يا شهقة الليل هذا القلب قد شربَ
دمعََ العذارى و ذَابَ في المدى تَعِبَا
قد راودته التي كَرَّتْ على قلقي
مُذْ قُبْلَتيْنِ و ضخّت في دمي لهبا
آنستُ منها خمور الرّوحِ فانعرجتْ
كلَّ الحروفِ يقينًا يرتقي السّبَبَ
كم قُلتُ صبّي خيوط الشمس في شجني
إنّي غدوتُ مع الأيام مغتربا
أخيطُ شرخ النّوى هجرا على سفرٍ
و أغزل الريح و الأمطار و السُحُبَ
و أجمع الصبر في الأحشاء أوقدُهُ
و قد نذرت له من مهجتي حطبا
يا ليت عينكِ للأسرار كاتمةٌ
و يفضحُ الوردُ من للوصل مرتقبا
أين الليالي التي زفّتْ مراكبنا
للعاشقين فسارت في المدى سَرَبا
أين القصائدُ و النّاياتُ تعزفُها
داوودُ ينفخُ من مزماره العجبَ
طيفٌ تهجّد في محرابِ ذاكرتي
فصيّر الشِّعرَ في جوفِ الجوى شُهُبا
و النّجم أسكن بين الغيم خيبته
ثم بكاها على الأطلال منتحبا
كلَّتْ جُفوني و ذي الأسحار شاهدةٌ
صبري كمانٌ يناجي الليل مكتئبا
*- علي مسعود -*. تونس






