فى مثل هذا اليوم 18مارس1913م..
اغتيال ملك اليونان جورج الأول في سالونيك، وابنه قسطنطين يخلفه على العرش.
جورجيوس الأول (باليونانية: Γεώργιος Α΄؛ 24 ديسمبر 1845 – 18 مارس 1913)؛ كان ملك اليونان منذ 30 مارس 1863 حتى اغتياله في عام 1913.
كان في الأصل أميرًا دنماركيًا، وُلد في كوبنهاغن، وبدا أنه كان متجهًا للعمل في البحرية الملكية الدنماركية، كان يبلغ من العمر 17 عامًا عندما تم انتخابه ملكًا من قبل الجمعية الوطنية اليونانية التي خلعت أوتو الذي لم يكن يحظى بشعبية كبيرة، تم اقتراح ترشيحه ودعمه من قبل القوى العظمى: المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا والإمبراطورية الفرنسية الثانية والإمبراطورية الروسية، وفي عام 1867 تزوج من الدوقة الروسية الكبرى أولغا كونستانتينوفنا، وأصبح أول ملك لسلالة يونانية جديدة، تزوجت اثنتان من شقيقاته ألكسندرا وداغمار من أعضاء في العائلتين الملكيتين البريطانية والروسية، وهما إدوارد السابع ملك المملكة المتحدة وألكسندر الثالث إمبراطور روسيا، وبذلك اعتبروا جورج الخامس ملك المملكة المتحدة وكريستيان العاشر ملك الدنمارك وهوكون السابع ملك النرويج ونيقولا الثاني إمبراطور روسيا أبناء أخوته.
تميز حكم جورج الذي دام ما يقرب من 50 عامًا (الأطول في تاريخ اليونان الحديث) بمكاسب إقليمية التي أنشأت اليونان لها المكانة في أوروبا ما قبل الحرب العالمية الأولى، تنازلت بريطانيا عن جزر الأيونية سلميًا في عام 1864، بينما تم ضم ثيساليا من الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب الروسية التركية (1877-1878)، لم تكن اليونان ناجحة دائمًا في طموحاتها الإقليمية؛ بحيث هُزمت في الحرب اليونانية التركية (1897)، وخلال حرب البلقان الأولى، وبعد أن استولت القوات اليونانية على جزء كبير من مقدونيا اليونانية اغتيل جورج في سالونيك.
خلال شهر أكتوبر سنة 1862، عزل الملك اليوناني ذو الأصول البافارية أوتو الأول (Otto I) من منصبه عقب قرار من البرلمان على إثر تراجع شعبيته ليعيّن الأمير الدنماركي جورج الأول (George I) ملكا على اليونان بدلا منه بحلول مارس 1863، حيث باركت كل من بريطانيا وروسيا وفرنسا تولي الأخير لهذا المنصب.
بموجب ذلك، سمح لهذا الأمير الدنماركي الشاب البالغ من العمر 17 سنة بتأسيس سلالة حاكمة جديدة باليونان. ودعمت الزيجات الملكية التي ربطت بين العائلة الحاكمة بالدنمارك وعدد من العائلات الحاكمة الأخرى بأوروبا موقع جورج الأول كملك لليونان، حيث تزوجت شقيقته الأميرة الدنماركية داغمار والمعروفة بماريا فيودوروفنا (Maria Feodorovna) من الإمبراطور الروسي ألكسندر الثالث (Alexander III) بينما تزوجت أخته ألكسندرا (Alexandra) من ملك بريطانيا إدوارد السابع (Edward VII).
خلال فترة حكمه التي استمرت قرابة 50 عاما، ساهم جورج الأول في رسم ملامح اليونان الحديث عن طريق جملة من الإصلاحات كما توسعت الرقعة الجغرافية لبلاده بفضل مشاركته بعدد من الحروب الإقليمية. فعقب حصولها بشكل سلمي على الجزر الأيونية من عند بريطانيا، افتكت اليونان منطقة ثيساليا من قبضة العثمانيين عقب الحرب العثمانية الروسية ما بين عامي 1877 و1878 قبل أن تنجح في التوسع شمالا على حساب عدد من المناطق المقدونية خلال حرب البلقان الأولى سنة 1913.
ومع اقترابه من عامه الخمسين في سدة الحكم، وضع ملك اليونان جورج الأول خطة للتنازل عن العرش لصالح ابنه قسطنطين الأول البالغ من العمر حينها 44 عاما.
ولم يكن لجورج الأول ما يريده. فخلال شهر مارس سنة 1913، لقي ملك اليونان حتفه أثناء تواجده بمدينة ثيسالونكي (Thessaloniki) عقب محاولة اغتيال ناجحة نفذها رجل يدعى أليكسندروس شيناس (Alexandros Schinas) قيل أنه ينتمي لمنظمة اشتراكية.
وعلى إثر تحرير مدينة ثيسالونكي من قبضة العثمانيين خلال حرب البلقان الأولى، حلّ الملك جورج الأول بالمنطقة لإقامة احتفال رسمي.
ويوم 18 من شهر مارس 1913، اتجه الملك للقيام بجولته المسائية الاعتيادية في شوارع ثيسالونكي. وتماما كما جرت العادة بالعاصمة أثينا، عمد جورج الأول للتجول مرفوقا بعدد قليل من الحراس وهو الأمر الذي جعله عرضة للخطر. ففي حدود الساعة الخامسة والربع من مساء ذلك اليوم، تقدم أليكسندروس شيناس من الملك ليوجه إليه رصاصة اخترقت قلبه فارق على إثرها الحياة أثناء نقله نحو المستشفى.
على الفور ألقى عدد من أفراد الشرطة، المتواجدين على مقربة من مكان وقوع الحادثة، القبض على القاتل الذي ظل واقفا بمكانه معلنا أنه قتل الملك لرفضه تمكينه من مبلغ مالي. وبالتزامن مع ذلك، نفى المسؤولون اليونانيون وجود مؤامرة وراء عملية الاغتيال ليؤكدوا نظرية الدوافع الشخصية لأليكسندروس شيناس الذي صنّفته الشرطة اليونانية حينها كمتشرد ومدمن كحول.
وطيلة الأسابيع التالية، تعرض القاتل إلى شتى أنواع التعذيب بالسجن وأجبر على الخضوع لفحوصات ذهنية. ومع حلول يوم 6 مايو 1913، توفي المتهم أليكسندروس شيناس بشكل مفاجئ بسبب سقوطه من علو 30 مترا حيث أقدم الأخير على القفز من نافذة أحد مراكز الشرطة خلال فترة التحقيق معه. وبينما أكدت المصادر الرسمية اليونانية فرضية إقدام المتهم على الانتحار، شكك العديد من الصحف العالمية في حقيقة الحادثة مؤكدة على قيام أفراد الشرطة اليونانية بإلقاء أليكسندروس شيناس من النافذة لطمس الدوافع الحقيقية لحادثة اغتيال الملك.!!