في مثل هذا اليوم 23 يناير 1969م..
القاهرة تحتفل بألفيتها واعتبر افتتاح أول معرض للكتاب الدولي بداية الاحتفال بالألفية.
55 عامًا مرت على أول دورة من دورات معرض القاهرة، وقد جاءت أولى دوراته فى عام 1969، تزامنًا مع الاحتفال بألفية القاهرة ويعد واحدًا من أكبر معارض الكتاب فى الشرق الأوسط وأقدمها، وتزامنت أولى دوراته مع احتفال القاهرة بعيدها الألف، حين قرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الدكتورة سهير القلماوى بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب، لهذا احتفلت دورة 2008 بالقلماوى باعتبارها شخصية العام. وغالبًا ما يقام فى نهاية شهر يناير ومدته الرسمية 12 يومًا ولكن غالبًا ما يتم يتم مده لثلاتة أيام أخرى فتكون مدته الإجمالية 15 يومًا وجرت العادة به أن يكون اليوم الأول للافتتاح الرسمى واليوم الثانى للناشرين وثالث الأيام يوم الجمعة وما يليه للجمهور، ويشارك فيه ناشرون من مختلف الدول العربية والأجنبية ويقام به أيضًا العديد من الندوات الثقافية بالإضافة إلى عروض السينما والمسرح والمعارض التشكيلية والعروض الموسيقية، كما تمت إضافة جزء من سوق سور الأزبكية المخصص للكتب المستعملة والتى تباع بأسعار زهيدة. ويعد المعرض فرصة نادرة للقاءات الثقافية وتبادل الأفكار، حيث يقصده الآلاف من جميع أنحاء الجمهورية ومن الخارج. وفى عام 2006 اعتبر ثانى أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، ويزور المعرض حوالى 2 مليون شخص سنويًا.
معرض القاهرة الدولى للكتاب
ففى 23 يناير 1969 احتفلت القاهرة بألفيتها الأولى بمناسبة مرور ألف عام على تأسيسها وتزامنت هذه الاحتفالات مع انطلاق معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أولى دوراته، حيث مثلت الاحتفالية فكرة لانطلاقته الأولى وكان وزير الثقافة آنذاك هو الدكتور ثروت عكاشة قد قرر الاحتفال بهذا العيد على نحو فكرى وثقافى، فعهد إلى الدكتورة سهير القلماوى، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب آنذاك، بالإشراف على إقامة أول نسخة لمعرض للكتاب.
معرض القاهرة الدولى للكتاب
وتم افتتاح المعرض فى يوم 22 يناير من نفس العام بأرض المعارض بالجزيرة وهو المكان الذى تقع فيه دار الأوبرا الجديدة حاليًّا، وقد شارك فى هذا المعرض 5 دول أجنبية وحوالى 100 ناشر على مساحة 2000 متر مربع، وذلك حسب تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات.
وهناك كتاب مهم يوثق للانطلاقة الأولى للمعرض وهو كتاب «حكاية أول معرض دولى للكتاب» للكاتب محمد سيد ريان، والكتاب مزود بالوثائق والصور النادرة، ويرصد بالتفصيل قصة إنشاء معرض القاهرة الدولى للكتاب، وذكر الكاتب تفاصيل جديدة ومثيرة عن اليوم الأول لافتتاح المعرض وهو يوم 22 يناير 1969، وقد استمر ثمانية أيام، واشترك فيه 46 ناشرًا يمثلون 32 دولة من أوروبا وأمريكا وآسيا والدول العربية. وقال الكاتب إن الفنان عبدالسلام الشريف كان صاحب فكرة إقامة المعرض فى هذا التوقيت بالتزامن مع احتفالية القاهرة ليكون شاهدًا على تطور مدينة القاهرة وتاريخها، وقد رحب الدكتور ثروت عكاشة بالفكرة وكلف الدكتورة سهير القلماوى بالإشراف على تنفيذها، ويذكر الكاتب أن المعرض قد استمر ثمانية أيام، وأشار ريان، فى كتابه، إلى ما كتبه الدكتور فؤاد ذكريا عن المعرض، فى مقال نشر بمجلة الفكر المعاصر فى عدد فبراير 1969، وجاء تحت عنوان «بين معرض ومؤتمر»، ذاكرًا فيه انطباعاته ورؤيته باليوم الأول للمعرض حيث قال: « كان يوم الافتتاح مكفهر الجو منهمر المطر شديد البرودة، وكنت أحسب وأنا مدعو إلى يوم الافتتاح أنى لن أجد إلا نفرًا قليلًا من المتجلدين الذين لن يملكوا بسبب أو لآخر أن يرفضوا الدعوات الموجهة إليهم لحضور الافتتاح، بل لقد بلغ بى التشاؤم حدًّا ظننت معه أنى قد أعود بعد دقائق من حيث أتيت وأن الافتتاح قد يؤجل إلى وقت آخر أنسب، فى جو أفضل.. وما إن اقتربت من أبواب المعرض حتى شاهدت ما لم أكن أتوقع وما لم يكن يتوقعه أشد الناس تفاؤلًا بنجاح هذا المعرض».
لكن الدورة الأولى للمعرض فى عام 1969 سبقتها إرهاصات أولى ذكرها الكتاب نفسه، منها أن أول معرض للكتاب العربى تم افتتاحه فى إبريل 1946 بحضور وزير المعارف العمومية وقتها ونخبة من كبار رجال الدولة بالإضافة لرواد العلم والفكر والأدب، وكان المعرض يحتوى على قسم للكتب العربية بالإضافة لقسم للكتب العربية المطبوعة فى أوروبا وأمريكا، وكان الاسم القديم لمعرض الكتاب (أسبوع الكتاب) هو الأب الروحى لمعرض الكتاب بشكله الحالى، وقد تم افتتاح أسبوع الكتاب العربى الأول فى القاهرة فى أكتوبر 1963، وكان المعرض يسمى فى تلك الفترة «مهرجان الكلمة العربية» و«عيد الثقافة».
معرض الكتاب
ويعد معرض القاهرة الدولى للكتاب مهرجانًا ثقافيًا متميزًا وذلك من خلال الأنشطة الثقافية والفنون المتعددة المصاحبة للمعرض، وهو يمثل نافذة يطل منها الجمهور على مختلف فنون وعلوم وآداب العالم، وذلك من خلال الكتب، وشرائط الفيديو، والكاسيت، وتسجيلات الموسيقى العالمية، والوسائل التعليمية، والحاسبات الآلية، ولوحات كبار الفنانين العالميين وأيضًا من خلال الندوات، واللقاءات الفكرية، والأمسيات الشعرية، وقراءات المقهى الثقافى، وعروض مخيم الإبداع التى يشترك فيها كبار المفكرين والأدباء والفنانين من مصر والبلاد العربية الشقيقة، الذين يلتقون برواد المعرض ويكسرون الحواجز بينهم وبين الجماهير فى حوار ديمقراطى أصيل.!!
Discussion about this post