قراءة نقدية: “اليومية القصيدة ولغة الحوار”
اليومية “مكواة الثياب نموذجا”
الشاعر:حمد حاجي
الناقدة:جليلة المازني
يستأنف الشاعرحمد حاجي تدوين يومياته وهاهي اليومية الرابعة عشر من رمضان الموافق ل: 24/03/2024
يحدد الشاعر كعادته الاطار الزمكاني ليوميته فكان عند الرابعة مساء ببيت المتوحمة تحت عنوان”مكواة الثياب”
يواصل الزوج مساعدة زوجته بشؤون البيت ارضاء لها بما في ذلك من كيٌ الثياب وما فيه من تعب على مرآى من أمه التي قد لا تشذ في عقليتها على أغلب الامهات ولا ترغب ان ترى ابنها مرهقا بشؤون البيت.
بالمحطة وهو يوصل أمه لتغادر كان يخشى ان تكون غاضبة وتجادله في أمرها لكنها اوصته بزوجته خيرا.
هنا قد يتدخل القارئ من خلال تلك الفجوات النصية التي تركها له الشاعر للتأويل متسائلا:
_هل ان هذه الأم متفتحة ومتسامحة ولا ترى اي مشكلة في ان يتعاون الزوج مع زوجته؟
_هل ان هذه الام لا تفهم فعلا ممارسات هذه الزوجة وارهاقها لابنها ولا تعتبرها تتعلل بالوحم وتبالغ فيه لاذلال زوجها أمام أمه لانها تنتظر منها الحفيد الاول؟
_هل ان هذه الأم ذكية وتتجاهل ما تفعله هذه الكنة وتغظ النظر عنها لأنها لا تريد أن تحدث مشكلة بين ابنها وزوجته وآثرت راحته على راحتها؟
يبدو أن الزوج قد ذهب وفق تساؤل القارئ الثالث ويبدو انه اشتمٌ رائحة عدم رضا أمه وهي الذكية التي قد تفهم الظاهر والباطن للزوجة وان أمه تسرٌ الوجع ويبدو أنه فهم عنها .وبالتالي فإنه سيثأر لأمه في غيابها .
ومن وجهة نظر حقوقية هو سينتقم من زوجته في غياب أمه حفظا لكرامتها
انه من الكاظمين الغيظ وهو يسرٌ قهرها له عند وجود أمه
يقول الشاعر:
وادخل للبيت كالليث ابرم بالشنبات…فما أتعس القهر بالرجل
فويحك سعدى…تمكنت مني لأيام…والآن دورك كي يأتي بلا أجل….
وأقلب صحن الحساء على عقب… وادفع كل الكراسي على عجل..
لذلك عند عودته من المحطة دخل عليها مهاجما في غليان داخلي نفسي كأن مكواة الثياب التي لم يستخدمها الشاعر اعتباطا قد كوته وأشعلت ناره.
هنا قد يستغرب القارئ لملء تلك الفجوات النصية من عنف الزوج غير اللفظي الذي قد يتطور الى عنف لفظي وقد يكون جسديا.
وأكثر من ذلك فقد يلوم القارئ الزوج على عدم اختيار لغة الحوار بدل العنف .
انه الحوار الذي ينعدم داخل العائلة لحل المشاكل في هدوء.
وهنا قد يستحضر القارئ ان الله سبحانه وتعالى قد حاور ابليس الذي عصى أمره ولم يسجد لآدم بل واستمع لرده وأكثر من ذلك استجاب لطلبه ليجعله من المنظرين الى يوم القيامة.
لعلها لغة الحوار التي أوحى بها الشاعر للقارئ كي يمررها .
بالحوار فقط ترتقي العائلة وبالحوار فقط ترتقي الشعوب.
شكرا للشاعر الدكتور حمد حاجي الذي جعلني أستمتع بقراءة قصيدته يوميته قر اءة نقدية.
بتاريخ 25/ 03/ 2024.