عام جديد في ..
في سفر ورسالة الحياة
حسين الذكر
امي وابي اميان لا يجيدان القراءة والكتابة .. لكنهما كانا يقضيان الليل في الصلاة والاذكار .. لم افز يوما الا ورايتهما هكذا .. كما ان ابي لم يؤذي احد او يسهم ويسعى لكراهية طوال حياته ، اما امي فكانت دمعتها جارية بسبب و بلا سبب .. من ذلك المشهد اشرابت تساؤلاتي وشربت حد النهل من عذوبتهما .. لم تكن الأشياء معقدة في اجندتهما ولم يفكرا استراتيجيا ولم يعبئا بالزمن وتداعيته عاشا مطمئنين راضيين .. مرت السنون وافتقدتهما بعد ان كانا يشكلان حجر الزاوية بكل أجزاء الزوايا الأخرى من الحياة .. كبرت وتزوجت ومضيت على منوالهما بذات المنهجية التي زرعاها باعماقي .. الا اني كنت طموحا نزق التفكير شاطح الإجابات ومعتمد الكتاب والمعرفة وسيلة لخوض غمار حياة لم تمنحني افضل مما منحته لامي وابي رحمهما الله .
مرت الأيام وتقلبت الأحوال وكبرت اسرتي وتزوج اولادي وبناتي وسافرت وتنقلت وتناقشت حد التيه وتحصلت على الشهادات العليا .. ثم قرات وقرات كثيرا حتى كتبت اكثر …. وما زالت بحجر الزاوية ابحث عن ضالة لم اجدها برغم الابتسامة التي زرعها ابنائي واحفادي باحشائي .. الا ان فقد ولدي وقرة عيني الاعز على روحي ( انصار ) ضربني بمقتل لم تكفكف الدموع بعده حيث أعلنت الحداد الابدي وكاني اعترض واعلن تظاهري على كل من ظلمني .. بصيغة السواد وصناعة الموواويل والنحيب ..
بعد عقود من اول تفتح لعيني رفعت به شعار التفكر والتساؤل ثم بعد قليل من الوعي أعلنت بصراحة جل طموحاتي المتمثلة : ( ان أكون على بينة من امري وان ينتفِ الألم العام ) .. وما زلت على ذات السبيل ساعيا .. لم اكتب على المزاج ولا اسطر حروفي مبتغي مرضاة الغير او بتكليف من احد او بطرا او لأغراض الحصول على المال … كنت وما زالت اسمع نداء يفتق مسامعي وسوط يجلد جوانحي من اجل الكتابة والكتابة .. اداء لدور وطني مهني انساني .. اشعر واعشق الخوض به كشعار ابدي تنهل منه روحي واسقي به من يشم عبيق الألم مثلي .
اليوم 18- 3 – 2024 ادخل عام جديد من العمر .. مع كل صهيل دمعي المتسابق مع كل مشهد على فقدان فلذت كبدي .. الا ان راية ومشعل الكتابة سيالة ومدادها بفضل الله قائم .. وهنا اجد قمة لذاتي ومسراتي الحياتية اذ اشعر براحة الضمير التواق الى صناعة إنسانية قائمة على حرية الفكر والراي وان تكون مفردات السلام والحوار هي اللغة السائدة فيها وان يمن الله على اهل الأرض جميعا بالخير والامن والاستقرار والبركات …. وان يكون حب الأوطان هو القيمة العليا وتسمو فوق كل الاعتبارات الأخرى .. وان تكون تعابير الايمان في قلوبنا هي الاحسان الى الاخر مهما خالفنا بالدين والعقيدة والمذهب والقومية .. اذ لا صلاح الا بالحرية الفكرية والايمان المطلق بالمساواة وجعل الدين مشعلا كما أراده الله جل وعلا ( كرمنا بني ادم ) وكما قال رسولنا الكريم محمد ص ( جئت لاتمم مكارم الاخلاق ) وكما قال سيدنا المسيح ع ( انا رسول السلام ) .. وان يهدينا الله الى الاقوم .. بعيدا عن تفاهات وسخافات وظلامات … من يريدون بنا وشعوبنا الاحط والاسفل ..
والحمد لله رب العالمين .