قراءة في قصيدة ( العيد )
للشاعر ( جابر الوزة )
أتأتي ياعيدُ
وفي غزةَ
طفلةٌ حزينةٌ
وأرضُنا العربيةُ
ممزقةٌ
والغزاةُ
يجلسون حولَ
طاولةٍ مستديرةٍ
شرابُهم دمُ الفقراءْ…
طعامُهم لحمُ الفقراءْ…
غزاةٌ…غزاةٌ
يأكلون
لايشبعون
اغتالوا
شجرَ الزيتونِ
والتينِ
والصفافْ…
اغتالوا
غيومَنا
وأحلامَنا
وزُرقةَ ماءِ البحرْ…
غزاةٌ…غزاةٌ
لايعرفون
إلا البارودَ
وحبلَ المشنقةْ…
لاتعنيهُمُ
ضحكتُنا
أو
دمعتُنا
غزاةٌ..غزاةٌ
يسكَرون في الباراتِ الليليةْ…
ويتخذون القراراتِ
من صدرِ جاريةْ…
حكموا ويحكمون البشريةْ..
بقنابلهم النووية…
ونحن نملكُ القلمَ
والهويةْ…
جابر الوزة
******************
قراءة في قصيدة ( العيد ) للشاعر ( جابر الوزة )
قراءتي للنصّ:
يستهلّ الشاعر ” جابر الوزة” قصيدته باستفهامٍ استنكاريّ بقوله:” أتأتي ياعيدُ”.. كيف يأتي العيدُ وهناك في فلسطين المحتلة، في غزة الحبيبة طفلةٌ حزينة ؟؟!! .. الطفولة مُستلبة، لا فرح ولا سرور ولاعيد، وكيف يكون العيدُ وأرضنا العربيةُ ممزقةٌ مشتتة ؟؟ الجولانُ محتلٌ، ولواء اسكندرونة محتلٌ، وفلسطين الحبيبةُ مُغتصبةٌ منذ زمنٍ بعيد، أجزاء هنا وهناك.. بينما المحتلون يواصلون حياكة المؤامرات حول طاولة مستديرة مغلقة، تجمعهم والمؤتمرين معهم، وكلّ ذلك وكأنّ شيئاً لم يكن، شرابهم وطعامهم من دماء الفقراء المستضعفين ولحومهم على هذه الأرض، ويكرّر الشاعر لفظة ” غزاة” للتأكيد على إجرامهم وأفعالهم القبيحة، إنّهم طامعون بأرضنا بشكلٍ لاحدود له، يأكلون ولايشبعون، لقد احتلوا الأرض، وشرّدوا الشعب، ولايزالون يدّمرون ويقتلون، حتى شجر الزيتون المقدّس، حتى شجر التين والصفصاف الخالدين، لم تسلم من إجرامهم، اغتالوها كما اغتالوا البشر، ثم انتقموا منها.. كذلك سماؤنا استباحوها، فاغتالوا غيومنا وأمطارنا وخيراتنا، لقد أومأ الشاعر بكلمة ” الغيوم” إلى الخيرات، وحتى أحلامنا وآمالنا، لم يتركوا لنا منها شيئاً، الحلم الجميل وزرقة البحر عكّروها.. وإن يكونوا قد فعلوا ما فعلوه فهم في النهاية ليسوا سوى غزاة محتلين، لغتهم البارود وقتل الناس ظلماً وعدواناً، بأية وسيلة، بحبل مشنقةٍ أو غيره. فرحنا وحزننا لاقيمة له عندهم، همهم الأوحد قراراتٌ غاشمة، وسلاحٌ فتّاكٌ، وقنابل نوويةٌ، بينما نحن لانملك سوى القلم والهوية. يشير الشاعر إلى أننا أصحاب حضارةٍ عبر الزمن، حضارةٍ خالدة مكتوبة ومحفوظة، تشهد على سبقنا منذ الأزل، وأننا أصحاب هذه الأرض، لنا هويتنا وحضارتنا المعروفة. بينما الغزاة همجٌ، سلاحهم القوة المدمّرة، بعيداً عن الأخلاق والضمير والإنسانية.
قصيدةٌ تواكب الواقع بمجرياته المؤلمة، فغزة تُباد وتُدمّر على مرأى العين، ولا أحد يحرّك ساكناً في وجه الهمجيّة الوحشية، والأطفال يموتون بأعداد كبيرة جوعاً ومرضاً وألماً وقتلاً، لايعرفون للعيد طعماً، وكيف وقد فقدوا أحباءهم وأسرهم تحت الأنقاض في هذه الحرب؟؟!! .. لاعيدَ وفي غزةَ طفلةٌ حزينة، لاعيدَ وفي وطننا مستعمرٌ غاشم، لافرحَ يزور قلوبنا وفي أرضنا ظلمٌ وقهرٌ وعدوان ..
رولا علي سلوم