ايمانويل كانط رائد الفلسفة الحديثة والتنوير:
د. عبد العزيز يوسف آغا
///////////////////////
يقول العلامة د. كمال الحيدري: سواءً كنت مع كانط أو ضده فلن تستطيع فهم الفلسفة بدونه. فالفلسفة قبل كانط غير الفلسفة بعده،
إذ يعتبر الفيلسوف الألماني كانط 1724-1804 من أهم وأكثر الفلاسفة إثارة للجدل في تاريخ الفلسفة الحديثة. حتى أولئك الذين يخالفونه بالرأي يقرون في داخلهم بهذه الحقيقة.
نشأته:
::::::::::::::::::
ولد كانط في 22 نيسان 1724 في مدينة كونجسبرغ في ألمانيا لأسرة فقيرة ، فقد كان أبوه يعمل في صناعة سروج الخيل وأمه متفرغة للدين.
مما أضطره للعمل مربياً لدى بعض الأسر الثرية، بعد أن أتم دراسته الثانوية ومن ثم مدرساً في الجامعة في مجال القانون الطبيعي والأخلاق واللاهوت وعلم الإنسان والجغرافية الطبيعية، وسرعان ماأصبح عضواً في الأكاديمية الملكية للعلوم في برلين ومن ثم مديراً للجامعة.
التجربة الفلسفية لدى كانط:
::::::::::::::::::::::::::::
تركزت فلسفة كانط على المعرفة النظرية وعلى المعرفة التجريبية.
فالإقدام على أي شيء أخلاقي يجب أن يتم التعرف عليه بواسطة الحواس الظاهرة ومن ثم العقل الذي يرتبها ويصدر حكمه عليها .
وبعد ذلك يأتي دور التجربة العملية لترسيخ المعرفة.
وفي حقيقة الأمر كان المجتمع في تلك الحقبة منقسماً مابين النظرية والتجريب، لذلك قام كانط بتأليف أعظم كتبه وهو ” نقد العقل الخالص” الذي استغرق تأليفه 11 سنة من العمل الدؤوب، إلا أن الكتاب لم يلق نجاحاً من قبل المجتمع عند نشره للمرة الأولى لصعوبة الأفكار الواردة فيه، فأعاد صياغته ونشره مرة أخرى ، عندها لاقى الكتاب نجاحاً منقطع النظير.
وكذلك كتابه الثاني
” نقد العقل العملي’ ‘ وكتابه الثالث :
”نقد الحكم الجمالي”.
ويرى كانط أن تطبيق النقد على البشر واجب أخلاقي ، وكلمة نقد عند كانط تعني التحليل والدراسة ، وذلك بهدف التطوير المدروس الذي ينحى نحو تحسين الحياة البشرية إلى الأفضل.
كانط والأخلاق:
:::::::::::::::::::::::::
يرى كانط أنه يجب أن يتعامل المرء مع البشر كما يعامل نفسه تماماً ، وبذلك يستطيع المجتمع التقدم نحو الأفضل.
كانط والتربية:
::::::::::::::::::::::
يرى كانط أن البشرية لاتساوي شيئاً بدون التربية التي تبنى أساس من المعرفة التي تنحو إلى استخدام العقل الاستخدام الصحيح.
كانط ومعرفة الله:
::::::::::::::::::::::::::::
يقول كانط أن ترتيب الكون بهذه السوية من الدقة والإلهام والهداية لاشك أن وراءه خالق، على الرغم من أننا لانراه ، لكننا نستطيع الإحساس به.
وقد قال عنه عباس محمود العقاد : لقد كان كانط مؤمناً لأنه عرف الله بالضمير وليس بالتجربة.
كانط والتنوير:
::::::::::::::::::::::::
يعتبر كانط رائدا من رواد التنوير ، فقد عرف التنوير بأنه :الخروج من مرحلة الطفولة إلى سن الرشد والنضوج العقلي المتحرر الذي له الدور الأول في معرفة الأشياء والحكم عليها وتحسينها.
كانط والإنسانية:
::::::::::::::::::::::::
الإنسان هو محور الحياة والغاية من الوجود ، ولابد من تسخير كافة المعطيات من أجل سعادته وتقدمه.
أفضل أقوال كانط:
:::::::::::::::::::::::::
– كي تكون يجب أن تفعل.
– ليس مهماً أن أعيش حياتي فرحا إنما المهم أن أعيش بشرف.
– الجحود هو جوهر الحماقة.
– قبل المعرفة يجب علينا أن نحدد مانريد معرفته.
– إذا كان على القلب مهمة توجيه الأسئلة فمهة العقل الرد عليها.
– دائماً أعتقد أن شيئاً جميلاً على وشك الحدوث.
– تعامل مع مبادئك وكأنها ستصبح قانوناً للعالم.
– كانط والزواج:
– :::::::::::::::::::::::::::
أحب كانط إمرأة والتقى بها عدة مرات ولفترة طويلة، ولما يئست منه لعدم طلب يدها للزواج قامت هي بطلب يده ، فطلب منها مهلة للتفكير .
ولما عاد إلى المنزل قام بتخصيص دفترين ، الأول لتسجيل إيجابيات الزواج والثاني لسلبياته.
وبعد تسجيل الملاحظات قرر فعلياً الزواج ، فذهب لخطبتها من أبيها، لكن أبوها فاجئه قائلاً : أنا موافق على زواجها منك إذا وافق زوجها وولداها!!!!
ماذا كتب على قبر كانط:
:::::::::::::::::::::::::::
بناءً على طلبه تم كتابة العبارة التالية على قبره:
شيئان يملآن قلبي دوماً بالإعجاب المتزايد:
السماء التي فوق رأسي المرصعة بالنجوم ؛ والقانون الأخلاقي الذي في وجداني.
ويبقى كانط حياً بفلسفته وأفكاره الخالدة على مر العصور .