رسائل ونصوص عاقلة …
تحت عنوان ( الإنسانية بين التطرف الديني واللاديني وغياب العقلانية )
بقلم : فرقد الأغا
النص الاول – التطرف الديني واللاديني هو الآفة التي فتكت بالانسانية وشوهت الحياة وتعسفت العقول فما قيمة العقيدة والفكرة عندما تُفرض بأحدى لُغات الأكراه.
النص الثاني – من يعتنق عقيدة أو فكرة معينة دون تفكر وتعقل ذاتي سرعان ما يهوى، فالانسان يحتاج لشوطٍ طويلٍ وتجارب كثيرة ودراسة مفصلة معمقة ليُدرك شيئا من الحقائق النسبية، فهذا الكائن ذو الإدراك المحدود حينما يرى الظلم قد أفترش أجنحته ودب اليأس بمكامن روحه وخيم البؤس على حياته والإله لا يُحرك ساكنا، سيرى وفق رؤيته الضيقة الأفق إما أن الله ظالم وليس بعادل أو أن الإله مجرد أسطورة من تأليف العقول ولا وجود لها، فالأيمان بوجود خالق لهذا الكون ليست قضية استعراضية نتناولها على سبيل اللهو و النزهة أو الترف الفكري ، لأن العقل الانساني والنفس البشرية ساحة لصراع أيديولوجيا الأفكار ولابد من التعقل والتجرد والصدق في طلب المقاصد .
النص الثالث – إن بؤس الموروث وتهافته ليس له علاقة بحقيقة وجود ” الإله ” لذا علينا أن نتعقل هذه القضية جيدا !
النص الرابع – من المفارقات أن دعاة التسامح من اللادينيين ممن فرَ من غوغائية أتباع الدين لم نجدهم متسامحين، فليس المتدين المتعصب يعيش حالة الرجعية والدوغمائية فحسب بل تتجلى في اللاديني ايضا، وهذا ما يكشف لنا عن نزعة بشرية مُتأصلة في النفوس، فكل من يؤمن بفكرة أو عقيدة ما يسعى بلغة الفرض والاملاء التعسفي لأجبار الآخرين بالأيمان بها، وأن اعلان مخالفتك لها هو بمثابة منحهم قرار ” شرعية تكفيرك ونفيك ” ولا يختلف في هذه النزعة الديني و اللاديني .
النص الخامس – لقد تحدثت مراراً عن ضرورة إعاده قراءة التاريخ وإبعاد رجالات الدين ذوي العقول المتحجرة عن ساحة البحث؛ وضرورة إعادة صياغة الموروث الاسلامي وتهذيبه على أيدي عقول نيرة من باحثين ومفكرين أفذاذ من خارج دائرة كهنة الدين، وما حركات التطرف الديني واللاديني إلا تداعي لسلطة الكاهن والموروث الذي دُس بين طيات سطوره ما يدعو الى نشوء مثل هذه الحركات الدوغمائية .
النص السادس – من مشاكل اللاديني والديني هو عدم الأصغاء لحجج الآخر وتحري الحقيقة، وما محاورته إلا من أجل أيصال حججه فحسب، لا من حيث أن الحقيقة هي مقصده وهدفه وغايته.
النص السابع – ما نريده من الجميع هو أن يمتلكوا إرادة صادقة للتحري عن الحقيقة، كما نريد من الجميع محاكمة أفكارهم ومراجعتها، فالجمود الفكري لا يقتصر على البسطاء بل يشمل حتى من يحمل عنوان العالم، حيث يبقى هؤلاء أسرى الخرافة، تارة بعنوان العقيدة الدينية وأخرى بعنوان الفرضية العلمية، في الوقت الذي يعيش الوهم والخيال الذي لا يتعدى أطار الخرافة .
النص الثامن – هنالك فرق بين الباحث عن الحقيقة بشكل موضوعي وبين المتحيز والساخر، فالأول يقر بتمامية وقوة أدلة المختلف الآخر وهو أرقى درجات الأنصاف، بينما يبقى المتحيز الدوغمائي أسير سطحيته وجموده الفكري، وهذا التحيز بدوره يُشكل حجاباً سميكاً كفيلاً بحجب رؤيا الحقيقة .
النص التاسع – أن الغوغاء التي يُحدثها الدينيّن و اللادينيّن كشفت نزعة التحيز المسبقة لدى الانسان بما فيهم النُخب من كل الأتجاهات على تفاوت بين الافراد .
النص العاشر – ليس من العقلانية أن نَشْرع لإثبات قضية ما أعتماداً على مرتكزات قد ورثناها دون أن نعلم من أين جاءت؟! وما مدى قوتها لتجعلنا نثق بها كأدلة و براهين ومعارف تامة؟! والأحرى بنا أن نتفحصها قبل الشروع بتشييد بناءَنا عليها، فقد تكون تلك المفاهيم التي نتعصب لها ونقطع بصحتها مغايرة للحقيقة، فنعيش كل حياتنا ونحن نرتكب الحماقات ونسيء للأخرين ونحن نظنها الحقيقة المطلقة !