت الحرب الروسية التركية الكبرى قد اشتعلت عام 1768 واستمرت حتى عام 1774م.
وانتهت هذه الحرب بمعاهدة كوتشوك كيانرجي التي منحت روسيا الكثير من المكاسب على الأرض.
وفي عام 1783 اشتعلت الحرب مرة جديدة لتنتهي بمعاهدة القسطنطينية التي لم تكن أكثر من مجرد هدنة قصيرة سرعان ما تجددت بعدها الحروب.
الحروب العثمانية الروسية هي سلسلة حروب نشبت بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، بسبب رغبة الروس في السيطرة على البحر الأسود وممراته، انتهت أغلب المعارك بانتصار السلطات الروسية، وكانت هذه المعارك سببا من أسباب سقوط الدولة العثمانية بسبب إنهاك قواتها. كانت هذه الحروب في الأساس لوقف الأطماع الروسية في غزو أراضي خانية القرم العثمانية ولاحقاً لرغبة الروس في السيطرة على البحر الأسود وممراته (البوسفور والدردنيل) نحو مياه المتوسط الدافئة، انتهت اغلب المعارك بانتصار روسيا مما أدى في معظم الأحيان بمعاهدات قاسية على الدولة العثمانية تخلت فيها عن خانية القرم ولاحقا سمحت بمرور السفن الروسية من البوسفور دون قيود، الحروب العثمانية مع روسيا كانت أحد أسباب انهيار الدولة بالإضافة لحربها مع النمسا.
طيلة سنوات الأربعينات والخمسينات من القرن الثامن عشر ,ساد الهدوء في الجبهة العثمانية الروسية , وصار ذلك الصراع بمثابة صراعا ثانويا , بعد إن انشغلت أوربا بحرب الوراثة النمساوية 1740-1748 وحرب السنوات السبع 1756- 1763 ( ) ,لكن مع انجلاء تلك الحروب , وارتقاء القيصرة الطموحة كاترين الثانية 1762-1796 للعرش الروسي , كان ذلك كفيلا بأن يطفو معه الصراع العثماني –الروسي على مسرح الأحداث مرة أخرى ( ).
اذا كان كل ذلك من جانب, فمن الجانب الآخر ان معاهدة بلغراد المعقودة عام 1739 على خلفيات مشكلة وراثة العرش البولندي لم تنه تلك المشكلة , فعلى اثر معاودة روسيا لتدخلاتها في القضية البولندية نشبت الحرب الروسية العثمانية طيلة الاعوام 1768-1774 ( ) وشهدت السنوات 1769-1770 من الحرب فقدان العثمانيين للكثير من مواقعهم شمال البحر الاسود , وارسلت روسيا اسطولين كبيرين من بحر البلطيق احدهما بقيادة الاميرال الروسي غريغوري اورلوف G.Orloff والثاني بقيادة الاميرال البريطاني (الاسكتلندي) جون الفنستون J.Eliphinston ومعاونيه الضابطين البريطانيين جريج Gregg وديوديل Dudele لملاقات الاسطول العثماني في المتوسط , وتمكن الأسطولان من تحقيق انتصارات مهمة على جبهة المتوسط( ).
لكن إلى هذا الحد من الانتصارات الروسية , كانت تغيرات المواقف الدولية كفيلة بإيقافها , وتتمثل تلك التغييرات بتحول الموقف البريطاني عن المسار المؤيد لروسيا , فبريطانيا التي كانت بحاجة لتأييد روسيا في القضايا الاوربية , استطاعت كاترين ايضا ان تشتري تقاربها هي الاخرى بالامتياز التجاري الذي منحته للتجار البريطانيين في بحر البلطيق عام 1766( ).وما يمكن ان يضاف الى تلك الاسباب هو اعتقاد بريطانيا ان البحرية الروسية ليس لها القدرة على منافسة البحرية البريطانية في البحر الاسود , بعد ان تلقت ضربة قوية بفعل معاهدة بلغراد التي حرمت الروس من اقامة اية ثكنات او بناء سفن على البحر الاسود( ).
لكن سرعان ما اكتشف البريطانيون بعد سلسلة الانتصارات التي حققها الروس فداحة الخطأ الذي وقعوا فيه ,وتعالت اصوات كبار الدبلوماسيين البريطانيين منددين بسياسة الحكومة المتخبطة , ومن هؤلاء عضو مجلس العموم البريطاني وليم بت الاصغر W.Pitt ( ) الذي خطب في المجلس قائلا 🙁 يقولون لنا دعوا روسيا تحتفظ بالمناطق التي احتلتها , ودعوها تطرد العثمانيين من القطاع الاوربي , فان هذه الامور لاتهم بريطانيا , اما انا فلست مستعدا لمناقشة الذين يقولون هذا القول ويؤمنون بهذه السياسة …..)( ).
سارعت الحكومة البريطانية بالكتابة الى سفيرها في اسطنبول السير جون موراي J.Murray لاجل محابات العثمانيين , بأن يعرض وساطة بريطانيا للصلح بينهم وبين الروس , وخلال اللقاء الذي جمع بين موراي والسلطان مصطفى الثالث فوجئ السفير بمبادرة السلطان له قائلا ): انه لمن الامور المدهشة والخارقة للعادة ان انكلترا تعرض على الباب العالي توسطها في الحرب مع إن لها سفن في الاسطول الروسي حاربت ضدنا , ولذلك نحن نعتقد ان طلبها ستار لإغراض أخرى …., فلتعلن انكلترا عن خطتها وسلوكها بدون مراوغة , حتى يعلم الباب العالي مع أي المتحاربين هي معه ام ضده)( ).
استثقلت بريطانيا الرد العثماني واستدعت في الحال ضباطها وبحارتها العاملين في الاسطول الروسي ( ). الامر الذي ترك الروس وحيدين في الميدان مما دفعهم الى فتح باب المفاوضات مع الجانب العثماني بين شهري آب- تشرين الثاني 1772, لكنها كانت مفاوضات متعثرة لتمسك كل من الطرفين بمطاليبه ( )واعتقاد العثمانيين بأن انسحاب البريطانيين من الحلف الروسي سينعكس ايجابا على قدرتهم على المقاومة , بينما اعتقد الروس بان ذلك الانسحاب لن يؤثر على مقدراتهم العسكرية , لاسيما ان لهم الارجحية في جبهات القتال ( ) وعلى توافر اسباب القتال فقد استمرت الحرب لسنتين اخريتين , وكان النصر فيهما حليف الروس , الامر الذي دفع السلطان عبدالحميد الاول 1774-1789 الى طلب الصلح , فتم توقيع معاهدة كوجك كينارجي Kutchuk Kainarge في 10/تموز 1774( ).
حصلت روسيا بموجب المعاهدة المؤلفة من 28 مادة على توسعات اقليمية واسعة , وبقدر تعلق الامر بموضوع البحث , فقد ضمت روسيا المنطقة الممتدة بين نهري دنيبر وبوك مع قلعة كينبورن التي تسيطر على مصب نهر الدنيبر في البحر الاسود , وبذلك تكون روسيا قد حصلت ولاول مرة على موضع قدم على البحر الاسود, كما استولت على مدينة آزوف , وعلى قلعتي كيرتش وينيكالا اللتان تسيطران على المدخل الذي يربط بحر آزوف بالبحر الاسود, كما حصلت روسيا على حق الملاحة لسفنها التجارية والبحر الاسود الذي بقي ما يزيد على مائتي عام مغلقا بوجه السفن غير العثمانية ( ) .
بموجب معاهدة كوجك كينارجي لم يعد البحر الاسود (بحيرة عثمانية) ولم تعد هناك سيادة عثمانية مطلقة عليه, بل على العكس من ذلك فانها فتحت الباب على مصراعيه لتغلغل النفوذ الروسي فيه , فالسماح للسفن التجارية الروسية باستخدام المضائق العثمانية بين البحرين الاسود والمتوسط واعفاء هذه السفن من رسم عبور المضائق الذي كانت السفن التجارية البريطانية والفرنسية تدفعه , تعد سابقة خطيرة للتدخل الروسي في الدولة العثمانية , لانها شكلت بداية حقيقية لمشكلة المضائق العثمانية , وخطوة واسعة باتجاه احكام روسيا سيطرتها على البحر الاسود وجعله بحيرة روسية( ) .
ان اخطر انعكاسات معاهدة كوجك كينارجي على الدولة العثمانية عامة والبحر الاسود خاصة , انها تركت الباب مفتوحا لتوسعات روسية جديدة في المنطقة , ففي 19نيسان 1783اقدمت روسيا على ضم منطقة القرم الحيوية والمطلة على البحر الاسود متذرعة بالتمرد الذي نشأ فيها , وفي العام التالي اضطرت الدولة العثمانية الى الاعتراف بذلك الضم رسميا ( ) الامر الذي حفز بعض الدول ان يكون لها ذات الحق الذي حصلت عليه روسيا في البحر الاسود ومنها فرنسا التي طلبت على لسان جوفيير Gouffer سفيرها في اسطنبول في 4/آب 1784 بالسماح لسفنها التجارية بأن تمخر عباب البحر الاسود, لكن الحكومة العثمانية رفضت الطلب متذرعة بأنها ستعمل على الغاء هذا الحق على الروس انفسهم عندما تحين الفرصة المناسبة( ). وفي حقيقة الامر ان الحكومة العثمانية كانت تحاول ان تلعب بورقة البحر الاسود والمضائق في محاولة منها للضغط على الحكومة الفرنسية وجس نبضها فيما لو اندلعت الحرب بينها وبين روسيا ,ولما وقفت على حقيقة الموقف الفرنسي (من خلال المقابلة التي جرت بين السفير جوفيير وولي العهد سليم الثالث ) بأنه سيكون موقفا لن يتجاوز الموقف الحيادي رفضت الطلب المقدم لها من الحكومة الفرنسية( ) .
لم تهضم الحكومة العثمانية مسألة ضم منطقة القرم, او تصرفاتها الموحية وكأن البحر الاسود بحيرة روسية , ولم تستسغ ايضا الخطوات الاستفزازية التي اخذت تصدر منها , ومن اخطرها السماح للسفن التجارية اليونانية في عام 1783 بدخول البحر الاسود وحرية المتاجرة تحت حماية العلم الروسي ( ),وفي عام 1787منحت الامتياز ذاته للسفن التجارية الفرنسية في البحر الاسود لاسيما بعد ان فشل الفرنسيون في الحصول على ذلك من الحكومة العثمانية ,وأخذ الخطر الروسي يتعاظم بعد ان جعلت روسيا سيباستبول في منطقة القرم وخرسون عند مصب نهر دنيبر قاعدتين للاسطول الروسي الجديد ( ) فما كان من الحكومة العثمانية الا ووجهت بلاغا السفير الروسي في 16اب 1787 تطالبه ابلاغ حكومته بعدد من المطالب وفي مقدمتها الانسحاب من منطقة القرم, لكن الحكومة الروسية رفضت ذلك ,فأعلنت الدولة العثمانية الحرب في 24اب 1787 وردت روسيا باعلان الحرب في منتصف شهر ايلول ,وانضمت لها النمسا في شباط 1788 لتخوفها من انفراد روسيا في البلقان ( ).
استمرت الحرب لما يزيد على اربعة اعوام , وبعيدا عن تفاصيل المعارك الحربية التي كانت فيها الارجحية واضحة للروس ( ),فقد القت الظروف الداخلية والمتمثلة بالثورة البلجيكية والمتغيرات الدولية المناهضة للحرب بظلالها على الموقف النمساوي , الامر الذي دفع النمسا الى الانسحاب من التحالف الروسي ( )بتوقيعها معاهدة سيستوف في 4 اب 1791 , وعلى اساس الوضع الذي كان قائما قبل الحرب( ).
اما الروس فاعتقدوا بان انسحاب النمسا من الحلف لن يؤثر على ثقلهم العسكري , طالما وقد عوضوا عن ذلك بصلح مع السويد في آب 1791 على اساس الوضع الذي كان قائم في البلطيق عام 1788 ,مما يمكنهم من حشد طاقاتهم ضد العثمانيين ( ) الذين اعتقدوا بان موقفهم قد تحسن بانسحاب النمسا من الحلف المناهض لهم, وعليه رفضوا الصلح مع روسيا الا بعد اعادة منطقة القرم ( )
ومما يبدوا ان العثمانيين قد بالغوا كثيرا في تقديراتهم للانسحاب النمساوي, فقد توالت هزائمهم امام الروس الذين استولوا على قلعة كيلي وممرات طونا شمال البحر الاسود,واستمر الاخفاق العثماني الى الحد الذي تخوفت معه عدد من الدول الاخرى ذات المصالح مثل بريطانيا الذي تعاظم امتعاض رئيس وزرائها وليم بت من سياسة القيصرة كاترين الثانية التوسعية تجاه الدولة العثمانية الى درجة انه اقترح في 25/اذار 1791 بارسال انذار نهائي الى كاترين يؤكد رفض الحكومة البريطانية للمكاسب الروسية , والطلب من القيصرة الروسية ان تعلن خلال عشرة ايام استعدادها للتوصل الى سلام عادل مع العثمانيين بشروط معقولة,واقترح ايضا ارسال اسطول بريطاني لمجابهة الاسطول الروسي في البحر الاسود في حال رفض الحكومة الروسية , لكن المقترح لم ينل موافقة البرلمان البريطاني تخوفا من تصعيد الامور, وجرى الاكتفاء بارسال وفد الى سان بطرسبورغ لعرض الوساطة البريطانية بين الطرفين ( ) .
تدخلت كل من هولندا وبروسيا الى جانب بريطانيا في جهود الوساطة واسفرت المباحثات عن توقيع معاهدة ياسي في 9 كانون الثاني 1792التي حققت فيها روسيا مكاسب جديدة على حساب الدولة العثمانية, اذ تم الاتفاق فيها على ضم منطقة القرم وبسارابيا وكوبان والاقاليم الواقعة بين نهري بوج والدنيستر لروسيا , وعلى ان يكون النهر الاخير حدا فاصلا بين البلدين , والاخذ بنظر الاعتبار كل ما ورد في المعاهدات السابقة بين البلدين ( ).
طوت معاهدة ياسي معها آخر حلقة من حلقات الصراع الروسي -العثماني حول البحر الاسود في القرن الثامن عشر , ذلك الصراع الذي بدأ مع اطلالة ذلك القرن بقوة وهيمنة عثمانية مطلقة على ذلك البحر , ووصل مع نهاية القرن المذكور الى حالة عكسية تماما بضعف عثماني وهيمنة روسية مطلقة على البحر الاسود, فانفتحت الابواب على مصارعها للتدخل الروسي المستمر في الشأن الداخلي العثماني , الامر الذي شكل ذريعة مستمرة لسلسلة دامية من الحروب التي شهدها الطرفين طيلة القرن التاسع عشر وحتى سقوط الدولة العثمانية في الثلث الاول من القرن العشرين.
الخاتمة
شهد البحر الأسود تنافسا وصراعا شديدا بين الدول المطلة علية طيلة القرن الثامن ,وأسباب ذلك تعود إلى أهمية ذلك البحر من جانب كونه يمثل عقدة مواصلات تجارية تلتقي عنده أهم الطرق القادمة من الشرق باتجاه الغرب وبالعكس,ومن جانب آخر فان الدولة العثمانية استطاعت ومنذ القرن السادس عشر أن تفرض هيمنتها المطلقة عليه ,فاعتبرته بحرا داخليا يخضع لنفوذها المطلق,وطالما كانت الدولة العثمانية قوية ,فقد استمرت ما يزيد على قرنين من الزمان تمارس ذلك الحق ,مع اعتراف أوربي به, لكن تلك القوة اصطدمت بحاجة وطموح قوة ناشئة آنذاك هي روسيا التي كانت تعاني من قلة المنافذ الخارجية لتجارتها إن لم يكن انعدامها ,فدخلت بسلسلة من الحروب مع الدولة العثمانية طيلة القرن الثامن عشر واستطاعت أن تتوجها بعقد معاهدتي كوجك كينارجي عام 1774 وياسي عام 1792 ,التي حصلت بموجبهما على حق المرور لأساطيلها التجارية عبر البحر الأسود ,ومد نفوذها إلى ابعد من ذلك بحصولها على توسعات إقليمية حوله ,فكسرت بذلك أسطورة الهيمنة العثمانية المطلقة على ذلك البحر ,وليكون ذلك بداية لتدخلات روسية طيلة القرن التاسع عشر على حساب الدولة العثمانية.!!
Discussion about this post