في مثل هذا اليوم 3 فبراير 1903م..
البريطانيون يستولون على مدينة كانو حاضرة شمال نيجيريا، وكان وقتها معظم جنوب نيجيريا قد خضع للحماية البريطانية وذلك منذ عام 1900.
في العام 1903، منح الانتصار البريطاني في معركة كانو البريطانيين اليد الطولى لوجستيًا لإحلال السلام في قلب خلافة صكتو والأراضي المنضوية ضمن إمبراطورية بورنو البائدة. في مارس من العام 1903، وفي ساحة سوق صكتو الكبير، أعلن آخر وزير لخلافة صكتو استسلامه رسميًا للحكم البريطاني.
تُعتبر دولة نيجيريا صاحبة أكبر كثافة سكانية في أفريقيا وسابع أكثر دول العالم اكتظاظًا بالسكان، بنسبة تبلغ 206 مليون نسمة وفقًا لتقديرات العام 2019. تضم نيجيريا ثالث أكبر نسبة شباب في العالم، بعد الهند والصين، إذ يبلغ متوسط عمر نصف سكانها تقريبًا تحت سن الثامنة عشرة. اقتصاد نيجيريا هو الأكبر في أفريقيا ويأتي في المرتبة 24 بين أكبر اقتصادات العالم، بقيمة تبلغ 450 مليار دولار تقريبًا في الناتج الإجمالي المحلي النقدي ويبلغ تعادل القوة الشرائية 1 تريليون دولار. عادة ما يُشار إلى نيجيريا بتسمية «عملاق أفريقيا»، نظرًا لكثافة عدد سكانها وضخامة اقتصادها، وباعتبارها سوقًا ناشئة، وفقًا للبنك الدولي، تُعتبر نيجيريا الآن قوة إقليمية في القارة الأفريقية، وقوة وسطى في الشؤون الدولية، ويُنظر إليها باعتبارها قوة دولية صاعدة. رغم ذلك، فإن مؤشر التنمية البشرية يضع نيجيريا في المرتبة 158 على مستوى العالم، وتُصنف البلاد بوصفها ذات اقتصاد منخفض متوسط الدخل، بدخل قومي إجمالي يتراوح بين 1,026 دولار و3,986 دولار للفرد الواحد.
أدت الضرورة القانونية المتغيّرة (حظر بريطانيا لتجارة العبيد عبر الأطلسي في العام 1807) والضرورة الاقتصادية (الرغبة في إحلال الاستقرار السياسي والاجتماعي) إلى تشجيع معظم القوى الأوروبية تنمية المحاصيل الزراعية بشكل موسّع، مثل زراعة النخيل، لاستخدامها في الصناعات الأوروبية. انخرطت الشركات الأوروبية في تجارة العبيد عبر الأطلسي حتى حُظرت قانونيًا في العام 1807. بعد ذلك راح المهربون غير القانونيين يشترون العبيد على طول الساحل من تجار العبيد المحليين. سعى أسطول غرب أفريقيا البريطاني إلى اعتراض المهربين في عرض البحر. أُخذ العبيد الذين أُنقذوا إلى فريتاون، التي كانت مستعمرة في غرب أفريقيا أُسست ابتداءً لإعادة توطين العبيد المحررين من بريطانيا. تدخلت بريطانيا في الصراع السلطوي في مملكة لاغوس عبر قصفها لاغوس في العام 1851، ما أدى إلى خلع الملك المناصر لتجارة العبيد أوبا كوسوكو، وساعدت على تنصيب أوبا أكيتوي المتعاون، ووقعت معاهدة بين بريطانيا العظمى ولاغوس في 1 يناير 1852. في العام 1864، أصبح صامويل أجاي كروثر أول قسيس أفريقي للكنيسة الأنجليكانية في نيجيريا.
في العام 1885، لقيت المطالب البريطانية بمنطقة هيمنة في غرب أفريقيا اعتراف الدول الأوروبية الأخرى في مؤتمر برلين. في العام التالي، اعتمدت بريطانيا شركة رويال تايغر تحت إدارة السير جورج تاوبمان غولدي. مع أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كانت الشركة قد نجحت نجاحًا واسعًا في إخضاع الممالك الجنوبية المستقلة على طول نهر النيجر، وغزا البريطانيون بنين في العام 1897، وهزموا خصومهم في الحرب الأنجلو-آروية (1901 – 1902). أدت هزيمة تلك الممالك إلى تمهيد الطريق أمام الحكم البريطاني في منطقة النيجر. في العام 1900، دخلت مناطق هيمنة الشركة تحت الحكم المباشر للحكومة البريطانية وأسست فيها محمية نيجيريا الجنوبية محميةً بريطانية وجزءً من الإمبراطورية البريطانية، أكبر القوى العظمى في العالم آنذاك.
بحلول العام 1902، تبلورت خطط بريطانيا في الزحف شمالًا على خلافة صكتو. أوكلت وزارة المستعمرات إلى الجنرال البريطاني اللورد فريدريك
لوغارد مهمة تنفيذ الخطة. عمِد لوغارد إلى توظيف الخلافات بين الأمراء المتنازعين في الجزء الجنوبي من أرض الخلافة والإدارة المركزية لخلافة صكتو وذلك لتثبيط أي جهود دفاعية قد تعيق تقدمه نحو العاصمة. مع اقتراب البريطانيين من عاصمة صكتو، نظم السلطان الجديد محمد الطاهر الأول حملة دفاعية سريعة وقاتل القوات البريطانية المتقدمة. حقق البريطانيون نصرًا سريعًا، ما اضطر الطاهر الأول والألوف من أتباعه إلى الهجرة. في الشمال الشرقي، نجم عن تدهور حال إمبراطورية بورنو ظهور إمارة بورنو المدعومة بريطانيًا بوجود أبو بكر غارباي حاكمًا لها.
في العام 1903، منح الانتصار البريطاني في معركة كانو البريطانيين اليد الطولى لوجستيًا لإحلال السلام في قلب خلافة صكتو والأراضي المنضوية ضمن إمبراطورية بورنو البائدة. في مارس من العام 1903، وفي ساحة سوق صكتو الكبير، أعلن آخر وزير لخلافة صكتو استسلامه رسميًا للحكم البريطاني. عيّن البريطانيون محمد الطاهر الثاني خليفة جديدًا. ألغى فريدريك لوغارد نظام الخلافة، ولكنه أبقى على لقب السلطان بوصفه منصبًا رمزيًا في محمية نيجيريا الشمالية المنشأة حديثًا. وعُرفت هذه باسم «مجلس سلطنة صكتو». في يونيو 1903، هزم البريطانيون آخر قوات الطاهر الأول وقتلوه؛ وبحلول العام 1906، خبت حركة المقاومة ضد الحكم البريطاني.
الاندماج
في 1 يناير 1914، وحّد البريطانيون رسميًا محمية نيجيريا الجنوبية ومحمية نيجيريا الشمالية في كيان سمّوه مستعمرة ومحمية نيجيريا. من ناحية إدارية، بقيت نيجيريا مقسمة إلى المحمية الشمالية والمحمية الجنوبية ومستعمرة لاغوس. حافظ سكان الإقليم الجنوبي على علاقات تواصل اقتصادية وثقافية أكثر مع البريطانيين والأوروبيين بسبب النشاطات الاقتصادية المرتبطة بالساحل.
طابع بريدي من العام 1953 يحمل صورة الملكة إليزابيث الثانية.
أسست البعثات التبشيرية المسيحية مؤسسات تعليمية غربية في المحميات. تبعًا لسياسة بريطانيا في الحكم غير المباشر وتأييد التقاليد الإسلامية، لم يحرص التاج البريطاني على عمل الإرساليات التبشيرية المسيحية في شمال نيجيريا، وهو الجزء الإسلامي من البلاد. سافر بعض أبناء النخب من الجنوب إلى بريطانيا العظمى لمتابعة تعليمهم العالي. بحلول مرحلة الاستقلال في العام 1960، برزت بوضوح الاختلافات الإقليمية في فرص الوصول إلى التعليم الحديث. يُرى هذا الإرث حتى يومنا هذا، وإن كان بشكل أقل وضوحًا. كما ظهر التفاوت بين الشمال والجنوب في الحياة السياسية في نيجيريا أيضًا. وكمثال على ذلك يُذكر عدم حظر شمال نيجيريا العبودية حتى العام 1936، في حين أُلغيت العبودية في أجزاء أخرى من نيجيريا في بواكير الحقبة الاستعمارية.
بعد الحرب العالمية الثانية، واستجابة لتنامي الشعور بالقومية النيجيرية والمطالب بالاستقلال، بدأت سلسلة من الدساتير التي وضعتها الحكومة البريطانية بتحويل نيجيريا نحو الحكم الذاتي شيئًا فشيئًا على أساس تمثيلي وفيدرالي. بحلول منتصف القرن العشرين، عصفت بأفريقيا موجة كاسحة تنادي بالاستقلال. وهكذا نالت نيجيريا استقلالها أخيرًا في عام 1960.!!