قراءة نقدية ثلاثية باليوميات والنساء الثلاث للدكتور حمد حاجي بقلم الناقدة جليلة المازني

قراءة نقدية :”ثلاثية باليوميات والنساء الثلاث”
اليوميات:( “ثلاثية باليوميات نموذجا”)
الشاعر حمد حاجي (تونس)
الناقدة: جليلة المازني(تونس)
المقدمة :
كعادته يوثّق الشاعر حمد حاجي يومياته الرمضانية وهذا اليوم عمد الى أسلوب الثلاثيات فكانت ثلاثية باليوميات لايام:19/20/21 رمضان والموافقة لايام : ل:29/30/31 مارس 2024
ترى أي جديد تحمله هذه الثلاثية باليوميات؟
القراءة النقدية:” الثلاثية باليوميات والنساء الثلاث”
1- في سردية ثلاثية باليوميات:
لقد اتخذ الشاعر ثلاثة عناوين مختلفة(الجاهة/يقظة ضمير/ ليلة حمراء وخيانة ) وكل عنوان هو محتوى مصغر لكل يومية والخيط الرابط بينها هو النساء الثلاث علما وان نقطة ضعف هذا الزوج في تهافته على النساء وتهافت النساء عليه .
تستجير سعدى بانتصار صاحبة الجاهة والشموخ لتكون وسيطا بينها وبين زوجها وهي في ذلك تعاتبه عن بعده عنها فيصحو ضميره وهو في مخدع فوز ليتذكر اولاده فيملي عليه ضميره البقاء مع سعدى .
بيد ان ابليس المتمثل في ليندا يلعب بعواطفه ليترك فوز وليسرع للندا التي هاتفته واستدرجته اليها.
2- قراءة ” ثلاثية باليوميات والنساء الثلاث”:
لقد عمد الشاعر الى ثلاثية باليوميات وكأني به يسمح للزوج ان يرفرف بين ثلاثة أغصان فلا سعدى أرضته ولا فوز أقنعته وحتى لندا سيقضي منها وطرا وقد يبحث له عن رابعة ايمانا منه بحقه شرعا في أربع وعنوان” ليلة حمراء وخيانة” يدعم ذلك.
ان الشاعر من خلال تكالب الزوج على النساء يوحي لنا بحق الرجل في تعدد الزوجات شرعا وقد دعم ذلك بعتبة ميتاسردية تتمثل في تعليقه الذي يتحدّث عن تعدد الزوجات والزوجة الواحدة.
ولعل القارئ هنا يدعم ما لم يبُحْ به الشاعر مستحضرا الآية الكريمة من سورة النساء (3) “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة”.
فهل عدل هذا الزوج في مراوحته بين سعدى وفوز ولندا؟
ان هذا الزوج ترك سعدى حلاله تترجّى قربه وتنازل عن حق أولاده وأسرع لفوز ولكنه لم يفز بالسعادة التي كان ينتظرها لان ضميره استفاق وعاش لحظات مع حديث النفس الايجابي الذي جعله يثوب الى رشده ليتذكر اولاده وسعدى التي قد يعيش معها ومع الاولاد عيشة سعيدة .
ان الشاعر قذف نور الوعي في ضمير الزوج قناعة منه ان الوعي وحده قد يعيد للعائلة بريقها وقدسيتها حتى لا يتشتت شمل العائلة فبتشتته يتشتّت المجتمع.
ان الشاعر ولئن استطاع ان يبذر في ضمير هذا الزوج بذرة” مناعة” لانقاذ عائلته من مرض التكالب على النساء باستفاقة وعيه للحظات لكن الشيطان الذي وعد الله باغواء بني آدم وتزيين الباطل لهم حتى يكونوا معه في النار.
وبذلك زين الشيطان لهذا الزوج الباطل فترك سعدى وابناءه و أعرض عن فوز التي تركها “تصارع بحرا بجزر ومدّ” لتقول له:
أيا مبدلا لحية بكذا بلحية سوف تخسر احداهما دون شك وجدّ.
ولعل القارئ من خلال الثلاث نقاط يتعاطف مع فوز ليسعفها كي تقول له ايضا بانه “ناقص عقل ودين” .
ان القارئ ايضا قد يتساءل:
لماذا الشاعر جعل المرأة تجمع بين الخير والشرّ في نفس الوقت ؟
فلندا كانت ابليس الذي أغواه وفي نفس الوقت تنسيه الكآبة في “عمق لحده”
لعل القارئ يعفي الشاعر من الجواب ويستحضر حديث الرسول:”ان المراة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان”
وهذا الحديث ليس المراد منه الانتقاص من قدر المراة ولا الازدراء لها بل هو تحذير للرجال من اطلاق النظر المحرم الى النساء لما يؤول اليه ذلك النظر من الوقوع في الغواية والفتنة اللذين هما من عمل الشيطان
والرسول هنا يردّ على شبهة تصوير المراة بالشيطان.
وبالتالي فازدواج شخصية المراةحمّال لموقفين قد يتخذ أحدهما الزوج:
– اما انها تواصل في اغواء الزوج بتهافته على النساء لان واحدة واثنتين وثلاثة لا يشبعن نهمه الجنسي.
– اما انها ستسعده وتوفر له راحة البال ليستطيع التفكير بهدوء فيعود اليه وعيه ويستفيق ضميره ليعود الى حبه الاول والى أولاده معتذرا لها عما صدر منه “بفوضى الكهولة وقلة صبر”.
ولعل القارئ الذي يتابع حركات الزوج قد يلقنه كما ملقن المسرح مرددا قوله تعالى:”..فان خفتم الا تعدلوا فواحدة” سورة النساء(3)
وقوله تعالى ايضا:”ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم” سورة النساء (129)
والقارئ لن يبارح الزوج في تلقينه لا بتحريك ضميره الديني والانساني فحسب بل بتحريك مشاعره ايضا لما للمشاعر من سلطة على الفرد.
ان القارئ يردّد في اذن الزوج قول الشاعر ابي تمام لاقتباسات جلال الدين الرومي:
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى//ما الحب الا للحبيب الاول.
كم منزل في الارض يالفه الفتى// وحنينه ابدا لاول منزلي
وهنا قد تتحرك مشاعره لسعدى حبه الاول خاصة وان الشاعر رافق ثلاثية يومياته بتلك اللوحة لثلاث نساء ويبدو ان المراة الوسطى هي سعدى التي تعاتبه وهوينصت اليها فقد يستجيب لها.. وقد ..وقد..
الخاتمة:
شكرا للشاعر حمد حاجي الذي سلط الضوء على هكذا ظاهرة اجتماعية عربية أقضّت مضجع العائلة وقد تكون ظالمة للمرأة كما أكّد شيخ الازهرالامام الاكبراحمد الطيب ان تعدد الزوجات ظلم للمرأة.
بتاريخ01/04/2024