الوصف في القصة القصيرة
المفهوم والوظيفة / دليل سريع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوصف ثاني عناصر التشكيل القصصي المكون من السرد والوصف والحوار وينبغي أن نميزه عن المفاهيم المجاورة له والتي تختلط معه في المدى الواقع تحت فعله وهي الاستعارة والصورة
فالاستعارة (تعبير عما هو مرئي بشيء غير مرئي) والصورة هي (التعبير عن طريق التجريد) بينما الوصف هو محاكاة لما هو مرئي وللتوسعة نقول ان الاستعارة هي نقل حقل معرفي الى حقل معرفي آخر من اجل اظهار حقيقة لا تبرز مع المشبه وحده الا بحضور المشبه به لأن النقل البلاغي هنا هو إدراك جديد وليس تبدل واجهة الشيء وتكون الاستعارة اما خارجية واضحة أو داخلية تعرف من خلال السياق النفسي
بالنسبة للصورة هي بروز الشعور الذاتي في بنية المدلول وتقدم مستويين الأول دلالي والثاني النفسي بحيث يتلون الدلالي بهوية النفسي وهي في الغالب موسوعة أفكار مضمرة وليست في شكل أوصاف
إزاء هذا يمكن للوصف استعمال الاستعارة والصورة كإجراء يعدل عليه وفق طبيعته ويمكن صياغة مفهوم للوصف من عدة خطوات يحاول إستغراق ماهية الوصف في القصة القصيرة بغية تمثلها في الذهن بصورة راسخة والتأمل فيها
1- الوصف أدبيا هو تصوير العالم الخارجي أو الداخلي من خلال اللغة وفق ما تراه شخصيات الكاتب لا كما يراه هو منسجما ومستواها الاجتماعي والفكري وأول وظائفه خلق البيئة التي تجري فيها أحداث القصة
2- الوصف في البعد المرجعي (المشهد اليومي) يقدم أشياء ترى، تلمس، تشم أما في البعد اللفظي (المشهد الوصفي) فيقدم جملة من الأشياء ينبغي تصور دلالتها بصريا وبهذا يتحول الجهد البصري الى تأمل 1
وحدة الشيء الموصوف هي حجمه المادي الساكن في سياقه الطبيعي يأتي مع توقيتات أجزاءه دفعة واحدة الى العين (المشاهدة) وهنا لا قيمة للمشخص لأنه ليس محكيا بل هيئة محيدة أما تجزيء الشيء الموصوف فهو توارد تدريجي لموسوعته (اللون / الهيئة / الحجم / الخ) عبر (القراءة) هذا التجزيء يأتي للعين عبر نماذج مفهومية تفسره وهذا ما يمنح المحكي موصوفا موقعا خاصا في ذاكرة الانسان انه وكما يقول سعيد بنكراد لا يروي حدثا وانما يشخص خبرة ضمن تفاصيل الفرجة
3- تنظر القصة القصيرة الى الوصف بوصفه (معطى من خلال عملية انتقاء تخضع دوما لطبيعة الدلالة التي يتغيا الوصف خلقها أو تدعيمها )2 وسبب انه انتقائي وخاضع لطبيعة الدلالة لأنه (أسلوب كتابة وخطاب له بنية شكلية وطرائق اشتغال داخلي وله بنية دلالية متينة الصلة بسياقها السردي والمقاصد التواصلية للواصف
4- للوصف بنية تختلف عن بنية السرد فهو ليس تابعا له وتتخذ بنيته اشكلا مختلفة فقد تكون مفردة أو مركبا نحويا جزئيا وقد يمتد فيكون مقطعا وتعدد هذه الاشكال راجع العمليات الوصفية الأساسية المتمثلة بالترسخ والتعيين وهي عمليات كاشفة عن انتاج الوصف واشكاله
5- الوصف لا يتعامل مع الأشياء لأنها تغيب أثناء عملية النقل البلاغي للوصف تقريرا أو تبئيرا وغيابها يعني أنها أصبحت مشاعرنا وافكارنا لأن ما يقع بين المشهد المرجعي والمشهد اللغوي هو سياق دلالي ذاتي مقصود لا سياق موضوعي منعزل
نظرا لمسافة القصة القصيرة فان الوصف يتميز بــ(انتقاء وظيفي ) فكل ما يوصف وكل صفة يوصف بها يكون له وظيفة محددة في نظام العلاقات المتشابكة التي تبني جو القصة ) 3 وهذه الوظائف لا تعين الشيء الموصوف فهذه حالة ساكنة لا تمثل الحجم الدلالي انما تسجل موضعه المادي فلا يكون عمل الوظائف ( معينا للشي ـــــــ أو لحالة الأشياء ــــــــ ولكنه يكون معنيا لحالة إدراك الشيء) 4
وتقسم هذه الوظائف الى
1- حكائية (وظيفة تعليمية أو إخبارية / وظيفة تمثيلية / وظيفة سردية)
2- دلالية (وظيفة اشارية / وظيفة رمزية / وظيفة تعبيرية / وظيفة أيديولوجية أو قيمية / وظيفة جمالية / وظيفة إبداعية 5
المصادر
ــــــــــــــــــــــــ
• وظيفة الوصف في الرواية / عبد اللطيف محفوظ 1-2
• نظرية القصة القصيرة / د ثائر العذاري 3
• اليات انتاج النص الروائي / عبد اللطيف محفوظ 4
• الوصف في النص السردي النظرية والاجراء / محمد نجيب العمامي
حيدر الأديب
Discussion about this post