رواية “أحبها بلا ذاكرة”تداخل الازمنة وتعدد الامكنة في علاقة بفلسفة الرمز.
في بناء دائري عجيب جاءت رواية “أحبها بلا ذاكرة”للروائي التونسي الأمين السعيدي
تنطلق الاحداث من القرية وتنتهي بها
فعلاقة “عدنان”ب”سارة”لم تنطلق بها الاحداث،اذ كانت شخصية “عفاف”هي التي التقت ب”عدنان”صباحا في كلية الاداب اين نشأت قصة حب بين الشخصيتين،تمكنت فيها عفاف من استمالة عدنان،رغم انه شخصية صلبة،متهكمة وانه مطارد من النساء،كلهن يردن الظفر به.
عفاف كانت تعرف عدنان جيدا وتهيم به عشقا ولكنها لم تجرأ على الاعتراف منذ البداية فزارت القرية التي ولد بها البطل عدنان حتى تعرف مصدر جنون هذه الشخصية واعتزازها بنفسها وانفرادها بخصوصيات تختلف كثيرا عن المجتمع بصفة عامة والطلبة في كلية الاداب بصفة عامة وهذا يحيلنا الى البعد الانتروبولوجي في الرواية،فمعرفة الشخصية من خلال بيئتها وبداية التكوين،ثم الرحلة في المكان والزمان لنستنتج البعد الفكري والفلسفي الذي تحكم في احداث هذه الرواية
فالامكنة والازمنة كانت منتجة للرمز،تتحرك من خلاله،فالليل المتواتر في رواية”أحبها بلا ذاكرة”لم يكن نتيجة لمغامرات البطل الليلية بقدر ما كان دالا على السكون والجمود الذي يقود المجتمع حين يتمسك بالماضي والتقاليد
مع تطور الأحداث بعد ان بدأت الرواية بالحوار العميق ذا الأبعاد السياسية والدينية والجنسية…تأتي شخصية “سارة المعلمة”وهي الشخصية البطل التي نشأت معها تجارب عدنان ومغامراته فسارة هيمنة على احداث الرواية وانتهت بها وهي معلم عدنان التي وقعت في حبه فكان أول طفل في القرية يتمتع بصفة الثورة والحرية حين اكتشف جسد معلمته وهو في عقده الاول،اللذة والمتعة التي عاش بها عدنان جعلته متميزا ذكيا،فيلسوفا،ثائرا…
تتعد الأبعاد والمسائل الفكرة والفلسفية في رواية “أحبها بلا ذاكرة” وتتوزع بين القرية والمدينة في ازمنة مختلفة تتحول مع تحول المواضيع فزمن السياسة يتعارض مع زمن الحب وزمن الخمر يتعارض مع زمن الصلاة وزمن الظلم منتشر في الرواية من البداية الى النهاية
“أحبها بلا ذاكرة” للروائي التونسي الأمين السعيدي رواية بين الواقعية والرومانسية في بناء فلسفي عجيب يقوم على الرمز والاسطورة ويتأمل الواقع من أجل النظر الى الأمام والاضافة الى المتلقي.